نشطاء غاضبون بسبب ملصق لوزارة الثقافة حول التحرش الجنسي

خلف ملصق تحسيسي حول ظاهرة التحرش الجنسي أصدرته وزارة الشباب والرياضة، جدلا كبيرا في صفوف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروه مهينا بحق المرأة.
واعتبر النشطاء أن الملصق يحمل مسؤولية التحرش للمرأة، عوض الدفاع عنها كضحية لهذه الظاهرة وعدم إلقاء المسؤولية عليها، في تجاهل تام لتصرف المتحرشين الذكور، مما يكرس للعقلية الذكورية وينقص من قيمة المرأة.
وقال الشاعر والمخرج، الهواري غباري، في تدوينة ب”فيسبوك”:”نفهم من هذا المنشور أن المسؤول عن التحرش الجنسي الرقمي والجريمة الرقمية هن النساء اللواتي يشاركن صورهن الشخصية وأرقام هواتفهن وليس الميول الانحرافي عند المتحرش أو التطبيع مع العنف و ضرورة قانون رادع وأمن رقمي يحمي النساء، إنها نفس وجهة النظر المتحرش والمغتصب حتى الذي يرى في حرية المرأة مبررا لأي سلوك عدواني نحوها”.
وأوضح غباري أن النساء المغربيات قطعن أشواطا في محاربة الخوف من نشر صورهن على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن كانت مغامرة في الوقت الذي كان هناك من يأخذ هذه الصور وينشرها على اليوتيوب أو على بلوكات خاصة تحت عنوان “عاهرات كازا أو أغادير”.
واعتبر غباري أن تحذير النساء من خطر نشر صورهن على مواقع التواصل الاجتماعي و نشر معلومات عليهن إشراك ضمني لهن فيما يتعرضن له من عنف بل تبرير لهذا العنف وجعله نتيجة حتمية لتهور المرأة، مما يجعل هذا الملصق يعكس في جوهره عقلية ذكورية “بغيضة” ومنطق أبوي “متخلف”.
وانتقد الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم، تكريس كون المتحرش بها هي المسؤولة عما يقع لها بنشرها لصورها ومعلومات عنها بشكل رسمي.
وطالب الملصق التوعوي للوزارة بتجنب مشاركة الصور الشخصية وأرقام الهواتف والمعلومات الخاصة، مع اعتماد صورة لفتاة تديرها ظهرها للتحرشات الافتراضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.