سياسيون وقانونيون مغاربة يستحضرون مناقب “قائد التناوب التوافقي”

بنعتيق: اليوسفي وضع أسس الدولة الوطنية

نادية عماري

أجمع سياسيون وقانونيون مغاربة على تفرد شخصية عبد الرحمن اليوسفي، رئيس الوزراء الأسبق، وأحد رموز حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لشخصيته الاستثنائية ونضاله المستمر دفاعا عن الوطن وحقوق الإنسان في المغرب والعالم العربي.

وأشار الوزير السابق عبد الكريم بنعتيق، وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، إلى أن اليوسفي، رجل الميدان المثقف والمؤطر والفاعل، وضع أسس الدولة الوطنية في ارتباط كبير بهموم بلاده.

اليوسفي
وقال بنعتيق، في لقاء تفاعلي عن بعد، نظمته جمعية المحامين في الدار البيضاء، بعنوان: “شهادات في حق الراحل النقيب عبد الرحمن اليوسفي”، مساء السبت، “في غياب إطارات سياسية التحق بحزب الاستقلال بهدف بناء الدولة الوطنية التي تتطلب مرجعية واضحة لها أطرها وإطارات تنظيمية لتشمل كل المغرب من دون استثناء قبل الخروج من الحزب سنة 1959 في لحظة مفصلية شكلت بلورة النواة لفكر يساري ورؤية إيديولوجية تدافع عن المظلوم في كل المجتمعات”.

وأوضح بنعتيق أن اليوسفي أعطى نفسا وطنيا للاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ليتحول الحزب لقوة اقتراحية ونضالية ومجتمعية أطرت أجيالا حظيت بالإجماع رغم الخلافات الحاصلة حينها، علما أنه كان يؤمن بحاجة بلاده لحركة انتقالية لتهييئه للحظة جديدة يلعب فيها الاتحاد دورا أساسيا ليقود حكومة التناوب التي لم تعطى حقها في التفسير العميق لهذه اللحظة، والتي شكلت انتقال المصالحة وليس الاصطدام في بناء تدريجي للنفس الديمقراطي.

وأشار بنعتيق إلى اليوسفي في صنع ثقافة حقوق الإنسان داخل الحركة الاتحادية وحركات أخرى، كقائد لمشروع مجتمعي، خوله ليكون رمزا لجميع المغاربة.

من جهته، وصف محمد الصديقي، نقيب سابق لهيئة المحامين بالرباط، الراحل برجل التضحية والوفاء لكل القضايا التي كرس حياته لها من أجل خدمة قضايا الوطن وتحرير الإنسان المغربي من القهر والجهل والعمل على إشاعة حقوق الإنسان وإرساء نظام ديمقراطي في البلاد على مستوى الدولة والمجتمع.

واعتبر الصديقي حياة رئيس الوزراء الأسبق نموذجا لما يجب أن يكون عليه الكثير من شباب المغرب اليوم من خلال الاهتمام بالشأن العام وقضايا المواطنين والتحلي بالنزاهة والاستقامة، بما يمكن المغرب من التقدم بشكل كبير.

بدورها، قالت عائشة الكلاع، المحامية بهيئة الدار البيضاء، وفاعلة حقوقية وبرلمانية سابقة، إن اليوسفي أمضى 96 سنة من النضال والكفاح من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان وتحرير الوطن والإنسان وتعبئة المناضلين وأعضاء جيش التحرير بفرنسا، حيث كان يقوم بتأطير الجالية المغربية بالخارج لتحرير المغرب من المستعمر الفرنسي مما جعل فرنسا ترفض بقاءه فيها ليعود للمغرب لاحقا.

وزادت مبينة: “كان يحمل قناعات مشتركة مع كل من المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الله إبراهيم، واختار الذهاب لفرنسا في منفى اختياري لمدة 15 سنة، وكانت كلها اتصالات للدفاع عن بلاده إلى جانب القضية الفلسطينية والمقاومة الجزائرية ودمقرطة الدولة والمجتمع المغربي”.

وقالت الكلاع: “التحضير لمغرب جديد عن طريق التناوب التوافقي شكل مفهوما جديدا في القاموس الدستوري المغربي، جاء في إطار توافق بين المؤسسة الملكية والمعارضة بعد 40 سنة من الصراع السياسي، حيث كانت هناك ترسانة قوية تنهض بحقوق الإنسان في المغرب وقضية المرأة التي أفرزت لنا مدونة الأسرة (قانون) التي نطمح لتعديل مقتضياتها بعد 16 سنة من إقرارها”.

وذكرت الكلاع أن اليوسفي عمل على فتح مجالات مسكوت عنها في الممارسة الحكومية، وقالت “يكفي أنه كان أول من دافع عن مساهمة وتقلد النساء المسؤولية في الأجهزة الوطنية للحزب، رغم تسجيل معارضة من طرف أعضاء المكتب السياسي، وكان له الفضل كذلك في التغطية الصحية التي ينعم بها المغاربة اليوم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى