سفير المغرب في مصر: المجهود الوطني الذاتي لن يكون كافيا للتغلب على وباء “كورونا”
اعتبر أحمد التازي، سفير المملكة المغربية بمصر والمندوب الدائم لبلاده لدى جامعة الدول العربية، أن المجهود الوطني الذاتي لن يكون كافيا للتغلب على وباء “كورونا” العابر للحدود في ظل “عولمة قائمة لا غنى عنها، أصبحت فيها الحركية والتشابك هي كلمة السر”.
وقال التازي في مداخلة نظمتها عن بعد مؤسسة ثقافة السلم الدولي ببكين ومؤسسة شرف للتنمية المستدامة حول موضوع “السلم والحوكمة العالمية”، أخيرا، إن اندلاع أزمة كورونا بينت أن عدة بلدان “استطاعت بفضل مجهوداتها الذاتية وتضحياتها الجسام وإجراءاتها الوقائية أن تَحُدَّ من الانعكاسات السلبية للجائحة سواء فيما يتعلق بحفظ النفوس أو حماية النسيج الاجتماعي أو تفادي انهيار الاقتصاد”.
وأضاف السفير المغربي لدى القاهرة، أن أقرب مثال يستحضره في هذا الموضوع هو “الهبة التضامنية التي عرفها المغرب والتي أثمرت عن تجميع ما لا يقل عن 3 مليارات من الدولارات لتوفير المستلزمات الوقائية والطبية الضرورية، ولمواجهة مختلف الآثار السلبية للأزمة”، مشيرا في الآن ذاتهد إلى أمثلة أخرى كالتجربة الصينية في هذا المجال والتي كانت نتائجها “مرضية”.
وأشار التازي إلى أن العولمة أصبحت ب”إيجابياتها والفرص التي تتيحها ولكن أيضا بالتحديات التي تفرضها، واقعا لا يرتفع”، وتساءل “هل الحوكمة العالمية تنطوي على التأهيل والشمولية والعدالة أم أنها كاسحة وانتقائية واعتباطية؟”.
وزاد التازي متسائلا: “فهل يمكن التفاؤل بتحقيق أو إسقاط نفس العدالة والتضامن الذي مضت فيه الدول داخل حدودها وانطلاقا من إمكانياتها الذاتية على منظومة الحوكمة العالمية التي نتوق إليها، علما بأن المجهود الوطني الذاتي لن يكون كافيا للتغلب على وباء عابر للحدود في ظل عولمة قائمة لا غنى عنها، أصبحت فيها الحركية والتشابك هي كلمة السر؟”.
وشدد الدبلوماسي المغربي ذاته على أن هذا الأمل “لا يخص فقط تحدي مواجهة وباء كورونا والقضاء عليه، بل يعني كذلك جميع التحديات الماثلة أمامنا”، وعلى رأسها مواجهة التطرف الفكري المؤدي إلى الإرهاب، وتطوير وسائل حديثة للتعليم ونقل المعرفة، وبناء القدرات، والصحة والبحث العلمي، بالإضافة إلى المحافظة على البيئة، وتقليص الهوة بين الأغنياء والفقراء، واحترام الخصوصيات المرتبطة بالهوية لضمان التعددية اللازمة لغنى الإنسانية.