وفدا الحوار الليبي في بوزنيقة يعلنان عن تحقيق نتائج إيجابية مهمة
بوريطة: نفضل دعم الحوارات الليبية- الليبية على الحوارات حول ليبيا

أعلن وفدا مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين، المشاركان في الجولة الثانية من جلسات الحوار الليبي، اليوم الاثنين ببوزنيقة، عن تحقيق نتائج إيجابية مهمة.
وأوضح الوفدان، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وممثل عن الأمم المتحدة بالمغرب، أن جلسات الحوار التي استضافها المغرب “سادها جو إيجابي وروح التفاؤل، مما نتج عنه توحيد الرؤى بخصوص المعايير المتعلقة بالمراكز السيادية السبعة في ليبيا”.
وأشار إدريس عمران، عضو وفد مجلس النواب الليبي، إلى إصرار الوفدين على استكمال العمل في موضوع معايير المراكز السيادية في أقر وقت، خاصة بعد تحقيق وفدي مجلسي النواب والدولة تفاهمات مهمة حول آليات توحيد المؤسسات السيادية، في الجولة الأولى للحوار الليبي الشهر الماضي.
وقال عمران:”الوفدان يلتقيان مجددا في المغرب لاستكمال الحوار الليبي لتناول الإرباك الكبير الذي تعاني منه مؤسسات البلاد خاصة السيادية منها، وذلك تفاعلا مع انتظار الشعب الليبي وآماله في الحياة الكريمة خاصة في هذه الظروف الحرجة مع أزمة فيروس كورونا الصحية والتدهور المستمر للخدمات الأساسية”.
وزاد عمران مبينا:”حاول أعضاء المجلسين من خلال لجان الحوار المختلفة الاضطلاع بمسؤولياتهم الوطنية والقانونية التي حددها الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي الليبي الموقع بمدينة الصخيرات، لكن استمرار الانقسام السياسي والتدخلات الخارجية السلبية ومحاولات التعطيل من هنا وهناك استنزفت الكثير من الوقت والجهد وأضاعت الكثير من الفرص”.
وأوضح عمران أن التدهور الخطير والمقلق في المؤسسات الرئيسية، السيادية منها والخدمية، حتم على المجلسين بذل جهود استثنائية للوصول إلى توافقات من خلال توحيد المؤسسات المنصوص عليها في المادة 15 من الاتفاق السياسي.
وأعرب عمران عن شكره للمغرب ملكا وحكومة وشعبا على الاستعداد الدائم والتفاني الكبير في تيسير سبل الحوار الليبي خلال جميع محطاته المختلفة منذ سنوات، وذلك بالعمل على إتاحة كل الظروف المناسبة والملائمة للقاء الليبيين وتقريب وجهات النظر للوصول إلى توافقات هامة بغية إيجاد حلول لتوحيد المؤسسات السيادية.
من جهته، قال بوريطة، إن الحوار الليبي يشكل “سابقة إيجابية” يمكن البناء عليها كمقاربة للمضي قدما لحل الأزمة في هذا البلد، خاصة أن لا أحد كان يراهن عليه منذ انطلاقه في البداية، حيث تم الحكم عليه مسبقا بالفشل، لكنه حقق تقدما مهما بفضل عزيمة الطرفين وروحهما الإيجابية، وبفضل مساندة رئيسي المجلسين.
وقال بوريطة:”ما يثير الإعجاب والافتخار هو تغليب أعضاء الوفدين لمصلحة بلدهم والبحث عن حلول، وهو ما كان له دور حاسم في إحراز هذا التقدم”.
وأضاف”هذه الدينامية الإيجابية التي أحدثها الحوار بين الفريقين، يجب دعمها والحفاظ عليها لأنها تبشر بالخير”.
وأشار وزير الخارجية المغربي إلى أن تعليمات الملك محمد السادس كانت دائما واضحة في ما يخص الملف الليبي، وخاصة حول هذا الحوار، والتي تتمثل في تقديم الدعم التام لجهود الأطراف الليبية والتعبئة لإنجاح الحوار القائم من دون تدخل أو تأثير أو ضغط، بل وأكثر من هذا وحماية الحوار من أي تدخل سلبي يؤثر على روحه الإيجابية.
وأوضح بوريطة أن المغرب الذي يشتغل تحت مظلة أممية، “يفضل دعم الحوارات الليبية -الليبية على الحوارات حول ليبيا، إذ يعتبر الأولى أساسية والثانية مكملة لها”، معتبرا أن الحوار الليبي في بوزنيقة يشكل جزءا مهما مع العمل تحت المظلة الأممية للمضي في مسار إنهاء الأزمة.
وذكر يوسف العقوري، رئيس وفد مجلس النواب في هذه الجولة من جلسات الحوار الليبي، أن التقدم الحاصل بشأن معايير اختيار شاغلي المناصب السيادية تم بفضل جلسات الحوار الليبي في بوزنيقة، في ظل نقاش مستمر من أجل التوصل إلى صيغة توافقية مشتركة حول هذه المعايير.
وتتمثل المناصب السيادية التي تنص عليها المادة 15 من اتفاق الصخيرات في محافظ مصرف ليبيا المركزي، ورئيس ديوان المحاسب، ورئيس جهاز الرقابة الإدارية، ورئيس هيئة مكافحة الفساد، ورئيس وأعضاء المفوضية العليا للانتخابات، ورئيس المحكمة العليا، والنائب العام.
وكان الطرفان قد اتفقا في البيان الختامي الذي توج أشغال الجولة الأولى أيضا على استرسال هذا الحوار واستئناف لقاءاتهما من أجل استكمال الإجراءات اللازمة التي تضمن تنفيذ وتفعيل هذا الاتفاق.
وحظي دور المغرب في تيسير إطلاق الحوار الليبي بإشادة واسعة من طرف عدد من الدول والمنظمات حول العالم، منها الأمم المتحدة التي رحبت بكل مبادرة وجهود سياسية شاملة لدعم تسوية سلمية للأزمة في ليبيا.