مسؤول أممي سابق: خرق البوليساريو لوقف إطلاق النار يتعارض مع الالتزامات الدولية
قال إنها تعبر عن خيبة أملها أمام تطور قضية الوحدة الترابية للمغرب
قال برنارد مييت، الأمين العام المساعد الأسبق للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، إن محاولات “البوليساريو” عرقلة حركة المرور المدنية والتجارية على مستوى المحور الطرقي الحيوي للكركرات الذي يربط بين أوروبا وغرب إفريقيا عبر المغرب وموريتانيا، يساهم في تقويض وقف إطلاق النار، بشكل مباشر أو غير مباشر، هو أمر غير مرحب به ويتعارض مع الالتزامات الدولية التي تم التعهد بها.
وذكر مييت، لوكالة المغرب العربي للأنباء أن تحركات البوليساريو “تستدعي منطقيا، وبشكل حتمي، إدانة من مجلس الأمن الدولي كما كان الحال عليه سنة 2018 بخصوص المنطقة العازلة للكركارات نفسها”.
وعبر المسؤول الأممي السابق عن أسفه لعدم إحراز تقدم سياسي في هذا الملف، مؤكدا أن وضعا من هذا القبيل يمثل “مأساة للاجئين الذين لا أفق أمامهم” في منطقة تندوف (جنوب غرب الجزائر)، وكذا “حجر عثرة كبير أمام إرساء علاقات غنية ومفيدة بين بلدان المغرب العربي”.
و أشار مييت إلى الدعوات المتواصلة للمنظمة الأممية بهدف إيجاد تسوية سياسية من شأنها تمهيد الطريق للبحث عن صيغة بديلة من قبيل حكم ذاتي وجيه بغية تجاوز العوائق.
في غضون ذلك، ذكر مييت بالدعوات، المتضمنة في القرارات الأممية، والموجهة إلى جميع أطراف هذا النزاع الإقليمي للتحلي بالواقعية وروح التوافق من أجل إحراز تقدم، مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 2548 الصادر بتاريخ 30 أكتوبر 2020 يندرج في الإطار نفسه، مع الدعوة إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم.
وقال مييت:”يبدو أن هذا القرار يعكس رغبة غالبية أعضاء الهيئة التقريرية للأمم المتحدة في الخروج من الأنماط التقليدية التي تبدو لهم أنها تشكل مأزقا، مع الحفاظ في الوقت ذاته على السلام في المنطقة، متسائلا عما إذا كانت “البوليساريو” تسعى من خلال نقل عناصرها إلى المنطقة العازلة للكركارات إلى “التعبير عن خيبة أملها وغضبها” أمام التطور الذي تشهده قضية الوحدة الترابية للمغرب داخل هيئات الأمم المتحدة.
وحذر المسؤول الأممي السابق من تبعات نزاع مسلح على كامل منطقة الساحل والصحراء المهددة أصلا بخطر التهديد الإرهابي والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وقال مييت:”من الواضح أنه لا مصلحة لأحد في إشعال منطقة الساحل والصحراء، التي تعد منطقة خطرة بل وقابلة للانفجار”، محذرا من أن زعزعة الاستقرار في هذه المنطقة “لن تمر دون تبعات ستمتد حتى إلى الجوار الأوروبي”.
ودعا مييت دول المنطقة للتعامل بحزم على تخفيف التوترات وتجنب أي محاولة لزعزعة الاستقرار، مشيرا إلى أن مجلس الأمن الدولي سيكون يقظا أمام أي تدهور محتمل للوضع في المنطقة.