بودرقة: ربط المسؤولية بالمحاسبة يجعل المغرب يتسع لجميع أبنائه

في حفل تقديم كتابه "أحداث 3 مارس 1973"

نادية عماري

أفاد المعارض السياسي اليساري السابق وعضو هيئة الإنصاف والمصالحة، مبارك بودرقة، أن ربط المسؤولية بالمحاسبة والحوار الديمقراطي وصناديق الاقتراع الحقيقية هي التي تبني الحاضر وتجعل المغرب يتسع لجميع أبنائه وليس فقط النخب منهم.

وقال بودرقة، في حفل تقديم كتابه”أحداث 3 مارس 1973: بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة”، مساء الخميس، بالرباط: “نحن عشنا سنوات الرصاص والعنف والعنف المضاد، لذا أنصح الشباب بالابتعاد عن هذا الطريق لأنه غير سالك ويؤدي حتما إلى الخراب”.

وأشار بودرقة لقلة الوثائق التاريخية التي توقفت في المغرب منذ سنة 1947، متسائلا عن سبب عدم تناول هذا الموضوع من طرف الحكومات المتعاقبة على البلاد.

وأوضح الخبير في العدالة الانتقالية، أحمد شوقي بنيوب، أن الكتاب يقدم إفادات حول أسرار المواجهة بين الدولة والمعارضة الاتحادية، فضلا عن تناول نموذج تطبيقي لقضايا كبرى طرحتها هيئة الإنصاف والمصالحة، بوجود وثائق تنشر لأول مرة، تروي ما قام به فاعلون ميدانيون في عين المكان، في أحداث نجا منها المغرب بأعجوبة.

وزاد بنيوب مبينا: “الكتاب يمثل مصالحة مع الماضي عبر من خلالها بكل اطمئنان عن عملية فاشلة، فسنة 1973 كانت بمثابة أسطورة سياسية وثقافية واجتماعية توجت آخر الصراعات المسلحة في المغرب”.

وقال بنيبوب: “اللهيب العربي” أو ما يصطلح عليه بالربيع أوالخريف الذي مس الشعوب في مصر وسوريا وليبيا وغيرها أثبت أن هذه الدول ليست أقوى أو أكثر ذكاء من المغاربة، ولكن الأحداث التي عاشتها البلاد في منتصف السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي جعلته يظل على قيد الحياة، في ظل اضمحلال أمم كبرى على مر التاريخ”.

من جانبه، أشاد مدير مؤسسة أرشيف المغرب، جامع بيضا، بتجربة الإنصاف والمصالحة الغير مسبوقة والتي ساهمت في إخراج مختلف الفاعلين من مواقف الانزواء والرقابة الذاتية المفرطة في الحذر.
واعتبر بيضا أن صاحب الكتاب قام بحفظ صفحات من تاريخ المغرب المعاصر في دعوة للمناضلين لاقتفاء أثره وتعزيز أقوالهم بحجج من الأرشيف.

وقال بيضا: “أرشيفات المناضلين قليلة، لأنهم كانوا يحرصون على إتلافها بفعل تنقلاتهم الكثيرة حتى لا تسقط بين يدي مطارديهم وتكون حجة ضدهم، هو إرث ثقيل لا يمكن لبودرقة إلا أن يتسلح به، رغم اعتقاله أيام الاستعمار وفي عز الاستقلال سنة 1963، فضلا عن انشغاله في السياسة والعمل المسلح، مما مهد له الطريق ليكون طرفا في أحداث مارس 1973”.

وشهد حفل التوقيع حضور شخصيات مغربية عديدة، منها الكاتب الأول الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي، عبد الواحد الراضي، والأمين العام للتقدم والاشتراكية، نبيل بنبعد الله، ورئيس مجلس المنافسة، ادريس الكراوي.

يذكر أن أحداث 3 مارس 1973 شهدت مطاردة القوات العمومية لمجموعة من المقاتلين الراغبين في إسقاط النظام، ينتمون للجناح الراديكالي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، قبل أن يتم تشكيل حزب جديد، تحت مسمى “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى