وهبي: رحيل الوفا ظلم ثان بعد ظلم السياسة
قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن وفاة محمد الوفا، القيادي الاستقلالي السابق، تعد ظلما ثانيا بعد ظلم السياسة.
وذكر وهبي في حفل تأبيني للوفا، أمس الثلاثاء، أن القدر اختار أن يغيب الوفا عن الدنيا في زمن الوباء واليأس وأن يضيف لمحبيه المزيد من الدموع والآلام واجترار المرض.
وأشار وهبي إلى الصداقة التي كانت تجمعه بالراحل، والتي كانت يسودها الود والجدية والضحك وتقاسم هموم الحياة السياسية.
وقال وهبي:”الوفا كان صديقا مقربا مني، أتذكر حديثنا قبل 3 أسابيع لحدود الفجر، كان يبتسم ويقول لي نحن سكارى بدون خمر، تكلمنا كثيرا عن السياسة وكنا نلتقي أسبوعيا نقضي لحظات وليال في نقاش سياسي يمزج بين الابتسامة وجدية السياسة”.
وزاد وهبي مبينا:”لست أدري كيف أجد هؤلاء الأصدقاء مستقبلا، فقدت فيه صديقي وأخي، التقينا حينما كنت رئيس لجنة العدل والتشريع ثم رئيسا للفريق الحزبي وكان آنذاك وزيرا، لم يشعرني أن لقاءاتنا كان رسمية، كان يتعامل معي كصديق وأخ صغير ينتقدني كثيرا وينتقد حزبي ولكنها كانت انتقادات مقبولة منه لأنها تختلط بالابتسامة”.
وأفاد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن الوفا كان رمزا للوفاء والصداقة النبيلة، وهو ما أصابه بخسارة من الصعب تعويضها جراء رحيله.
وقال وهبي:”الله وحده يعلم دموع القلب، كنت تحب كل الناس وتوزع الابتسامة وأنا متأكد أنك الآن توزع الابتسامة على الملائكة، لن أنسى روعة تلك اللحظات التي قضيناها بين مطاعم الرباط، نتسكع بينها نقضي الليالي هنا أو هناك أو في فضاء خيمة لا يعرفها إلا القليل منا، لا يمكن أن يدرك أحد زخم نقاشات طويلة حول السياسة والوطن، كان يصرخ تارة وتارة أخرى يضحك، كان مقبلا على الحياة، و يبدو أن الموت حسد وجوده بيننا فأخذه لنفسه”.
وأضاف وهبي:”كانت ذاكرته تحمل تاريخ المغرب، يحدثك عن سنوات الثمانينات والتسعينات، عن ذلك الاجتماع وذاك، يدافع عن موقفك إذا كان صحيحا، كان يعيش للناس ومن أجل الناس يفاجئك بالسؤال عنك من خلال الهاتف وعن أحوالك وأحوال السياسة. كان الوطن هما وعبئا على كتفيه وأحواله حاضرة دوما في انشغالاته. في اختلافه كان مرحا وجميلا، يتجاوز عن كل شيء إلا الكراهية والكآبة والخيانة، عاش استقلاليا واثق الخطوة، خرج من أزقة مراكش كنخلة باسقة ومات استقلاليا شامخا”.