بوريطة: المغرب ملتزم بدعم الليبيين بعيدا عن منطق التدخل الأجنبي وفرض الوصاية
توافق مبدئي في طنجة على التئام مجلس النواب في غدامس
كريم السعدي
وسط حضور أزيد من 100 نائب ليبي بمدينة طنجة المغربية، قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، إن اللقاء التشاوري لأعضاء مجلس النواب الليبي، ينضاف إلى سلسلة من اللقاءات الليبية- الليبية المنظمة بالمغرب، والهادفة إلى دعم التسوية السياسية للأزمة التي يعرفها هذا البلد المغاربي.
وأضاف بوريطة، في كلمة له، خلال ثاني أيام هذا اللقاء، أن الاجتماع التشاوري يعكس أمرين مهمين، الأول يتجلى في الحضور القوي مما يعني حجم الثقة ودرجة الاطمئنان ومستوى التقدير الذي يحتلها المغرب لدى الأطراف الليبية، بشتى توجهاتهم وانتماءاتهم الجغرافية والسياسية، كما أن هذا الحضور القوي، يقول الوزير المغربي، يعكس التزام المغرب الراسخ بتقديم كل ما في وسعه لدعم الجهود الرامية لحلحلة الأزمة في ليبيا، كما أن المغرب مستعد، على حد تعبير بوريطة، لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، بحرية واستقلالية ودون تأثيرات خارجية حتى بلوغ المراد أي توحيد مجلس النواب الليبي وجمع شمل أعضائه شرقا، وغربا وجنوبا، بما يضع حدا نهائيا للانقسامات الداخلية ويرفع التحديات المتعلقة بالاستحقاقات السياسية المقبلة.
واستعرض بوريطة كذلك أسس مقاربة المغرب في هذا الملف، وهي القراءة النافذة لتاريخ ليبيا، والثقة التامة في أن الحل في ليبيا لن يكون إلا بيد أبنائها، وأن مسؤولية المجتمع الدولي لا ينبغي أن تتعدى مساعي المواكبة والمرافقة لتأمين فضاء للتشاور والحوار وتحصين الفضاء من تجاذبات الأجندة الأجنبية والمصالح الضيقة التي لا علاقة لها بالمصلحة العليا للشعب الليبي.
كما أن هذه المقاربة، يضيف المسؤول المغربي، تأخذ العبرة من فشل كل المحاولات الرامية إلى وضع وصفات جاهزة للحل بليبيا أو فرض وصاية على أبنائها أو جعل ليبيا مجالا لتجاذبات أجندات لا علاقة لها بمصلحة البلاد وشعبها.
وينتظر من هذا اللقاء التشاوري، حسب كلمة وزير الخارجية المغربي، أن يتم تذويب الجليد بين مختلف المكونات بعد مدة طويلة من التباعد، وتحديد تاريخ ومكان لعقد اجتماع مجلس النواب فوق الأرض الليبية، وتوحيد المواقف والرؤى بشأن مخرجات الحوار السياسي الليبي، ناهيك من تزكية التفاهمات المهمة التي توصل لها الحوار الليبي- الليبي في بوزنيقة والمتعلقة بتوحيد المناصب السيادية المتضمنة في المادة 15 من الاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات سنة 2015.
يشار إلى أن هذا اللقاء التشاوري والذي انطلق يوم أمس الاثنين، من المنتظر أن يختتم أشغاله يوم السبت المقبل، حيث شهد طيلة اليومين لقاءات غير رسمية خلال اليوم الأول، ولقاء رسمي اليوم الثلاثاء، والذي شهد نقاشا حادا بين مكونات المجلس. بيد أن الجلسة صباح اليوم عرفت تحقيق اختراق لجهة التوافق المبدئي على عقد الاجتماع المقبل لمجلس النواب في مدينة غدامس، الواقعة جنوب غربي العاصمة الليبية طرابلس، عند الحدود الجزائرية التونسية.
ومن المتوقع أن يعلن قريبا عن موعد التئام مجلس النواب بعد فترة طويلة من عدم الانعقاد.