ياسين غلام.. شاب مغربي يصل مكة لأداء الحج بعد 4 سنوات مشيا
نادية عماري
لم يكن الشاب المغربي ياسين غلام، ابن مدينة الدار البيضاء، يعرف أن عدم تمكنه من أداء فريضة الحج لهذه السنة بسبب “كورونا” سيمنحه الفرصة لممارسة هذه الشعيرة الدينية رفقة أسرته الصغيرة السنة المقبلة، وهو الذي اختار السفر لمكةالمكرمة مشيا على الأقدام، لمدة ناهزت 4 سنوات، بدأت سنة 2017، قطع خلالها حوالي 26 دولة إفريقية.
مثابرة غلام دفعت أحد النشطاء السعوديين، يدعى عبد الرحمن المطيري، لاقتفاء أثره رفقة عدد من أصدقائه حينما كان على متن دراجته وهو يهم بالعودة لمسكنه المتواضع، والذي يشمل خيمة صغيرة تتكون من بضع أوان بسيطة وكتب وملابس قليلة.
يقول غلام في مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي إن الأزمة التي خلفتها كورونا منعته من أداء فريضة الحج لهذه السنة، لمحدودية عدد الحجاج، نظرا للإجراءات الاحترازية المفروضة لتطويق الوباء، مما دفعه للعيش داخل خيمة نصبها في إحدى المناطق بمدينة أبها السعودية التي تتسم بجو معتدل.
وأشار غلام إلى قيامه برحلة مشيا على الأقدام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، عقب وصوله للسعودية منذ 7 أشهر، وذلك اقتداء بخطى الرسول في الهجرة.
وزاد مبينا: “وصولي للمدينة تزامن مع ظهور فيروس كورونا، لكن الأمر فيه خير، فأنا أنوي الحج السنة المقبلة إن شاء الله”.
لم يفوت هؤلاء الشبان السعوديين الفرصة لتقديم الدعم والمساندة لغلام من خلال دعوته لمرافقتهم في السيارة التي تقلهم من أجل احتساء فنجان قهوة، لكن المفاجأة كانت مميزة وغير متوقعة، حينما اتصل أحدهم يدعى أبو خالد، ليعلن عن منحه عربة مجهزة “كارافان”، تشمل غرفة نوم ومطبخ مجهزين بالكامل، ليمكث فيها طوال فترة إقامته في أبها.
جلسة الشباب احتفاء بغلام لم تمر من دون قيامه بتوثيق هذه اللحظات المميزة خاصة أنه دأب على نشر فيديوهات عبر تطبيقي سنابشات ويوتيوب، يحكي من خلالها تجاربه ومغامراته في السفر للعديد من الدول العربية والإفريقية.
المفاجآت التي تم تخصيصها كمكافآت للشاب المغربي نظير صبره ومثابرته لأربع سنوات من أجل تحقيق حلمه في الحج لم تقف عند هذا الحد، فقد أعلن شاب سعودي عن تكفله بمصاريف الحج الخاصة به للسنة المقبلة، وهو ما جعل غلام يحس بفرحة عارمة دفعته للنهوض من مقعده وعناقه تعبيرا عن امتنانه لهذه اللحظة الجميلة، لتتوالى مبادرات مماثلة تشمل التكفل بمصاريف والدته ووالده وشقيقه.
لم يتمهل غلام كثيرا قبل أن يهم بالتواصل بوالدته هاتفيا لإبلاغها بالخبر المفرح، وهي التي طالما تمنت تحقيقه، لتطلق العنان لزغاريد، جعلت الحضور منبهرين ببساطة وعفوية هذه السيدة.
وخلفت مبادرة هؤلاء الشباب إعجابا كبيرا من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، لما لقيه الشاب المغربي من حسن استقبال وضيافة.