بنعبد الله: المشهد السياسي يبدو كأنه دمر بوجود تحالف “هجين” للأغلبية الحكومية
قال إن وهبي قام بثورة داخلية حقيقية داخل حزبه
نادية عماري
قال نبيل بنبعد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكي المعارض، إن المشهد السياسي يبدو وكأنه دمر، مما يقتضي إعادة بنائه على أسس الشفافية في تدبير الشأن العام والسياسي واحترام التعددية وحرية القرار الحزبي لإعادة الثقة والمصالحة مع المواطنين، خاصة بوجود تحالف هجين للأحزاب الأربعة الممثلة للغالبية الحكومية.
ونفى بنعبد الله في لقاء نظمته مؤسسة الفقيه التطواني، مساء الجمعة، حول موضوع “الأسئلة الكبرى”، وجود حاجة لإصلاح دستوري، علما أن الإصلاحات السياسوية التي يقترحها البعض تهدف أساسا للعب في نتائج الانتخابات، بما يؤثر على مصلحة البلاد والساحة السياسية خاصة.
واعتبر بنبعد الله أن المذكرة التي أنجزتها أحزاب التقدم والاشتراكية والاستقلال والأصالة والمعاصرة أخيرا، تشكل مكسبا وقيمة مضافة للمشهد السياسي، كان من الممكن الاجتهاد فيها باتفاق مختلف الأحزاب المغربية على مذكرة مشتركة، لأن الأمر يتجاوز الأغلبية والمعارضة، إذا كان الهدف منه إعادة الثقة للمشهد السياسي وخلق مصالحة بين المواطنين الشباب والسياسيين.
وانتقد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية هجوم المواطنين على الأحزاب وتحميلها المسؤولية في جميع المشاكل والقضايا المطروحة، واعتبارها جميعها هيئات سياسية فاشلة.
وزاد مبينا: “نحن ناضلنا ودفعنا ثمن هذا النضال، أدينا الثمن بمواقف رسمية، وأتمنى أن ندخل لفضاء أسلم مستقبلا، وهو ما يتطلب وقتا لذلك، صحيح أن هناك أحزاب قبلت انتظار الإشارات عوض اختيار مواقفهم بأنفسهم، وهو ما حصل في انتخابات 2016، بتسجيل ممارسات قبلية لفوز حزب معين، وهو ما يطرح السؤال التالي: كيف يمكن لأحد أن يصدق المشهد السياسي بعد هذا الأمر؟”.
وحول فرضية فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات المقبلة، قال بنبعد الله: “إذا فاز العدالة والتنمية باقتراع شفاف “الغالب الله” ولا مسؤولية لنا في فوزه، لكن احتمال فوزه بصيغته الحالية سيكون بحكم ضعف ما تبقى من الأحزاب وبحكم الطابع غير المقبول للساحة السياسية وليس ناتجا عن حكمته وقوته”.
وأضاف بنبعد الله: “إذا كانت هناك رغبة في إبعاد حزب العدالة والتنمية، فلا يمكن أن يتم الأمر بالإكراه بل بالتنافس الشريف، لأن حدوث أي تدخلات من شأنها إضعاف أحزاب أخرى وتقوية هذا الحزب”.
ودافع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عن تقلد النساء لمناصب المسؤلية السياسية لما يتمتعن به من درجة الشفافية والنزاهة التي تكون أرقى عموما مقارنة مع العنصر الذكوري، على الرغم من صعوبة تقبل هذا الحق نظرا للطابع التقليدي الذي ينتصر للرجال، وهو ما يعبر عنه عدد من أعضاء المكتب السياسي الذين يطالبون بضرورة بذل المزيد من الجهد والوقت.
وعبر بنعبد الله عن رفضه للائحة الشباب التي يتم الفصل فيها غالبا عن طريق المساومة في الأقطاب عوض تقديم طاقات وكفاءات تخدم مصالح البلاد وليس المصالح الشخصية.
وحول الجدل القائم بشأن الإعانات التي تقدمها الدولة للأحزاب السياسية وكيفية صرفها بشفافية، قال بنعبد الله: “نحن نعطي دعما مباشرا للعمل التواصلي ومرشحي حزبنا ولدينا ما يثبت هذا الأمر، في المقابل، نقابل بموقف مجلس الحسابات الذي يطالبنا بتقديم إثباتات، عموما، المسألة تهم مال الدولة والمواطنين، وبالتالي فطرق المراقبة عليها أن تكون متكيفة مع الواقع”.
وبشأن رأيه في أحزاب سياسية، نوه بنعبد الله بتاريخ حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي يرى فيه الزعماء والقادة التاريخيين الكبار مما يفرض احترامه كهيئة سياسية لها جذور وتاريخ، رغم ما يطرحه حاضره من تساؤلات.
وقال بنعبد الله: “لدينا تنسيق مع حزب الاستقلال يمتد لثلاثين سنة، أما بخصوص حزب الأصالة والمعاصرة، فأقول إن أمينه العام عبد اللطيف وهبي قام بثورة داخلية حقيقية للقطع مع التدخل في شؤون الأحزاب الأخرى وفرض السيطرة، ويسعى حاليا لتدبير الحزب وتوحيده، وهو ما عبر عنه سابقا حينما انتقد تلك الفترة وقدم اعتذرا للأحزاب التي تم التعامل معها بشكل تعسفي، وهو ما شجعنا للتعامل معه و فتح لنا الباب لنتعامل معهم بشكل جيد وطبيعي”.
ودعا بنعبد إلى البحث عن شعب اليسار الذي لم يعد يرقه الوضع الحالي وقرر الانزواء في المنازل بوجود حاجة ملحة لعودته بقوة، وهو ما أبانت عنه أزمة كورونا التي أعادت الاعتبار له، بتبني خطاب يساري يقوم على أساس نظام أكثر عدلا لتوزيع الخيرات، بعيدا عن العولمة والتعاون الدولي واقتصاد السوق.