وهبي: مواجهة الحكومة ل”كورونا” بنوع من التخاذل مخيف جدا
قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن الحكومة لم تغير من سياستها في مواجهة “كورونا” بنوع من التخاذل وهذا مخيف جدا، يفرض ضرورة تحركها في الأيام المقبلة في ظل تطور الوباء.
وأوضح وهبي لدى استضافته في برنامج”ضيف التحرير” الذي بثته قناة ميدي 1 تيفي، مساء الخميس، أن الدول الأوربية اتجهت لتصورات جديدة لمواجهة الوباء ومنهم من اتخذ قرارات قوية وشجاعة، في الوقت الذي يتم التعامل معه في المغرب بنوع من المحدودية من طرف الحكومة.
وانتقد وهبي مشروع قانون المالية لسنة 2021 الذي لم يكن في المستوى المطلوب.
وقال وهبي:”نعتقد أنه يجب الاهتمام بالمجال الصحي وتقديم استثمارات فيه وأن تتحرك الحكومة بمخططات وتوجهات جديدة لمواجهة الوباء، إلى جانب تبني خطط وتصورات جديدة في المجال الاجتماعي، عوض أن تظل في موقفها تتأمل وتراقب وتلاحظ”.
وزاد مبينا:” كنا نتمنى أن يحمل قانون المالية بعض التعويضات لبعض الجهات المتضررة وتقدم مساعدات مالية للأسر لكن يبدو أن الحكومة تهتم بقضايا أخرى منها ما هو انتخابي وسياسي”.
وطالب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة الحكومة بتبني مضامين الخطب الملكية وإعمالها على أرض الواقع، لما تتضمنه من توجيهات واضحة للنهوض بالعديد من المجالات لصالح المواطنين، منها ضرورة تطوير صندوق الاستثمار لإنقاذ الاقتصاد الوطني والحد من تفشي البطالة ما بعد كورونا، إضافة إلى تعزيز منظومة الحماية الاجتماعية، كقرار ملح، بحيث لم يعد من المقبول ألا يجد المواطن سريره في المستشفى والحصول على الدعم المالي للفئات الهشة قصد العلاج.
وبشأن إقرار الضريبة التضامنية، قال وهبي:” ليس لنا رفض لها ولكن لنا ملاحظات لأن الموظف لم تعد له القدرة لتقديمها وعلى الحكومة فرضها على رجال الأعمال وكبار الأثرياء خدمة للوطن، أما أن نعتمد على الموظفين الصغار فهذا غير مقبول وسنتقدم بتعديلات في اجتماع البرلمان”.
وأشار وهبي إلى أن الحكومة تعيش على شكل جزر وممالك سياسية في إطار تناقضات وتشرذم واضح، من خلال عدد من الأمور، من ضمنها تركها لطرح المشاريع والقوانين في آخر السنة التشريعية.
وقال وهبي:” إذا كانت الحكومة قد تركتها لآخر السنة التشريعية، فهذا لا يعني أننا لن نمحص ونراقب هذه القوانين، هذا التشرذم السياسي في الحكومة يسيء للعملية السياسية وقد نتخذ مواقف أكبر إذا استفحل هذا الأمر”.
واعتبر وهبي أن الجدل الذي أثاره القاسم الانتخابي داخل الحزب يظل مجرد زوبعة في فنجان، خاصة أن حزب الأصالة والمعاصرة اختلف على نقطتين واتفق على 25 نقطة، وهي مسألة طبيعية، تحدث كذلك في الانتخابات الفرنسية كتعبير عن الأمة، فلكل دولة تجربتها الديمقراطية والانتخابية.
وبشأن نتائج الاستطلاع الذي طرحه الحزب للحسم في مسألة القاسم الانتخابي، أوضح وهبي أنه لم يتم لحد الساعة الحسم فيه، في انتظار تقديم الحكومة لاقتراحاتها.
واعتبر وهبي أن الاختلاف حول قانون الانتخابات في البرلمان مهين للعملية السياسية في المغرب.
وقال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة:” كان على الحكومة أن تختلف عليه قبل المجيء للبرلمان لأن البرلمان يتعامل مع الحكومة وليس مع أحزابها، لهذا إذا اختلفت الأحزاب داخل الحكومة فهذا يعني أننا لسنا داخل حكومة إطلاقا ويجب التفكير في بديل لها”.
ونفى وهبي وجود قطبية مصطنعة بين حزب الأصالة والمعاصرة وحزب العدالة والتنمية، على اعتبار أن الأمر حددته الانتخابات السابقة.
وحول وجود خلافات داخل الحزب، قال وهبي:”ليست هناك تقاطبات، مشروع تيار المستقبل وتيار الشرعية انتهى، دخلنا في اختلاف سابق، وهناك حوار فيما بيننا، بعض الإخوان ما زالوا يمارسون الصراع، بإمكانهم ذلك نحن حزب فيه اختلاف ونقاش، أما الأصوات التي تعلو بالخلاف أخيرا فسببها الانتخابات التي تثير هذه الأمور، بالنسبة لي، هي مجرد وسائل ضغط لن تنفع معي إطلاقا”.