شينكر في الداخلة..تباحث مع بوريطة وزار مقر القنصلية العامة الأميركية بها

قال إن أفضل السنوات بين البلدين ما زالت آتية

كريم السعدي

أجرى وزير الخارجية المغربيي، ناصر بوريطة، صباح اليوم بمدينة الداخلة، مباحثات مع ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، همت قضايا إقليمية ودولية مختلفة.

الشراكة بين الرباط وواشنطن

وتمحورت المباحثات بشكل أساسي حول الشراكة بين الرباط وواشنطن، وقضايا إقليمية مثل إيران وليبيا والتطورات الأخيرة.

وقال شينكر للصحافة عقب المباحثات، إن لقاءه مع بوريطة، تناول أهداف السياسة الخارجية المشتركة للمغرب والولايات المتحدة والتطورات الأخيرة، كما أعلن أن العلاقة بين الرباط وواشنطن دائمة القوة وتستمر في الازدهار، وأن أفضل السنوات بين البلدين ما زالت آتية.

وقال المسؤول السامي في الخارجية الأميركية إن سنة 2021 تصادف مرور 200 عام متذ أن فتحت الولايات المتحدة أول بعثة دبلوماسية لها في المغرب وبالضبط في طنجة، وهي أقدم منشأة دبلوماسية أميركية في العالم.

وأضاف أنه قبل ما يقرب من 80 سنة عندما قام الأميركيون وجنود من شمال إفريقيا وحلفاء الولايات المتحدة الأوروبيون بالتصدي للمد النازي من خلال إجبار القوات الألمانية على الانسحاب من بنزرت، مشيرا إلى أن المغرب اليوم ينظر إليه كملتقى طرق للشعوب والأفكار والابتكار.

شريك محوري

وذكر شينكر أن المغرب يبقى شريكا محوريا للاستقرار الإقليمي، مشيرا إلى أن هناك شراكة وعسكرية واسعة، كما أن المغرب هو البلد الوحيد في إفريقيا الذي أبرمت معه الولايات المتحدة اتفاقية التبادل الحر، والتي ضاعفت الصادرات المغربية إلى الولايات المتحدة منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ عام 2006، كما نمت قيمة تجارة البلدين الثنائية خمسة أضعاف في نفس الإطار الزمني.

وعن مرسوم الرئيس دونالد ترامب، بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء، قال شينكر إن الرئيس ترامب أعلن الشهر الماضي أن الولايات المتحدة تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، وأن إسرائيل والمغرب، وهما من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، سيعززان علاقاتهما الدبلوماسية.

وبخصوص هذه التطورات، قال شينكر إنها أضحت ممكنة بفضل قيادة الملك محمد السادس في دفع برنامج إصلاحي جريء وبعيد المدى على مدى العقدين الماضيين، ودعم العاهل المغربي المستمر والقيم للقضايا ذات الاهتمام المشترك مثل السلام في الشرق الأوسط وإفريقيا إلى جانب الاستقرار والتنمية، وأيضا الأمن الإقليمي.

واشار شينكر إلى جهود المغرب التي تساهم في تعزيز التسامح الديني والوئام، بدءا من تقاليده العريقة لحماية الطائفة اليهودية، ووصولا إلى التوقيع على إعلان مراكش، والتي تشكل نموذجا يحتذى به في المنطقة.

وخلص شينكر إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بتعميق وتعزيز العلاقات مع الشعب المغربي”من خلال علاقتنا التجارية والتبادل الثقافي ومن خلال العلاقات بين حكومة البلدين”.

بوريطة” زيارة شينكر للصحراء لها طعم خاص

من جهته، قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إن شينكر يعد أول مسؤول أميركي يزور الصحراء المغربية، وعد ذلك حدثا مهما ويأتي لتأكيد نتائج المكالمة بين الملك محمد السادس والرئيس ترامب في 10 ديسمبر الماضي، مشيرا إلى أن شينكر سبق له أن زار الرباط في أكتوبر الماضي، غير أن زيارة اليوم لها طعم خاص.

وذكر بوريطة أن العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة تسير بإيقاع غير مسبوق وفق رؤية الملك محمد السادس وبتنسيق مع الإدارة الأميركية الحالية، كما أن هذه العلاقات تبقى قديمة وتطورت عبر العصور، وتزامنت حتى مع التحديات.

وأضاف بوريطة قائلا:”هذه العلاقة قائمة على ثوابت التاريخ المشترك وقيم مشتركة ومصالح مشتركة ورؤية منسجمة وقوتها تكمن في توفرها على آليات غير مسبوقة”.

واوضح بوريطة بأن هذه الآليات تكمن في اتفاق التبادل الحر والحوار الاستراتيجي واستفادة المغرب من تحدي الألفية، وإعلان المغرب كشريك استراتيجي خارج حلف الناتو، إلى جانب العديد من التبادلات التجارية والثقافية.

وحسب بوريطة، فإن علاقة المغرب بالولايات المتحدة تقوم على أربعة عناصر أساسية.

العنصر الأول، سياسي ودبلوماسي، من خلال الحوار الاستراتيجي وتنسيق المواقف، ذلك أن المغرب والولايات المتحدة لها مواقف متقاربة جدا في عدد من الملفات الدولية.

أما العنصر الثاتي، فهو أمني وعسكري، بفضل التعاون الأمني في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتنسيق بين المصالح المغربية والأميركية، كما أن المغرب كان دائما قطب استقرار في منطقة شمال إفريقيا ودول الساحل، بالإضافة إلى التعاون العسكري.

التئام اللجنة العسكرية المشتركة الاسبوع المقبل

وأشار بوريطة إلى أن اللجنة الاستثنائية العسكرية المشتركة ستجتمع الأسبوع المقبل لتنزيل الاتفاق الموقع في أكتوبر الماضي بين المغرب والولايات المتحدة.

وبخصوص العنصر الثالث، قال بوريطة إنه اقتصادي مشيرا إلى أن حجم المبادلات التجارية بلغ 5 مليار دولار، كما أن هذا التبادل التجاري سيتطور بشكل أكبر.

أما بالنسبة للمكون الإنساني فتجتمع فهي، حسب بوريطة، عناصر مرتبطة بالتكوين عبر مدارس أميركية واتفاقيات التبادل الثقافي ومنح دراسة للمغاربة في الولايات المتحدة، وهو ما خلق نوعا من التفاهم على المستوى الإنساني.

وكان شينكر قد حل بعد عصر أم بالداخلة عشية وعقد صباح اليوم لقاء مع والي جهة الداخلة وادي الذهب وعدد من المسؤولين بالجهة.

وزار شينكر رفقة الوزير بوريطة والسفير الأميركي بالرباط، ديفيد فيشر، البناية التي ستحتضن القنصلية العامة للولايات المتحدة بالداخلة، علما أن مسطرة تعيين المشرف عن هذا المقر انطلقت، في انتظار قرار واشنطن النهائي بخصوص مقر القنصلية.

وكان مبرمجا الإعلان عن انطلاق مشاريع اقتصادية عبر المؤسسة الأميركية لتمويل التنمية وإطلاق فرع مبادرة”رفاهية إفريقيا” بالداخلة، إلا أن رئيس المؤسسة آدم بوهلر، تعذر عليه الحضور إلى الداخلة بسبب مشكل تقني في طائرته الخاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى