بركة: أزمة “كورونا” بينت هشاشة الاقتصاد الوطني
نادية عماري
قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي المعارض ، إن أزمة”كورونا” بينت هشاشة الاقتصاد الوطني نتيجة السياسات التي وضعتها الحكومة في السنين الأخيرة، والتي نتج عنها تسجيل تراجع تدريجي في وتيرة النمو منذ سنة 2013 بعدما بلغ مستواه في وقت سابق 5 في المائة.
وأشار بركة، في كلمة له عن بعد، في انطلاق أشغال الدورة التكوينية الأولى للشباب حول ريادة الأعمال، مساء الأحد، إلى محدودية فرص الشغل التي زادت الجائحة من حدتها بتضرر العديد من المواطنين.
وقال بركة: “ما يقارب 5 مليون و500 أسرة استفادت من الدعم أغلبها يعمل في القطاع غير المهيكل وغير مصرح بهم في الضمان الاجتماعي، الحكومة لم تستطع تطبيق التغطية الصحية بالنسبة للتجار والصناع التقليديين والحرفيين وهو إشكال كبير تسبب بدوره في الهشاشة الحاصلة على مستوى الاقتصاد، إلى جانب 60 في المائة من المقاولات الصغيرة التي لا يتجاوز عدد أجرائها 6 أفراد والتي تعاني بدورها من ضعف رأسمالها ومشكل السيولة”.
وأوضح الأمين العام لحزب الاستقلال أن الأمر يهم ظرفية دولية أدت لانكماش تاريخي مس دولا متقدمة بلغت نسبته 7.7 في المائة بالنسبة للاتحاد الأوروبي و10 في المائة في اسبانيا يفوق ممن يمثلون شركاء اقتصاديين للمغرب.
وأفاد بركة بتأثير تراجع المؤشرات الاقتصادية للاستهلاك والاستثمار على التشغيل، وهو ما تمت معاينته في ظرف 3 أشهر بحدوث ارتفاع في عدد المواطنين في حالة بطالة بنسبة 20 في المائة، لتنتقل البلاد من مليون عاطل إلى مليون و200 ألف عاطل عن العمل نتيجة هذه الأزمة.
وقال بركة إن صندوق الدعم الخاص ب”كورونا” مكن البلاد من تجاوز صعوبات كبيرة في ظل تزايد عدد المواطنين المتضررين المعرضين للبطالة في الأسابيع والشهور المقبلة، فضلا عن تسجيل 10 آلاف مقاولة أعلنت إفلاسها وعشرات ومئات المقاولات مهددة بالإفلاس مما سيؤدي لتسريح عدد من المواطين الذين يشتغلون في القطاع الخاص.
وأوضح بركة أن الأزمة الحالية أثرت بشكل كبير على قطاعات اقتصادية أساسية لجلب العملة الصعبة كالسياحة والطيران وتصدير السيارات والتي عرفت أزمة دولية كان لها انعكاس كبير على المغرب.
وقال بركة: “سيكون لدينا تراجع كبير للعملة الصعبة مما يفرض علينا القطع مع سياسات حكومية لم تراع هذه المشاكل وأدت لحدوثها، فالحكومة اهتمت بتشجيع المقاولات الكبيرة على حساب المتوسطة والصغرى، إضافة إلى منحها أهمية كبرى للجهات ذات نمو كبير وخلق فوارق مجالية بين العالم القروي والحضري وسياسات لتوسيع الفوارق الاجتماعية عمقت مشكل الثقة لدى الشباب”.
ودعا الأمين العام لحزب الاستقلال إلى إعطاء الأولوية لإنقاذ المقاولة بدعمها للتقليص من آجال الأداءات وضمان إمكانية الولوج للسيولة في أحسن الظروف لمواجهة الصعوبات المطروحة أمامها، مع مواكبة المقاولات الجديدة من طرف المراكز الجهوية للاستثمار قانونيا وتقنيا وتسويقيا لضمان استمراريتها.
وانتقد بركة توافق مكونات الأغلبية الذي انصب في سياسات ليبرالية مفرطة و نهج منطق الإحسان عوض تقوية قدرات المواطنين للخروج من الفقر بكيفية نهائية.
وقال بركة إن تنظيم الانتخابات المقبلة في وقتها وعدم تأجيلها ضرورة ملحة للتخلص من سياسات توسيع الفوارق وتراجع الطبقة الوسطى التي تم استهدافها بالزيادة في المحروقات والماء والكهرباء والعقار والنفقات المدرسية.