طرفا الأزمة الليبية يعلنان التوصل إلى”تفاهمات مهمة” في حوار بوزنيقة

تقرر توقيف الحوار الليبي في منتجع الباهية غولف في بوزنيقة، اليوم الثلاثاء، ليوم واحد، على أن يتم استئنافه، الخميس.

وقال محمد خليفة نجم، ممثل المجلس الأعلى للدولة الليبي، إن الحوار السياسي الليبي الذي يسير بشكل “إيجابي وبناء” حقق “تفاهمات مهمة”، تتضمن وضع معايير واضحة تهدف للقضاء على الفساد وإهدار المال العام وإنهاء حالة الانقسام المؤسساتي.

وأوضح نجم، في تصريح صحفي، الثلاثاء،  باسم وفدي كل من المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب (برلمان طبرق)، أن الجميع يأمل تحقيق نتائج طيبة وملموسة من شأنها أن تمهد الطريق لإتمام عملية التسوية السياسية الشاملة في كامل ربوع الوطن.

واستؤنفت، صباح اليوم، جلسات الحوار الليبي بين وفدي المجلس الأعلى للدولة وبرلمان طبرق، الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار وفتح مفاوضات لحل الخلافات بين الفرقاء الليبيين.

وثمن الوفدان سعي المملكة المغربية لتوفير المناخ الأخوي الملائم الذي يساعد على إيجاد حل للأزمة الليبية بهدف الوصول إلى توافق يحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي، ويمكن من رفع المعاناة على الشعب الليبي والسير في سبيل بناء الدولة المستقرة.

وأشار ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، إلى أن الدينامية الإيجابية المسجلة أخيرا والمتمثلة في وقف إطلاق النار وتقديم مبادرات من الفرقاء الليبيين، يمكن أن تهيئ أرضية للتقدم نحو بلورة حل للأزمة الليبية.

وأبرز بوريطة أن إيجاد مخرج للأزمة الليبية ينبني على ثلاثة ثوابت أساسية، ترتكز على الروح الوطنية الليبية، والحل السياسي والثقة في قدرة المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبي كمؤسستين شرعيتين على تجاوز الصعاب والدخول بكل مسؤولية في حوار يخدم مصلحة البلاد.

في غضون ذلك، أشاد كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وتجمع دول الساحل والصحراء بدور المغرب في إيجاد حل فعلي للأزمة الليبية، من خلال المفاوضات التي جمعت الفرقاء الليبيين في بوزنيقة.

وأعرب بيتر ستانو، الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، ببروكسل، عن امتنان الاتحاد  للمغرب لدوره في إيجاد حل للنزاع الليبي.

وقال ستانو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء:” نحن ممتنون للمغرب لدوره النشيط والفعال مع الطرفين في دعم ومساندة العملية التي تقودها منظمة الأمم المتحدة”.

وأشار ستانو إلى ترحيب الاتحاد الأوروبي  بأية مبادرة تهدف إلى دعم عملية الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة والمضي قدما في حل النزاع الليبي من خلال عملية سياسية.

وكانت الأمم المتحدة، قد أشادت الاثنين، بـ”الدور البناء” للمغرب الذي ساهم منذ اندلاع الأزمة الليبية في الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سلمي للنزاع في ليبيا، مساهما بذلك في جهود الأمم المتحدة الرامية لفض النزاع القائم بين الفرقاء الليبيين.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في تصريح لوسائل الإعلام الدولية، إن الاتفاق السياسي الليبي الموقع سنة 2015 في الصخيرات يبرهن على التزام المغرب الراسخ بإيجاد حل للأزمة الليبية إلى جانب الأمم المتحدة، بما يدعم كل المبادرات التي من شأنها أن تدفع وتكمل جهود السلام الجارية من أجل حل الأزمة الليبية.

من جانبه، أشاد تجمع دول الساحل والصحراء، بدفع وتشجيع الملك محمد السادس للحوار البناء الذي يهيئ الظروف لاستعادة وتعزيز السلم والوئام الوطني من خلال الحوار الأخوي.

وأشار  تجمع دول الساحل والصحراء، أمس الاثنين، إلى أنه “يتابع باهتمام خاص وبارتياح كبير” المحادثات بين الأطراف الليبية التي أطلقت يوم 6 سبتمبر الجاري، لتشكل امتدادا لمسلسل الصخيرات الذي توج بالاتفاق السياسي في 15 ديسمبر 2015.

وأثنى التجمع على الانخراط الشخصي والمؤسساتي لناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في إيجاد حل تفاوضي للأزمة الليبية التي تؤثر بشكل قوي على باقي الدول الأعضاء في التجمع.

في سياق متصل، دعا التجمع الأطراف الليبية إلى جعل هذه المفاوضات حدثا تاريخيا، عن طريق دعم القادة السياسيين والأطراف الليبية للمحادثات الجارية في بوزنيقة، وتشجيع الأطراف المتفاوضة في اتجاه تسوية وطنية بهدف تثبيت وقف إطلاق النار، والحفاظ على الوحدة والوفاق الوطني لتوفير ظروف إجراء انتخابات حرة وشاملة.

وهنأ الأطراف الليبية المنخرطة في هذا المسلسل على إرادتها الثابتة وعزمها على إخراج بلدها من الأزمة، داعيا إلى تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين التي أكد عليها القرار 2015 (2019) لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والقرارات ذات الصلة لمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، وكذا توصيات القمة الاستثنائية لتجمع دول الساحل والصحراء المنعقد في نجامينا يوم 13 أبريل 2019.

واستضاف المغرب، الأحد الماضي، جلسات الحوار الليبي بين وفدي المجلس الأعلى للدولة وبرلمان طبرق بهدف تثبيت وقف إطلاق النار وفتح مفاوضات لحل الخلافات بين الفرقاء الليبيين، و الدفع بالحوار السياسي بين الأطراف الليبية وتحقيق حل سلمي دائم لهذا الصراع.

وساهم المغرب في التوصل إلى اتفاق لتسوية سياسية في الصخيرات تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة في 17 ديسمبر 2015، مما مكن من تشكيل حكومة وحدة وطنية ( حكومة الوفاق الوطني ) ومقرها طرابلس بقيادة فايز السراج، لتتواصل جهود المملكة بهدف ضمان استقرار ليبيا ووضع حد للأزمة الليبية من خلال العمل بشكل خاص على التقريب في المواقف بين مختلف الأطراف .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى