الملك محمد السادس: القضية الفلسطينية هي مفتاح الحل الدائم بالشرق الأوسط

قال الملك محمد السادس، إن القضية الفلسطينية هي مفتاح الحل الدائم والشامل بمنطقة الشرق الأوسط، حل يقوم على تمكين كل شعوب المنطقة من العيش في أمن وسلام ووئام، في إطار الشرعية الدولية، ووفق مبدأ حل الدولتين، الذي توافق عليه المجتمع الدولي.

ودعا الملك محمد السادس، في رسالة وجهها إلى الشيخ نيانغ، رئيس اللجنة الأممية المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إلى ضرورة تجاوز حالة الانسداد في العملية السلمية، وتكثيف الجهود الدولية لإعادة إحياء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لحل كافة القضايا الخلافية.

وذكر الملك محمد السادس أن الإجراءات الأحادية الجانب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، تعد مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، وترهن الحل المنشود، وتذكي الصراع والإحباط، وتقوي نزوعات التطرف، مؤكدا على ضرورة الإحجام عن أي تغيير قد يطال الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية المحتلة، والتوجه نحو تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف مفاوضات جدية ومسؤولة.

وأكد الملك محمد السادس أن مدينة القدس الشريف، بما لها من حمولة روحية ووضع قانوني مميز، تأتي في صميم أية تسوية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، اعتبارا لكونها من قضايا الوضع النهائي، التي يتعين إيجاد حل لها في إطار المفاوضات المباشرة.

وقال الملك محمد السادس:”اعتبارا لهذه المكانة الرفيعة لمدينة القدس لدى أتباع الديانات التوحيدية الثلاث، ما فتئنا ندعو، بصفتنا رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، إلى الحفاظ على وحدتها وحرمتها ووضعها القانوني والحضاري والديني، ومكانتها المتميزة كمدينة للسلام، ولهذه الغاية، أكدنا في “نداء القدس” الذي وقعناه بمعية قداسة البابا فرنسيس بمناسبة زيارة قداسته إلى المملكة المغربية بتاريخ 30 / 03 / 2019 ، على ضرورة المحافظة على المدينة المقدسة كتراث مشترك للإنسانية وباعتبارها أرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث، ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار”.

وأشار الملك محمد السادس إلى أن دعم قدرات المقدسيين على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، يظل رهينا بتعبئة كل الموارد والإمكانات المادية المتاحة، واستثمارها في النهوض ببرامج التنمية البشرية بالقدس، وهو ما تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف كآلية تنفيذية للجنة القدس، في إنجاز مشاريع وبرامج ملموسة، صحية وتعليمية وسكنية واجتماعية لفائدة سكان القدس، من أجل توفير سبل العيش الكريم لها، ودعم صمودها وتحسين أوضاعها الاجتماعية والمعيشية.

وقال الملك محمد السادس:”إننا نتابع عن كثب جهود المصالحة وحوار الفصائل الفلسطينية، بهدف ترتيب البيت الفلسطيني. وقد عبرنا مرارا عن أملنا في انخراط الفرقاء الفلسطينيين بجميع توجهاتهم في مصالحة حقيقية وبحسن نية، لتجاوز حالة الانقسام التي تعتري الجسم الفلسطيني منذ سنوات، بما يخدم المشروع الفلسطيني العادل والنبيل”.

وجدد الملك محمد السادس دعم بلاده الكامل لدولة فلسطين بقيادة الرئيس محمود عباس في جهودها لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني إلى الاستقلال والوحدة والازدهار، وضمان حقوقه المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، كدولة قابلة للحياة ومنفتحة على جوارها وعلى جميع الأديان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى