“العدالة والتنمية” يعقد مجلسا وطنيا استثنائيا الأحد عقب تصريحات ابن كيران
يناقش أداء الحزب بخصوص تطورات قضية الصحراء والعلاقات مع إسرائيل
كريم السعدي
يعقد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية دورة استثنائية يوم الأحد المقبل، لمناقشة أداء الحزب بخصوص التطورات السياسية المرتبطة بإقامة المغرب علاقات مع إسرائيل وبالقضية الفلسطينية.
وحسب إخبار توصل به أعضاء المجلس الوطني للحزب، فإن هذه الدورة ستنظم عن بعد، بالنظر إلى الظروف الصحية التي يمر منها المغرب، والإجراءات الاحترازية المعتمدة في ظل مرسوم حالة الطوارئ الصحية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، كما تقرر إلغاء اجتماع لجنة الشؤون السياسية والسياسات العمومية المنبثقة عن المجلس الوطني، والذي كان مقررا السبت المقبل.
ومن المنتظر أن تعرف هذه الدورة، نقاشا حامي الوطيس بين أعضاء”برلمان” حزب العدالة والتنمية، بسبب التطورات الأخيرة والدعوات التي صدرت عن بعض أعضائه، بخصوص موقف الحزب، متزعم الائتلاف الحكومي، من استئناف علاقات المغرب مع إسرائيل، ذلك أن عبد الإله ابن كيران، الرئيس السابق للحكومة والأمين العام السابق للحزب، خرج الاربعاء في بث مباشر على صفحته بموقع فيسبوك، بغرض التفاعل مع هذه التطورات والدعوات لإقالة العثماني والانسحاب من الحكومة.
ورفض ابن كيران في حديثه إقالة العثماني، داعيا أعضاء حزبه إلى مساندة الدولة في جميع قراراتها السيادية، معتبرا أن المغرب عرف تطورات مهمة وأحداثا كثيرة، أولها القرار الصائب للملك محمد السادس بتصفية ملف الكركرات، واصفا تلك العملية ب”الموفقة”، والتي لقيت إشادة دولية، ثم عرج على الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء، واستئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل عبر إقامة مكتبي الاتصال.
واعتبر ابن كيران أنه من غير الصواب عدم مساندة الدولة وعدم الإشادة بقرار الولايات المتحدة، مع رفضه الحديث عن المستقبل، في إشارة لما يمكن أن يحدث مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة جو بايدن، قائلا”لكل حادث حديث”.
وأورد ابن كيران، في معرض كلامه، أن حزب العدالة والتنمية، بالرجوع إلى أصوله، وعلاقته بالحركة الإسلامية، فإن ثقافته ترفض التطبيع، ولكن المغرب ليس دولة أخرى، فالمغرب يعرف ماذا يفعل، ويسير بخطوات ثابتة، والملك من يتخذ قرارات في هذا المجال، ولم يمنع أحدا من التعبير عن رأيه، غير أن ابن كيران امتعض من بعض الدعوات التي أطلقت، والرافضة لتوقيع العثماني الإعلان الثلاثي المشترك الأميركي- المغربي-الإسرائيلي، ملتمسا من أعضاء حزبه، التوجه للمؤسسات عوض تصرفات يفهم منها نسف ما تقوم به الدولة.
وذكر ابن كيران أن حزبه يترأس الحكومة منذ عشر سنوات، مما يعني أنه عضو أساسي في بنية الدولة التي يترأسها الملك، وله الحق في أن يتخذ القرار بصفة عامة، والقضايا المصيرية بصفة خاصة، مخاطبا أعضاء حزبه بالقول”يمكن أن ننزعج هذا من حقنا ولكن لا يمكن أن نتصرف بشكل يخذل الدولة في لحظة حرجة”، مشيرا كذلك إلى أن حزب العدالة والتنمية كان له دور أساسي في عدد من المحطات منها الربيع العربي، ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك، ومن الطبيعي أن يكون اختلاف مع الدولة..ولكن لا يمكن عدم احترامها أو توقيرها.
ورفض ابن كيران كذلك، دعوات إقالة العثماني وخروج الحزب من الحكومة، مشيرا إلى ان الصواب هو انعقاد المجلس الوطني، واحترام المؤسسات، ومن الضروري السماع للعثماني والإنصات لمعطياته، وحينها يمكن اتخاذ القرار.
وعلى ضوء هذه التصريحات، عقدت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية مساء الأربعاء، اجتماعا استثنائيا، نوهت من خلاله بالموقف الذي عبر عنه ابن كيران، كما جدد أعضاء قيادة الحزب التأكيد على ما ورد في بيان الاجتماع السابق، السبت الماضي، خاصة التأكيد على أهمية الموقف الأميركي الأخير، والالتفاف وراء الملك في الخطوات التي اتخذها في مجال تعزيز سيادة المغرب على الصحراء، وعلى أولوية القضية الوطنية مع التأكيد على المواقف الثابتة للمغرب فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
كما عبر أعضاء الأمانة العامة عن دعمهم للأمين العام للحزب، وتثمينهم لما يقوم به من أدوار في إطار مسؤولياته السياسية والحكومية وما يقتضيه ذلك من دعم وإسناد للملك محمد السادس.