الفنانة حسناء مومني: لا أخاف من الانتقادات شرط أن تكون بناءة
عدت الحجر الصحي فرصة لتعلم أمور عديدة

نادية عماري
نجحت الفنانة المغربية حسناء مومني في كسب ود الجمهور بفضل مهنيتها العالية في التمثيل وتواضعها وحسها الفني المرهف، الذي اكتسبته منذ الصغر لتعمل على صقله لاحقا بالتحاقها بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط.
تقول مومني في لقاء مع “صحراء ميديا المغرب”، إنها تعير اهتماما كبيرا لأي عمل فني تشارك فيه بتخصيص وقت كاف لأي شخصية تعمل على تجسيدها سواء كانت درامية أو كوميدية تشكل قيمة مضافة لمسارها في المجال.
تشيد مومني بمشاركتها أخيرا في السلسلة الكوميدية “الكوبيراتيف” أي (التعاونية) التي تم عرضها في شهر رمضان على القناة المغربية الثانية، فهي تعتبرها تجربة جميلة وخطوة إيجابية، مكنتها من تعلم أشياء وتقنيات جديدة فضلا عن لقاء ممثلين لم يسبق لها العمل معهم، ضمن فريق مهني يشتغل باحترافية عالية.
وحول إمكانية تخوفها من الدور الكوميدي وانتقادات الجمهور لسيتكومات رمضان، تقول مومني: “لا أخاف من الانتقادات شرط أن تكون بناءة وهادفة، أمر طبيعي أن نتخوف كفنانين من أي دور نقدم على المشاركة فيه، تخوفت من الدور بداية لدرجة أنني بكيت كثيرا، لأنني أقدر الجمهور وأسعى لإرضائه والحفاظ على المستوى الذي تعود أن يراني عليه”.
تعتبر مومني أن “الكيمياء” الفنية والتفاهم بين الممثلين في أي عمل فني يساهم بشكل كبير في إنجاحه، خاصة حينما يجتمعون في أعمال مختلفة، مما يمكنهم من تجسيد الأدوار بشكل سلس وتلقائي، في إشارة إلى عملها رفقة الممثل عزيز حطاب في “الكوبيراتيف” ومسلسل “الدنيا دوارة” الذي حقق جماهيرية كبيرة.
وأضافت قائلة: “كان لدي تخوف من العمل كثنائي في السيتكوم بعد سلسلة “الدنيا دوارة” لكنه تلاشى لاحقا بعد قراءتي للسيناريو، لأكتشف أن الأمر يتعلق بتجربتين مختلفتين تماما عن بعضهما”.
تقر مومني بعدم وجود خطة فنية تنهجها في مسارها حاليا، تشمل اختيار أدوار معينة، خاصة أنها ما زالت في بداياتها كممثلة في أوج العطاء الفني، تخرجت من المعهد سنة 2015، وتحرص على تأدية الشخصيات بصدق وإقناع ودراستها بشكل قبلي لتشكل إضافة لها كممثلة وللعمل الفني بشكل عام، بوجود جيل واعد وتنافس جميل في الميدان.
لا تعترف مومني بمصطلح “الفن النظيف”، في المقابل، فهي تؤمن بالعمل الفني المتكامل الذي يحمل رؤى ورسائل مجتمعية بشكل مبسط وعفوي لا يخلو من مصداقية.
وتقول مومني: “أنا من الفنانات اللواتي يضعن حدودا لا أستطيع تجاوزها، لكن ذلك لا يمنع تقديم أعمال جريئة تناقش مواضيع جادة بأسلوب فني راق، هناك فرق بين الجرأة والوقاحة، فمسلسل “واد صفية” الذي شاركت فيه مثلا عمل متميز ناقش موضوع الأمهات العازبات بطريقة مقبولة ورؤية فنية جميلة”.
وتعتبر مومني الفن مجالا راقيا وجميلا ولجته عن حب وقناعة، حيث كانت مهووسة بالمسرح منذ الصغر، تبهرها أدق التفاصيل من خشبة وإضاءة وتفاعل مع الجمهور وغيره، مما حمسها للمشاركة في أعمال مسرحية في المدرسة ثم دار الشباب، لتقرر الالتحاق بالمعهد لصقل موهبتها والحصول على تكوين أكاديمي.
لا تمانع مومني في ولوج مجال التنشيط الإذاعي والتفزيوني إسوة بفنانات أخريات، نظرا لتكوينها في مجال التنشيط والسينوغرافيا، شريطة تلقيها لعروض مناسبة تعطي لشخصيتها ومسارها الفني قيمة مضافة.
وتحرص مومني على متابعة أعمالها بعد عرضها على القنوات التلفزيونية للقيام بنقد ذاتي لطريقة التشخيص والأداء التمثيلي. وتقول: “متابعتي لأعمالي هي أساسا احترام وتقدير لها وللجهد المبذول فيها من طرف الطاقم الفني، إضافة إلى كونها مناسبة للانتقاد والتوجيه والتصحيح، بحيث لا يمكني أن أكون راضية عن نفسي مائة في المائة”.
وحول رأيها بشأن الحجر الصحي جراء “كورونا”، قالت مومني إنها حالة استثنائية عالميا فرضها تفشي الوباء، ومرت بسلام، على الرغم من كونها صعبة نظرا لعدم تعود الناس على المكوث لفترات طويلة في منازلهم، بمن فيهم الفنانين الذين يعملون وتحتم عليهم ظروف عملهم التنقل والسفر.
وتضيف مومني: “اشتقت للوالدة والإخوان وجميع أفراد العائلة والأصدقاء، علما أننا كنا نواظب على اللقاء لتجاذب الحديث ومعرفة رأيهم حول الأعمال الفنية التي أشارك بها”.
وشكل الحجر الصحي بالنسبة لمومني فرصة لتعلم أمور عديدة لم يكن الإنسان يعيرها اهتماما في السابق، منها قيمة العائلة ودورها الكبير وإمكانية تحقيق السعادة بأبسط الأشياء المتاحة من دون تكلف.