بنعبد الله: لن أترشح للأمانة العامة للتقدم والاشتراكية
عد إقامة تحالف سياسي بين أحزاب المعارضة أمرا واردا
أعلن نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عن عدم ترشحه لمنصب الأمانة العامة للحزب مستقبلا.
وقال بنبعد الله، في برنامج”حديث مع الصحافة”، بثته القناة الثانية المغربية، مساء الأربعاء،”بكل صدق لم أكن أطرح هذا السؤال بقوة كما هو الحال اليوم، وأؤكد أن اعتزال العمل السياسي شيء آخر، بإمكاني العمل في فضاءات أخرى، لكن كأمين عام للحزب، الأمر غير وارد، فهناك ضرورة لتجديد الدماء وبعث الروح في هياكله”.
وأوضح بنعبد الله أن الحزب يطمح لتحقيق وجود أرقى مستقبلا ويشتغل من أجل ذلك، ليكون قوة صاعدة في الانتخابات المقبلة.
وبشأن التقارب الحاصل بين حزبي التقدم والاشتراكية والأصالة والمعاصرة، قال بنعبد الله:” المواقف الرسمية الصادرة عن حزب الأصالة والمعاصرة وما يصدر عنه من أمور تسير في نفس الاتجاه الذي ندافع عنه، نحن بحاجة لدعم توجهاتنا، لا نريد أن ننعزل وندافع عن الديمقراطية بشكل منفرد، بل نسعى لتوسيع الدائرة لجلب ناس يتقاسمون معنا نفس الرؤى بشأن توجهات العدالة الاجتماعية والحريات وغيرها، نحن في تنسيق داخل المعارضة، لم نعقد تحالف سياسي، لكن الأمر قائم إذا اضطرتنا الظروف لذلك”.
وسجل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية تخوفه من تسجيل نسبة مشاركة ضئيلة في الانتخابات المقبلة، جراء جائحة كورونا وما خلفته من آثار اجتماعية واقتصادية، تفرض تضافر جهود الأحزاب والمؤسسات لإرجاع الثقة لدى المواطنين في العمل السياسي.
وأشار بنعبد الله إلى انعدام الثقة اليوم في السياسة والمؤسسات، ليترسخ جو من انعدام المصداقية بين فئات من المجتمع والفاعلين السياسيين والإعلاميين، في مقابل ضعف الحكومة وعدم قدرتها على ملء المشهد السياسي بسبب تطاحناتها الداخلية.
وبشأن تدبير البلاد لأزمة كورونا، قال بنعبد الله:”نجحنا في البداية بالقرارات الاستباقية المتخذة عن طريق دعم الفئات الفقيرة إغلاق الحدود وغيرها، كان هناك عمل متقدم بالموازاة مع ذلك سجلنا ارتباكا على مستوى الحضور السياسي، يلزمنا وجود حكومة تقنع الناس بقراراتها رغم قساوتها إلى جانب تعزيز حضورها إعلاميا”.
وانتقد بنعبد الله فرض الحكومة لقرارات في آخر ساعة مما ساهم في إرباك المواطنين.
وقال بنعبد الله:” لدينا أيضا، تحفظات كبيرة على مستوى تحضير المغرب للخروج من مرحلة كوفيد، والذي سيكون مصيريا، منها ضعف القانون المالي وعدم تطابقه مع التوجهات الملكية بشأن الأشياء العملية التي ينبغي تطبيقها للخروج من الأزمة يجعلنا حائرين بعض الشيء”.
واعتبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن قانون المالية يفتقد للشجاعة والجرأة السياسية باعتماده على مقاربات محتشمة، علما أن الشحنة السياسية موجودة للدفع به، والتي أشار إليها الملك محمد السادس لدعم الاقتصاد والتغطية الاجتماعية الشاملة.
ودعا بنعبد الله، الحكومة، إلى دعم المقاولات بعيدا عن الأبناك، من خلال مساهمة الدولة في المقاولات المتضررة من أجل عدم سقوطها في الإفلاس مع وجود تسهيلات والاعتماد على الاستثمار العمومي.
وعد بنعبد الله القرار الملكي بشأن مجانية التلقيح ضد كورونا حكيما، ينبع من الحرص الشديد للملك محمد السادس من أجل إنجاح هذا النوع من العمليات التي من شأنها إخراج المغرب من هذه الفترة العصيبة.
واعتبر أن زيارة الأحزاب للكركرات لحظة مفصلية تعبر عن الوحدة الوطنية، ودفاع الطبقة السياسية عن السيادة الوطنية، وهو ما قام به الحزب عن طريق مراسلة 200 حزب يساري عبر العالم بأربع لغات لتفسير عملية الكركرات، حيث تلقى دعما كبيرا من عدد من الأحزاب السياسية.
وحول إجبارية التصويت في الانتخابات المقبلة، قال بنعبد الله:”أمر غير مقبول، إلزاميته يمكن أن تكون رمزية ومطروحة كإلزامية التعليم مثلا، من دون أن يكون هناك عقوبة قانونية”.
وبشأن القاسم الانتخابي، ذكر بنعبد الله أن الأمر يمكن أن يكون اقتراحا مشروعا، تدافع عنه أحزاب الأغلبية التي اقترحته في برامج، لتوضح دواعيه وقواعده الديمقراطية.
وقال بنعبد الله:”ما أخشاه هو ظهور كتلة أحزاب في مواجهة العدالة والتنمية، ولا أعتقد أنه من المفيد أن نشارك في ذلك، نحن مستعدون لجميع التوافقات الممكنة، لكن ليس بهذه الصيغة لأنها ستعطي نتائج عكسية”.