الشوبكي: المغرب يتبنى مواقف متوازنة لا تنصاع لتحولات مراكز القوى

قال جمال الشوبكي، سفير فلسطين لدى الرباط، إن المغرب يتبنى مواقف متوازنة منسجمة مع قرارات الشرعية الدولية، من خلال سياسة خارجية موضوعية، لا تعني الانصياع للضغوط أو التحولات التي تفرضها مراكز القوى، بل التعامل معها بحنكة بما يكفل ثبات الموقف.

وزاد الشوبكي مبينا:”العالم بات فاقداً لاتزانه بسبب سياسات الإدارة الأميركية الحالية، وهناك ضغوط هائلة تمارس على منطقتنا العربية، تجد من ينصاع ويتجاوب معها، مضعفاً بذلك موقف الإجماع العربي، لكن المغرب كما عهدناه صلب في الدفاع عن هذه المواقف”.

وأوضح الشوبكي أن الموقف المغربي الرسمي الخاص بالقضية الفلسطيني، والذي عبر عنه وزير الخارجية، ناصر بوريطة، في اجتماع جامعة الدول العربية، مستمد من فهمٍ للواقع الإقليمي والدولي ككل.

وأشار السفير الفلسطيني إلى أنّ خطاب بوريطة في اجتماع جامعة الدول العربية أكد على ثلاث نقاط جوهرية، أولها تمسك المغرب بالحل على أساس قرارات الشرعية الدولية، وليس عبر أي أطروحات أخرى غير متوافق عليها، ثانياً التأكيد على المكانة القانونية للقدس بوصفها عاصمة للدولة الفلسطينية، وأخيراً تأكيد المغرب على أن هذه الثوابت تعد التزاماً قائماً ومستمراً وغير مشروط.

واعتبر الشوبكي أن المغرب يستمد موقفه من الإرادة الوطنية والشعبية والحزبية لمختلف مكونات المجتمع المغربي الذي عبر عن دعمه المطلق للقضية الفلسطينية ورفضه لأي مخططات تصفية ترمي للنيل منها، وذلك إلى جانب تعامله مع الأجواء الإقليمية والدولية بدبلوماسية عالية.

وأفاد الشوبكي أن علاقة المغرب بالقدس والقضية الفلسطينية هي علاقة تاريخية ووجدانية ومبدئية، غير خاضعة لرهانات المرحلة أو التجاذبات السياسية، وهي العلاقة التي تترجمها سياسة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس في الدفاع عن المدينة المقدسة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني، والجهود التي تبذلها وكالة بيت مال القدس الشريف التابعة للجنة في هذا السياق، وهو الدور الذي تشيد به دولة فلسطين رسمياً وشعبياً، في مناسبات عديدة، آخرها البيان الختامي للدورة 154 لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد يوم الأربعاء الماضي برئاسة دولة فلسطين.

وقال السفير الفلسطيني إنّ الوضع العربي يمر الآن أمام منعطف صعب وخطير، بسبب التحولات الجارية وحالة الانهيار في المواقف ونار الصراعات التي تشهدها المنطقة وتفكك العديد من الدول العربية وتضعفها، مما يقتضي بذل كل الجهود لعلاج أزمات المنطقة وإنهاء الصراعات على أراضيها ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها، في سبيل إعادة العالم العربي إلى المسار الذي يكفل أمنه واستقراره وتحقيق مصالحه وفي مقدمتها الدفاع عن القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة، ليظهر  دور المغرب الهام والاستراتيجي في تحقيق ذلك عبر سياساته ومواقفه الحكيمة التي كان آخرها جهوده في المصالحة بين الأشقاء الليبيين ورعاية حوار الأطراف الليبية في بوزنيقة.

يذكر أن الإعلان عن الاتفاق الأميركي الإماراتي الإسرائيلي في 13 اغسطس الماضي بتطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبو ظبي، تم رفضه فلسطينياً واعتبر إضعافاً للموقف العربي، وتجاوزاً لمبادرة السلام العربية القائمة على انسحاب الجانب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 1967م وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مقابل علاقات طبيعية مع الدول العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى