لودريان يجدد موقف فرنسا الداعم لحل سياسي وواقعي لنزاع الصحراء
قال إن باريس تتابع بقلق شديد التطورات بمعبر الكركرات
أجرى ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وجان إيف لودريان، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، اليوم في الرباط، مباحثات، تروم تعميق العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، وبحث عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وفي أعقاب هذا اللقاء الثنائي، عقد الطرفان لقاء صحفيا، تم تسليط الضوء خلاله على ما تمت مناقشته في المباحثات.
وأوضح لودريان أن العلاقات بين المغرب وفرنسا تشهد تحسنا وتمر بظروف جيدة.
وبخصوص قضية الصحراء، جدد لودريان موقف بلاده الداعم لحل سياسي وواقعي، برعاية الأمم المتحدة، مشيدا بمقترح الحكم الذاتي المغربي.
وعلى صعيد ذي صلة، قال وزير خارجية فرنسا، إن بلاده تتابع بقلق شديد التطورات بمعبر الكركرات الحدودي بين المغرب وموريتانيا، داعيا لإنهاء غلقه والسماح باستئناف حركة النقل المدنية والتجارية.
من جهة أخرى، أشاد رئيس الدبلوماسية الفرنسية بجهود المغرب في المسار السياسي لحل الأزمة الليبية، مقدما تهانيه علة نجاح الحوار الليبي المنعقد ببوزنيقة.
كما تطرق رئيس الدبلوماسية الفرنسية إلى الأزمة في مالي، مؤكدا على ضرورة الوفاء بالالتزامات المعلن عنها لانتقال سلس للسطلة في هذا البلد الإفريقي.
ووجه لودريان من الرباط رسالة مفادها أن فرنسا ليست ضد الإسلام والمسلمين، وإنما ضد التطرف والإرهاب، معتبرا بأن المغرب من الدول الصديقة التي يمكن الاعتماد عليها في محاربة التطرف والإرهاب.
من جهته، قال الوزير بوريطة إن الزيارة الثالثة التي يقوم بها لودريان للمغرب، تترجم متانة وكثافة وانتظام العلاقات بين البلدين، مضيفا أنه خلال هذا اللقاء تمت مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، في كثير من المجالات، منها السياسي والاقتصادي والأمني.
وجدد بوريطة التذكير بقناعة المغرب في ألا تصبح ليبيا مسرحا للتدخلات، أو نتيجة لعبة محصلتها صفر، على اعتبار أن الحل في ليبيا يجب أن يكون ليبيا وسياسيا أو لا يكون.
وفيما يتعلق بمنطقة الساحل، أشار بوريطة إلى عزم المغرب على مواصلة التزامه إلى جانب بلدان منطقة الساحل، خاصة في هذا السياق الانتقالي الحالي للعديد منها.
وعرف برنامج زيارة لودريان للرباط ذهابه لمتحف محمد السادس للفن المعاصر، حيث جرى التوقيع على اتفاقية منحة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف والوكالة الفرنسية للتنمية، تبلغ قيمتها 300 ألف يورو.
وتروم الاتفاقية تنفيذ برنامج لبناء القدرات وتبادل الخبرات في إطار التعاون بين الدول الإفريقية، مع تعبئة خبراء من فرنسا وبلدان غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية، في إطار تبادل الخبرات وإنشاء شبكة من الخبراء الأفارقة في مجال المهن المتعلقة بالمتاحف والتراث.
ووقع هذه الاتفاقية كل من الوزير لودريان، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، ومدير مكتب الوكالة الفرنسية للتنمية بالمغرب، ميهوب مزواغي.
وأبرز وزير خارجية فرنسا أن هذه الشراكة مع المملكة في مجال المتاحف والتراث، ستمكن من وضع وتنفيذ برنامج لبناء القدرات وتبادل الخبرات في المجال في عموم إفريقيا.
وأوضح لودريان في كلمة بالمناسبة، أن هذه الشراكة تفعل الأهداف التي سطرها رئيس الجمهورية الفرنسية، بشأن إجراء عملية تجديد عميقة للشراكة الثقافية بين فرنسا وإفريقيا، كما أعلن عن ذلك في الخطاب الذي ألقاه بواغادوغو، منوها بالدور الأساسي الذي تضطلع به المؤسسة الوطنية للمتاحف، والتي تؤكد من خلال استضافتها لخبراء من إفريقيا وفرنسا، مكانتها بصفتها مفترق طرق للخبرات والمعارف إقليميا لصون التراث والحفاظ عليه.
وفي أعقاب ذلك، التقى لودريان مع أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، حيث تباحث الوزيران في عدد من القضايا والملفات، من بينها محاربة التطرف والإرهاب وتكوين الأئمة والمرشدين الدينيين، خاصة أن المغرب يعتبر من الدول التي اعتمدت مقاربة منفردة في هذا المجال لمحاربة كل أشكال التطرف والإرهاب.
ويرافق لودريان في هذه الزيارة، كل من هيلين لوغال، سفيرة فرنسا لدى الرباط، وسامر ملكي، المستشار الدبلوماسي لوزير الخارجية الفرنسي، ومدير دائرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف فارنو.
يذكر أن العلاقات المغربية- الفرنسية تتميز ببعد استراتيجي، وانتظام الحوارات بين البلدين، حيث عرفت السنة الحالية، زيارات لعدة مسؤولين فرنسيين إلى المغرب، رغم السياق المرتبط بأزمة كوفيد 19، كان آخرها في أكتوبر الماضي،لوزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين.