بوريطة: التدخلات والمبادرات الأجنبية تعقد الوضع في ليبيا

ويليامز تدعو إلى الإسراع في إيجاد حل للأزمة

قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن التدخلات والمبادرات الأجنبية تعقد الوضع وتخلق مشاكل أكثر في الأزمة الليبية.

وأشار بوريطة، خلال مؤتمر صحفي عقب مباحثات أجراها مع الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالنيابة، ستيفاني ويليامز، الخميس، إلى أن زيارتها تشكل مناسبة للتعبير عن دعم المغرب التام لجهود الأمم المتحدة في تدبير الملف الليبي، بهدف الوصول إلى الحل الذي يريده الليبيون ومساعدتهم على الدخول في نقاش لإيجاد حل لأزمة بلادهم.

واعتبر بوريطة أن استقرار ليبيا من استقرار شمال إفريقيا، مما يساهم في دعم الاستقرار في منطقة الساحل ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى إحياء اتحاد المغرب العربي.

وقال بوريطة إن بلاده تظل رهن إشارة الأمم المتحدة والليبيين من أجل دفع العملية السياسية والوصول إلى الحل، خاصة أن العمل الذي تقوم به بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، رغم الظروف الصعبة، ساهم في تهدئة الوضع وإحراز بعض التقدم إطار تهدئة الأوضاع وخلق مناخ مناسب لمسار سياسي بناء في ليبيا.

وأوضح بوريطة أن المغرب يلعب دوره في هذا الملف تحت رعاية الأمم المتحدة، حيث اشتغل في السابق، في إطار الاتفاق السياسي للصخيرات، واشتغل بعده، وسيشتغل مستقبلا مع الأمم المتحدة في نفس الإطار، لأنه يعتبرها المظلة الوحيدة المناسبة لإيجاد حل للأزمة الليبية.

وأبرز وزير الخارجية أن لقاء ويليامز شكل كذلك مناسبة لملاحظة تطور الوضع على الميدان في ليبيا، والتأكيد على بعض التطورات الايجابية، ومنها إعلان 20 اغسطس السابق حول وقف إطلاق النار، وإعلان سرت والجفرة منطقتين منزوعتي السلاح.

وأفاد بوريطة أن هذا اللقاء شكل فرصة للتذكير بموقف المملكة من الأزمة الليبية، والذي يشمل ثلاث نقاط؛ تهم أولاها رؤية المغرب للأزمة، التي لا يمكن أن يكون حلها إلا ليبيا، وليس خارجيا.

وزاد مبينا:” تتمحور النقطة الثانية حول سلمية الحل المتبع، لأن الخيارات العسكرية خلفت الدمار ولم تفضي إلى تحسين الوضع، فيما تهم النقطة الثالثة ضرورة التشبث بالحل السياسي، فالأزمة في ليبيا سياسية في الأصل، لكونها مرتبطة بحسم مسألة الشرعية نهائيا بعد فترة انتقالية تتبعها انتخابات”.

من جهتها، أعربت ويليامز عن شكرها للمملكة المغربية والملك محمد السادس، على دعمه الثابت والمتواصل لجهود الأمم المتحدة في ليبيا.

وقالت ويليامز: “الليبيون سعداء للغاية بوجودي في المغرب لأنهم يدركون أن للمملكة تاريخا رائعا في دعم العمليات الأممية، خاصة أنها مهد اتفاق الصخيرات السياسي”.

وعبرت المسؤولة الأممية عن أسفها بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها ليبيا والنزاعات التي تهدد وسطها، لاسيما منطقة سرت التي تضم 130 ألف مدني يتهددهم الخطر، فضا عن جائحة كوفيد-19 التي باتت خارج السيطرة بالنظر إلى التطور الاستثنائي للعدوى خاصة في جنوب البلاد.

ودعت إلى الإسراع في إيجاد حل للأزمة بالنظر إلى الدينامية الداخلية، والتقارب “الشجاع” بين الأطراف الليبية، والإحباط المتزايد جراء الوضعية الداخلية للبلاد، والتدخلات الخارجية في النزاع.

وقالت ويليامز:”عندما خاطب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن الشهر الماضي، أشار إلى أن الوقت ليس في صالحنا، وهو ما يؤكده تطور الوضع على الميدان، مما يفرض علينا العمل بشكل جماعي مع جميع أصدقاء ليبيا للتوصل إلى حل سياسي شامل، كما يراه الليبيون”.

واعتبرت ويليامز أن بيان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح الذي دعيا فيه إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية كان بيانا شجاعا للغاية وجب مواكبته.

وسجلت ويليامز أن مخطط بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، منذ مؤتمر برلين في يناير الماضي، ساهم في توسيع هامش الإمكانيات، مع استغلال التجارب التي تمت مراكمتها خلال العمليات السابقة، إضافة إلى إلزامية الحوار الشامل بين كافة الأطراف المعنية في أفق إيجاد حل للأزمة.

وتأتي زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام للمغرب في إطار المشاورات التي تقودها مع مختلف الأطراف الليبية وكذا مع الشركاء الإقليميين والدوليين لإيجاد حل للأزمة الليبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى