بوريطة: دعم مغربية الصحراء سيمكن الدول الإفريقية من تصحيح خطإ سنة 1984

ذكر ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن دعم مغربية الصحراء ودعم الحكم الذاتي كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي، هو الذي سيمكن الدول الإفريقية من تصحيح الخطأ الذي ارتكبته في حق القارة سنة 1984 بقبول كيان وهمي لا يتوفر على أسس قانونية وسياسية ليكون كيانا معترفا به.

وأوضح بوريطة، اليوم السبت بالداخلة، أن فتح قنصلية عامة لجمهورية الكونغو الديمقراطية بالمدينة يعتبر حدثا “مهما جدا” بالنظر إلى ثقل هذا البلد، وإلى المسؤوليات التي سيضطلع بها على مستوى الاتحاد الإفريقي، خلال ترؤسه له ابتداء من السنة المقبلة.

وأضاف بوريطة، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيرته من جمهورية الكونغو الديمقراطية، ماري تومبا نزيزا، عقب تدشين القنصلية، أن هذا الأمر مهم كذلك، لأنه جاء من طرف دولة وقفت دائما مع المغرب في قضيته الوطنية.

وأوضح بوريطة أن فتح هذه القنصلية اليوم يأتي في إطار هذا الموقف الثابث، ويأتي للتأكيد على أن هذا البلد ينضاف للدول الإفريقية الـ16 التي فتحت قنصلياتها في المناطق الجنوبية للتعبير بشكل واضح عن دعمها لمغربية الصحراء، مبرزا أن هذا الرقم سيرتفع لأن أغلب الدول الإفريقية اليوم لها وعي بأن هذا المشكل موروث عن حقبة أخرى وأن إفريقيا في غنى عنه.

وأشار وزير الخارجية المغربي إلى أن موقف جمهورية الكونغو يأتي كذلك في السياق الذي اشتغل عليه الملك محمد السادس، خلال السنوات الأخيرة لدعم مغربية الصحراء بالمواقف والاتفاقيات الدولية وبفتح القنصليات، التي بلغ عددها اليوم 19 قنصلية، علاوة على الافتتاح المستقبلي لقنصليتي الأردن والولايات المتحدة، ليبلغ العدد 21 قنصلية.

من جهة أخرى، ذكر بوريطة بالقرار الأمريكي “التاريخي” بفتح قنصلية في الداخلة، ليبلغ عدد القنصليات في هذا المدينة عشر قنصليات، مما يجعل من المدينة مركزا قنصليا مهما، مسجلا أن الداخلة تعتبر ممرا استراتيجيا على الصعيد الدولي، لاسيما بين أوروبا وإفريقيا، مما يزيد من وتيرة تطور المدينة، بمعية النموذج التنموي الجديد، لتجلب استثمارات وفرص شغل وتنمية اقتصادية واجتماعية.

من جانبها، قالت وزيرة الدولة، وزيرة الشؤون الخارجية الكونغولية، ماري تومبا نزيزا، أن فتح قنصلية عامة لجمهورية الكونغو الديمقراطية بالمدينة يكتسي طابعا سياسيا ودبلوماسيا مهما، ويجسد الاعتراف بالسيادة التامة والكاملة للمملكة المغربية على صحرائها.

واعتبرت رئيسة الدبلوماسية الكونغولية أن فتح قنصلية لبلادها بالداخلة يمثل مرحلة جديدة تطبع العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والمتسمة على الخصوص بالتفاهم القائم بين الملك محمد السادس ورئيس جمهورية الكونغو، فليكس تشيسكيدي.

وأضافت أن جمهورية الكونغو الديمقراطية، الوفية لمبادئها، رفضت على الدوام أي نزعة تستهدف بلقنة البلدان الإفريقية بشكل عام والمملكة المغربية على وجه الخصوص، موضحة أنه في سنة 1984، اصطفت جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جانب المغرب عندما قرر مغادرة منظمة الوحدة الإفريقية.

وأشارت وزيرة خارجية الكونغو إلى أنه بالموازاة مع هذا الدعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها على صحرائها، تجدر الإشارة إلى التضامن الثابت الذي لطالما عبر عنه المغرب تجاه جمهورية الكونغو الديمقراطية، في كل مرة كانت وحدتها الترابية كذلك معرضة للتهديد، مشيرة في هذا الصدد إلى مشاركة جنود مغاربة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالكونغو سنة 1960 وتدخل القوات المغربية بزائير سنتي 1977 و1978 بهدف مساعدة القوات المسلحة الزائيرية على طرد المتمردين خارج ترابها، بعدما هاجموا إقليم كاتانغا، فضلا عن مشاركة المغرب ضمن كتيبة في بعثة منظمة الأمم المتحدة بجمهورية الكونغو الديمقراطية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى