وهبي للعثماني: أتعبتم المواطنين جراء تسريبات حكوماتكم المتكررة
عد خطواتها فاشلة لاترق لطموحات الشعب
نادية عماري
انتقد النائب عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، طريقة تدبير حكومة بلاده لجائحة كورونا في غياب أي مقاربة تشاركية خلال مرحلة رفع الحجر الصحي.
وقال وهبي في تعقيبه على رد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، على أسئلة النواب، مساء الأربعاء” لقد أتعبتم المواطنين جراء تسريبات حكوماتكم المتكررة، تارة سترفعون الحجر وتارة ستمددونه، وتارة ستخففونه، وكأن حكومتكم مجموعة من الجزر السياسية المتفرقة، فلكل تصريحه وخطابه”.
وزاد وهبي مبينا: “سربتم الوثائق وصار الحديث عن تمديد حالة الطوارئ الصحية لمدة شهرين، حتى قبل أن يبث الجهاز الدستوري في المرسوم الذي أصبح بيد المغاربة، يحملونه متسائلين: “لماذا شهر وليس شهرين؟ ولماذا شهرين في الأول ثم شهر في الأخير؟ في الحقيقة هذه التغيرات المتواترة تعكس ارتباككم وعجزكم عن اتخاذ القرار وتبليغه”.
وانتقد وهبي طريقة تصنيف المدن إلى مناطق 1 و2 في إطار مخطط التخفيف بمناطق الحجر، خاصة أنه لم تتم الإشارة إلى مصير الأطفال بمناطق الحجر رقم 2، فيما يتعلق بطرق تدبير الضغط الحاصل عليهم جراء فرض الحجر الصحي.
وندد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة منح رئيس الحكومة سلطات كبيرة للوزراء والولاة والعمال، في تخل واضح عن الصفة والمهام الدستورية كمؤسسة تنسق وتفوض السلطات، فضلا عن تهميش دور المؤسسات المنتخبة ومجالس الجهات، مما يترجم فشل الحكومة وعدم قدرتها على اعتماد المقاربات التشاركية أثناء اتخاذ القرار.
وهاجم وهبي السياسة المتبعة من طرف الحكومة والقرارات المتخذة لتدبير الجائحة، والتي خلفت ملايين الفقراء والشباب العاطلين عن العمل، مما يعري هشاشة اختياراتها السياسية والاقتصادية، إضافة إلى “ضحايا” القطاع الاقتصادي غير المهيكل، من أصحاب النقل العمومي والسياحي ونقل المسافرين وأصحاب المقاهي والمطاعم وغيرها، ممن يعانون من قرارات حكومية “عقابية”.
وندد وهبي بطريقة توزيع الدعم على الفئات الهشة التي اتسمت بارتباك وتنفيذ رديء، حرم الكثيرين من الاستفادة، إلى جانب تحول البنوك إلى عبء إضافي، عجزت معه مؤسسة بنك المغرب في التأثير على القرار رغم ما تملكه من سلطات، ليظل تصرف هذه البنوك نقطة سوداء في تاريخ أزمة المغاربة.
وتساءل وهبي عن مصير تسويق المواشي التي تشكل مصدر دخل بالنسبة للفلاحين مع قرب عيد الأضحى، فيما يتعلق بإعادة افتتاح الأسواق الأسبوعية وإنعاش اقتصاد ذوي الدخل المحدود.
وقال وهبي: “لقد أتعبتنا حكومتكم بصمتها، وحولت الحجر الصحي إلى حجر سياسي، مما يفرض عليكم ممارسة سلطاتكم الدستورية كاملة، وعدم التخلي عنها بالتقسيط لبعض الوزراء، أو أن نصبح أمام حكومة غير منصتة وإعلام عمومي يثير التقزز وأصوات نشاز تنادي بتغييركم بحكومة تقنوقراطية.
وكشف وهبي عن إلغاء تعاقد الدعم السياسي الذي سبق لحزبه أن قدمه منذ بداية الأزمة إضافة إلى سحب أي دعم لخطوات الحكومة المقبلة غير المحسوبة، لاعتمادها على خطوات فاشلة لا ترق لطموحات المواطنين.
ودعا الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة الحكومة إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات، تشمل فتح حوار شفاف مع الأحزاب السياسية مع ضرورة قيام المعارضة بدورها الرقابي عن طريق إحداث لجنة استطلاعية لترتيب المسؤوليات عن الفشل والإختلالات التي تم التعامل بها مع المواطنين المغاربة العالقين في الخارج، وكأنهم مواطنون من الدرجة العاشرة، مما يمثل إهانة وطنية ترتب مسؤولية سياسية لا يمكن السكوت عنها.
وطالب وهبي بتكوين لجنة استطلاعية ثانية لمراقبة كل الصفقات التي تمت في مجال الصحة وغيرها من القطاعات العمومية، حفاظا على أموال دافعي الضرائب، والوقوف على ما شاب تلك الصفقات من ادعاءات للتأكد من صحتها، وإحالتها على الجهات المختصة في حالة ثبوت اختلالات.
وقال وهبي: “ندعو إلى مساعدة المواطنين الغارقين في الديون من خلال ضرورة تأخير سدادها من دون فوائد إلى ما بعد انتهاء الآثار الاقتصادية لهذا الوباء، فضلا عن دعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة ماليا للخروج من أزمتها، وكذا جميع المشاريع الاقتصادية الذاتية والقطاع السياحي للحفاظ على مقوماته، كمصدر مهم للعملة الصعبة وتشغيل اليد العاملة”.