مامون صلاج فنان مغربي حافظ على إحياء ذكرى الأسطورة “جاك بريل”

قال إن خاله الطيب الصديقي ساهم في صقل شخصيته المسرحية

نادية عماري

تملك الفنان المغربي مامون صلاج قواعد الممارسة الفنية والإبداعية منذ صغره بفضل نشأته في ظل أسرة فنية أثرت المشهد الإبداعي المغربي، ليصبح فنانا متعدد المواهب والميولات، يجمع ما بين الفكاهة والتمثيل والعزف الموسيقي والتنشيط، دأب على إحياء ذاكرة مغنين كبار بصموا الساحة الغنائية والموسيقية العالمية، أمثال جورج براسنس وشارل أزنافور وبول سيمون و”البيتلز” وغيرهم.

عرف مامون الشهير بـ”بريل المغربي” بمحافظته على إحياء ذكرى الفنان البلجيكي جاك بريل من خلال أدائه لأشهر أعماله الموسيقية، حيث غنى له على مدى أكثر من 40 سنة واستطاع أن يستقطب جمهورا عريضا من معجبي روائعه.

يقول مامون في لقاء معة”صحراء ميديا المغرب”، إن خاله الفنان الطيب الصديقي كان له بالغ الأثر في صقل شخصيته المسرحية وتعرفه على أدق تفاصيل أب الفنون.

يعبر مامون عن استيائه من مستوى الأغاني المغربية المقدمة حاليا مقارنة مع أغاني جيل الرواد التي تساهم بشكل كبير في تهذيب الذوق الفني لدى المتلقي.

ويقول مامون إن الجديد “لا يروقني في ظل الرداءة التي تطبع الموسيقى العالمية عموما، فالمغرب يساهم كذلك في هذا الأمر، حيث لا مجال للمقارنة بين الكلمات التي يجري توظيفها حاليا مع ما قدمته أغاني الرواد الخالدة”.

وحول الفوضى والعشوائية التي يتخبط فيها المجال جراء دخول متطفلين واستبعاد فنانين موهوبين، يقول مامون: “هي ظاهرة أقرها المسؤولون عن القطاع، وهنا أتساءل ما بين سنة 2000 إلى حدود 2020 كم من مرة تمت برمجة سهرات فنية للعديد من الفنانين أمثال محمد الحياني وعبد الوهاب الدكاليووعبد الهادي بلخياط ومحمد فويتح وغيرهم، بلدنا مع الأسف قام بمحو ماضيه وتكريس حاضر لا يخصه، بتبني ثقافة “البوز” وجعل التفاهة عنوانا للشهرة، وهو أمر يشمل عددا من دول العالم في أميركا وأوروبا، حيث يتم التركيز على عرض الأفلام والسهرات في أوقات الذروة وتهميش الثقافة وبرمجتها في ساعات متأخرة من الليل.

ويرى الفنان المغربي أن الثقافة غير ضرورية بوجود مبدعين لم يسبق لهم الالتحاق بصفوف الدراسة لكنهم يمتلكون مواهب ملفتة في التمثيل والكوميديا.

ويعتبر مامون أن قرب الفنان من محيطه والتزامه بقضايا مجتمعه مسألة اختيار قد تصيب وقد تكون غير موفقة أحيانا، مشيرا إلى أنه يحاول تبني قضايا مجتمعية من قبيل عدم التمييز والتفرقة العنصرية على أساس الأجناس والديانات وأخرى متعلقة بالدفاع عن الحيوانات والأرض والطبيعة.

وحول غيابه عن الأعمال التلفزيونية والسينمائية المغربية أو الأجنبية رغم تعدد مواهبه، يقول مامون: “بدوري أجهل السبب رغم تواصلي مع مخرجين من أجل العمل لكن من دون جدوى، ربما الأمر يرجع لتخوف البعض من عدم التزام الفنان أو اختلاقه لمشاكل أو طلبه لمقابل مادي كبير، إلى جانب تفضيل آخرين للشباب الوسيمين، في حين ترفض فئة أخرى مشاركة الممثلين في إبداء رأيهم ومناقشتهم لتفاصيل الأدوار بهدف إخراج العمل في شكل جيد”.

وبشأن غيابه عن العمل الإذاعي علما أنه يمتلك تجربة إذاعية مميزة امتدت لعشر سنوات، يقول الفنان المغربي: “لدي صيغ برامج عديدة في جعبتي لكن لا أحد يريدها، هل هناك توصية من جهة ما باستبعادي أم أنني لم أعد أعجب أحدا. تظل الإجابة معلقة، ربما هو إقصاء أو عدم مبالاة، لكن الأمر يظل عاديا بالنسبة لي، أحرص على إقامة حفلات خاصة أو العمل في المطاعم والفنادق، وحينما ينقضي هذا الأمر سأذهب للغناء في الشارع”.

ويرى مامون أن اقتران اسمه بالأسطورة جاك بريل نابع من حبه الشديد له، وتأدية أعماله الشعرية بصدق وإحساس عال.

ويعتقد مامون أن اللغة تشكل حاجزا أمام انتشار الأغنية الغربية في المغرب لدى غير الناطقين بلغات أجنبية.

وبشأن اختيار فنانين شباب للغناء باللهجة المغربية ومزجها بإيقاعات غربية بهدف المحافظة على جماهيريتهم على الرغم من إبداعهم في اللون الغربي، يقول مامون: “الأمر مرتبط ببعض الناس ممن يسعون لإخفاء تفاهتهم وتخلفهم عن طريق استهجان كل ما يأتي من الغرب، يتهموننا أننا “وليدات فرنسا” (أولاد فرنسا)، متناسين أن تعلم اللغات يساهم في تكوين شخصيتهم عبر الانفتاح على الآخر والاطلاع على حضارته وتاريخه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى