دبلوماسي مغربي: الجزائر تتحمل المسؤولية الكاملة عن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية

قال إن إصرارها على إطالة أمده يضيع فرص التكامل الإقليمي

قال يوسف بلا، سفير المغرب لدى إيطاليا، إن الجزائر تتحمل المسؤولية الكاملة عن خلق واستدامة النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، وهو ما أكدته القرارات الأخيرة لمجلس الأمن والمائدتين المستديرتين بجنيف اللتان نظمتهما الأمم المتحدة في إطار المسلسل السياسي تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

وأوضح بلا، في حديث لإذاعة”سبارلامينتو” الإيطالية، أن الجزائر تتحمل أمام المجتمع الدولي، المسؤولية المطلقة عن الوضع المأساوي للسكان في مخيمات تندوف، المحرومين من الحرية والذين يتم استغلالهم كأصل تجاري من أجل الإثراء الشخصي لقادة جبهة البوليساريو، التي صنعتها وتمولها ولاتدخر جهدا للحفاظ عليها.

وأكد بلا أن الجزائر مسؤولة أيضا أمام المجتمع الدولي عن “تفويض اختصاصاتها السيادية إلى جماعة مسلحة للسيطرة على ما يسمى بمخيمات اللاجئين في انتهاك للقانون الإنساني، منتقدا إصرارها على رفض إحصاء سكان هذه المخيمات.

وانتقد الدبلوماسي المغربي إنفاق الجزائر لكثير من الموارد والطاقة والمهارات في عملها العدائي ضد المغرب، بدلاً من استثمار هذا الجهد في مبادرات ضرورية لتحقيق التنمية الداخلية والإقليمية من أجل ضمان اندماج المغرب العربي، والعمل من أجل مستقبل شبابه في الجزائر وفي المغرب العربي”، مشيرًا إلى أن إصرار هذا البلد على إطالة أمد هذا النزاع المفتعل يضيع فرص التكامل الإقليمي، الذي يكلف غيابه ناقص نقطتين مئويتين من الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي.

وبخصوص الوضع في المنطقة العازلة الكركرات، أوضح بلا أن ميليشيات “البوليساريو” المسلحة بدعم من الجزائر، اقتحمت التراب المغربي، وبالتحديد المنطقة العازلة التي وضعها المغرب تحت مسؤولية الأمم المتحدة لضمان وقف إطلاق النار في إطار اتفاق عام 1991.

وذكر أن الانفصاليين الذين استغلوا أيضا المدنيين كدروع بشرية، ارتكبوا أعمال قطاع طرق وعرقلوا حركة تنقل الأشخاص والبضائع بين المغرب وموريتانيا، وقاموا بترويع المراقبين العسكريين للمينورسو، وهو ما دفع المغرب للتدخل بشكل سلمي لإرجاع الأمور إلى نصابها،في انسجام تام مع الأمم المتحدة.

وتناول السفير المغربي لدى إيطاليا، الروابط الموجودة بين “البوليساريو” و الإرهاب الجهادي والجريمة المنظمة، وهي الروابط “التي تم التنديد بها في مختلف تقارير استعلامات بلدان أجنبية ومن قبل مراكز دراسات استراتيجية وأمنية.

وقال بلا:”هناك دول مثل إسبانيا أو الولايات المتحدة حذرت من الانحراف الجهادي لجبهة البوليساريو ومن حقيقة أن مخيمات تندوف أصبحت أرضًا خصبة لتجنيد الجهاديين، وأعربت عن قلقهم من تأثير هذه الوضعية على الأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط، علما أن أعمال البوليساريو لم تعد تقتصر فقط على الاختطاف كما وقع لمتعاونة إيطالية في عام 2011، لكنها، تدرب وتستخدم أطفال يتم تجنيدهم من قبل جهاديين، وهو ما يدل على تحول مثير للقلق في استراتيجيتها الإرهابية”.

وزاد السفير المغربي مبينا:”العلاقة بين “البوليساريو” والجماعات الإرهابية يؤكدها أيضا إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن تقديم مكافأة بقيمة تصل إلى 5 ملايين دولار للحصول على معلومات أو تحديد موقع المدعو عدنان أبو وليد الصحراوي، وهو عضو سابق في “البوليساريو” و قائد التنظيم الإرهابي “الدولة الإسلامية” في الصحراء الكبرى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى