أكاديمي مغربي يتهم صحيفة فرنسية بممارسة التحيز
بسبب نشرها لمقالين يتضمنان عداء متكررا تجاه بلاده
اتهم الأكاديمي والمحلل السياسي المغربي، مصطفى السحيمي، اليوم الجمعة، صحيفة”لوموند” الفرنسية بممارسة التحيز والرقابة، وذلك جراء نشرها لمقالين يتضمنان عداء متكررا تجاه المغرب، ورفضها في المقابل نشر مقال رأي كتبه ردا عليهما.
وقال السحيمي في اتصال مع وكالة المغرب العربي للأنباء إن صحيفة لوموند “تصرفت بطريقة تتعارض مع مبادئها المعلنة للانفتاح والتعددية”، ملاحظا أن هذه المؤسسة الصحفية نشرت مقالين “ينطويان على سوء نية تجاه المغرب”.
وأشار السحيمي إلى أن رد فعل الصحيفة يتعارض تماما، مع قواعد مهنة الصحافة التي تعلنها، حيث إن العمود الذي أرسله إلى هيئة تحريرها هو “مقال متوازن واخباري “، يسلط الضوء على “معلومات إخبارية حول عملية إنهاء الاستعمار التي بدأت منذ أكثر من نصف قرن”.
وفي معرض تناوله للوقائع، ذكر السحيمي أنه في 28 ديسمبر الماضي، نشرت المنصة الإلكترونية للصحيفة عمودا موقعا من طرف الأستاذ بالجامعة الحرة لبروكسل فرانسوا دوبوسون، وجيسلين بواسونيي، والذي يتضمن بالأساس “المزاعم المعتادة حول الأقاليم الجنوبية للمملكة، من خلال الحديث عن عودة التوتر في هذه المنطقة، دون إغفال حقوق الإنسان بدرجة ثانية”.
وقال المحلل السياسي المغربي في مقال بعنوان “لوموند إف إر والمغرب: التحيز كرقابة” أنه بعث في 30 دجنبر إلى مراسلة “لوموند.اف ار” في المغرب و إلى رئاسة تحريرها في باريس، ردا استعرض فيه “جردا تاريخيا وسياسيا لمسلسل إنهاء الاستعمار الذي باشره المغرب منذ سنة 1963 إلى غاية 1975″، مستنكرا عدم حصوله على “أي اشعار بالاستلام”.
وأوضح السحيمي أن الصحافية لم تُخطره إلا في 6 يناير الجاري بأنه تم إبلاغها بأن المقال لا يمكن نشره، “نظرا إلى العدد الكبير من المقالات التي يتلقونها، والمساحة محدودة”.
وأفاد المحلل السياسي أن الباحث في معهد الدراسات الاجتماعية المتقدمة بقرطبة، تييري ديسرويس، كان له الحق في عمود حول نفس الموضوع بعنوان “في المغرب، انتصار دبلوماسي بشأن الصحراء مع خطر هزيمة معنوية حول القضية الفلسطينية”.
وشدد الأكاديمي المغربي على أن الأمر يتعلق “بتكرار يبرز الحالة الذهنية للمغاربة التي تم حصرها في منصة لبعض الجمعيات المتمسكة بما يشبه جبهة رفض ضمن سجل فلسطيني أكثر من الفلسطينيين، كما أشار إلى ذلك ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج منذ أكثر من ثلاثة أشهر”.
وسجل السحيمي أنه في يناير الجاري، وبعد تذكير بطلب الاشعار بالاستلام “انتهى الأمر بنائبة رئيس التحرير، ماري دي فيرجيس الى الاعتذار عن التأخير في الرد لتبلغه بعدم إمكانية النشر لأن الموضوع سبق معالجته بما فيه الكفاية في الأسابيع الأخيرة”.
وقال السحيمي متسائلا: “كيف تمت المعالجة؟ ومن طرف من ؟ وعلى ضوء ماذا ؟ وأين هي التعددية؟ ”، حيث يرى في ردود الفعل هذه “مجرد ستار خفي للتحيز، وشكل من أشكال الرقابة غير المسؤولة.