الكوميدي جمال دبور يثير الجدل بتشبيه مغاربة فرنسا ب”البقر الوحشي”

نادية عماري

أثار مقطع فيديو للفنان الكوميدي الفرنسي من أصل مغربي، جمال الدبوز، يشبه فيه مغاربة فرنسا ب”البقر الوحشي”، جدلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتقد عدد من النشطاء مضمون الفيديو باعتباره يشكل إهانة وانتقاصا من شأن المواطنين المغاربة المقيمين في المهجر، مما يعطي انطباعا سيئا لدى الأجانب حول المغاربة بشكل عام، فيما اتهم آخرون الدبوز بالعنصرية والولاء للأجانب على حساب مواطني بلده الأصل.

ودافع عدد من الفنانين والنقاد المغاربة على الدبوز باعتباره كوميديا يحاول محاكاة واقع بلاده وهو نفس الأمر الذي يقوم به حينما يتناول الفرنسيين في سكيتشات عديدة.

وقال المخرج عبد الإله الجوهري: “دوناديو قتلوه هما وغما ومحاصرة لأنه سخر من اليهود والمحرقة، وانتقد بفنية ساخرة عالية الوجه المنافق لفرنسا. ولم نجد من يقود حملة هنا أو هناك للدفاع عن حقه في الإبداع، بل بعض من يهاجم من عاب على دبوز وصف المغاربة بالبقر الوحشي هو نفسه الذي هاجم دوناديو ووسمه بالعنصرية. الله يعطينا جهلهم وقلة فهمهم، لكي ننام ونحن مرتاحين هانئين”.

واعتبر الفنان مامون صلاج أن الأمر يتعلق بعمل فكاهي ساخر، سخر فيه الدبوز من نفسه وعائلته، مما يمنحه الحق في انتقاد المجتمع المغربي، وهو نفس الأمر الذي يقوم به العديد من المواطنين الذين ينتقدون ويسخرون من أمور عديدة بشكل عفوي وتلقائي.

وقال صلاج في بث مباشر عبر صفحته ب”فيسبوك”: “الدبوز يحب المغرب والمغاربة، مما يجعلني أتضامن معه جراء الانتقادات السلبية التي طالته من طرف أشخاص اكتفوا بالانتقاد من دون متابعة الفيديو، ما قام به ليس جريمة، المؤسف هو انتقاد أشخاص فريدين ومميزين فقط لأنهم يقومون بأشياء إيجابية”.

ودافع المنشط التلفزيوني والإذاعي بلال مرميد عن الدبوز لكونه فنانا عصاميا صنع نفسه بنفسه وفرض موهبته ليصبح اسما مشهورا في فرنسا.

وقال مرميد في تدوينة له: “من يشاهد سكيتشا أو مرورا تلفزيونيا قديما له أو لغيره، يجب أن يستوعب سياقه وأن يفهم بالخصوص معنى أنسنة الحالة. حين يتكلم الكوميدي عما عاشه في قالب هزلي، من دون أن يحسب حسابا لمن سيستفيق بعد سنوات ليطل على اليوتيوب ويطلع على نهاية لا بداية لها. المرور الساخر، يصير بقدرة قادر تصريحا رسميا من مطلقه بعد مرور أعوام. “جاميل” لم يلجأ لنا لرفع أسهمه، بل لجأنا إليه نحن بعدأن ارتفعت أسهمه. استفادت منه مراكش، و استفاد منها منخلال عقوده مع قناة M6. هنيئا له على كل ما حققه، والسلام”.

وأوضح الناقد الفني عبد الكريم واكريم أن تلك اللوحة الساخرة، التي استمدت موضوعها من وضعية وتصرفات المغاربة المهاجرين والتي يعلم الجميع أن لها بعضا أو كثيرا من المصداقية قبل أن تكون سخرية مشروعة، “جات على الضبرة” حيث أن الطريقة التي كان يضحك بها الفرنسيون المحيطون بالدبوز كانت تشي بنوع من التشفي لنخبة فرنسية تمثل شريحة مهمة من المجتمع الفرنسي وتفضح كيف يرون هؤلاء المواطنين كمغاربيين وأفارقة وكيف يبدون لهم وكأنهم آتون للتو من كهوف العصر الحجري ويحق لهم أن يعودوا في أية لحظة شاؤوا لاستعمارهم وفرض الحماية عليهم لإخراجهم من التخلف والبؤس.

وتداول نشطاء، أخيرا، مقطع فيديو قديم يعود لسنة 2017، للقناة الثانية الفرنسية، يتحدث فيه الدبوز بسخرية عن الطريقة التي يسافر بها المغاربة في العطلة، حيث شبههم بالبقر الوحشي، الذي من الضروري أن يرعى وسط قطيع، نظرا لسفرهم بأعداد كبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى