الرباط وواشنطن توقعان اتفاقا لتعزيز الامتيازات والحصانات الدبلوماسية
ترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم الثلاثاء، عبر تقنية الفيديو، مراسم توقيع اتفاق ثنائي يتعلق بتعزيز الامتيازات والحصانات الدبلوماسية.
وقال بوريطة، في كلمة بمناسبة التوقيع على هذا الاتفاق الثنائي:”من خلال منح مراكزنا القنصلية، بشكل متبادل، امتيازات وحصانات أكثر من تلك المتضمنة في اتفاقية فيينا بخصوص العلاقات القنصلية ، نكون قد برهنا بشكل ملموس على المستوى الرفيع من الثقة بين بلدينا، هو تحالف راسخ يتعزز ويزدهر”.
وزاد مبينا:”الاتفاق سيمكن من دعم العمل المهم الذي يقوم به موظفونا القنصليون في خدمة مواطنينا في الخارج، كما سيواكب أيضا تعاوننا المتنامي في هذا المجال، تجسيدا لرغبة الجانبين في “تحديث” القانون الدبلوماسي الدولي”.
وفي ما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أشار بوريطة إلى أن الرباط وواشنطن “كانتا على الدوام سويا في الجانب الصائب من التاريخ، سواء خلال الأحداث الكبرى التي ميزت القرن العشرين أو من خلال دعم القيم النبيلة للسلام والتعايش، مما يترجم رغبة الأمتين في العمل بشكل وثيق لرفع مختلف تحديات القرن الحادي والعشرين وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار المشترك للشعوب.
وقال بوريطة:”الملك محمد السادس اختار تشريف معاهدة الصداقة والسلام المبرمة منذ قرنين ونصف، من خلال رفعها إلى مستوى غير مسبوق: مستوى تحالف حقيقي قائم على المصالح والقيم المشتركة والالتزام الراسخ، وهو ما يؤكد على عمق ومتانة العلاقات المغربية الأميركية التي يعود تاريخها إلى 1777″.
وأشار وزير الخارجية إلى اتفاقية التبادل الحر والميثاقين المتتاليين لمؤسسة تحدي الألفية وبالحوار الاستراتيجي الأميركي المغربي، الذي يسمح إطاره بإجراء مشاورات منتظمة رفيعة المستوى حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.
وأشاد بوريطة بالتعاون الثنائي بين البلدين في مجالي الدفاع والأمن ، والذي يعتبر “دليلا ساطعا على التميز” ، كما يشهد على مكانة المغرب كحليف رئيسي من خارج حلف الناتو للولايات المتحدة وكذا بالتعاون المثمر في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف بالعالم.
وقال بوريطة:”بينما نتوجه نحو المستقبل، نرى أن المؤهلات التي لم يتم استغلالها بعد، ستسمح لتعاوننا بأن يتعزز ويصبح أكثر تنوعا ، على اعتبار أن نجاحه المستقبلي مضمون بالالتزام الراسخ للملك محمد السادس بالحفاظ على إرث أسلافه وبالرقي بشراكتنا الإستراتيجية إلى مستويات أعلى”.
من جانبه، أشاد بومبيو بالشراكة الاستراتيجية العريقة والدائمة التي تجمع المملكة المغربية والولايات المتحدة.
وشكر بومبيو المغرب على الجهود التي يبذلها في مجال الصحة العامة لصالح القارة الإفريقية ، وهي الجهود التي تكتسي أهمية قصوى في ظل جائحة كوفيد – 19، منوها ببرنامج الإصلاحات الجريئة الذي تم وضعه حيز التنفيذ بقيادة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش.
ويهدف الاتفاق الذي وقعه ديفيد فيشر، سفير الولايات المتحدة بالرباط، وأنس خالص، مدير التشريفات بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى ضمان السير الفعال للتمثيليات الدبلوماسية للجانبين، حيث يمنح كل طرف للموظفين القنصليين للطرف الآخر، وكذلك أفراد عائلاتهم، الامتيازات والحصانات المنصوص عليها في المواد من 29 إلى 36 من اتفاقية فيينا بشأن العلاقات الدبلوماسية.
ويندرج توقيع هذا الاتفاق في إطار العلاقات العريقة التي تجمع بين المغرب والولايات المتحدة، والتي تتميز برؤية مشتركة للسلام والتسامح والعيش المشترك ومحاربة كافة أشكال التطرف والإرهاب، مما يعزز العلاقات الثنائية ويقوي إرادة البلدين للعمل سويا من أجل رفع مختلف التحديات وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار للشعبين.