“صحراء ميديا المغرب” تنشر القصة الكاملة لتأخر انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا

ترقب شعبي للقاح..ووزير الصحة يعيش ضغطا غير مسبوق

كريم السعدي

لا حديث هذه الأيام في المغرب إلا عن اللقاح المرتقب ضد فيروس كورونا، والذي أصبح التواصل بشأنه عملة نادرة، في زمن نعيش فيه جائحة قضت على الأخضر واليابس في حياة المغاربة، الذين أصبحوا في وضعية متعبة بسبب التدابير المطبقة، والتضييق الاقتصادي على أنشطة تجارية سجلت أسوء رقم معاملاتها.

هذا التلقيح”المنتظر” والقادم من شركتي سينوفارم واسترازنيكا، لم يصل بعد، في وقت سربت فيه معطيات بخصوص وصول شحنة مليون جرعة من لقاح”أسترازينيكا” إلى المغرب السبت الماضي، لكن الرحلة المرتقبة والقادمة من الهند أخلفت الموعد، لتعود حليمة إلى عادتها القديمة، بين الترقب والانتظار، والعيش وسط أمل نهاية الوباء بعملية تطعيم تستهدف 80 في المائة من الشعب المغربي في ظرف ثلاثة اشهر، بواسطة 66 مليون جرعة.

كل شيء انطلق بتوقيع مذكرة تفاهم بمقر وزارة الخارجية المغربية، بحضور وزير الخارجية، ناصر بوريطة، وزميله في الحكومة المكلف الصحة، خالد آيت الطالب.

هذه المذكرة وقعت مع شركة سينوفارم الصينية، ثم جرى لقاء مماثل بحضور الوزيرين، لكن هذه المرة بمقر وزارة الاقتصاد والمالية، وجرى التوقيع على مذكرة مع شركة أسترازينيكا، قبل أن يعلن رسميا أن المغرب سيطلق حملة وطنية للتلقيح في أعقاب جلسة عمل ترأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وفي التاسع من نوفمبر الماضي، أعلن بيان للديوان الملكي أن الملك محمد السادس وجه من أجل إطلاق عملية مكثفة للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19 في الأسابيع المقبلة، وذلك بناء على الرأي الصادر عن اللجنة الوطنية العلمية ذات الصلة، والذي يشير إلى أن حملة التلقيح تشكل ردا حقيقيا من أجل وضع حد للمرحلة الحادة من الجائحة.

هذا الإعلان، شكل بداية لمرحلة جديدة في مواجهة هذا الوباء، غير أن أحداثا متسارعة أثرت بشكل كبير على هذه المرحلة، حيث أن المغرب، وحسب مصدر جيد الاطلاع، لم يؤد مقابل الجرعات للصين، مما دفع هذه الأخيرة إلى بيع حصة المغرب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي دفعت مبالغ مالية أكبر من تلك التي كان ينوي المغرب دفعها لاستيراد اللقاح.

هذه العقبة والتي كانت الأولى من نوعها أمام المغرب، دفعت الوزير آيت الطالب، الذي أصبح يشرف على هذه العملية، في ظل صراعات خفية، يقول نفس المصدر، مع وزيرين فاعلين في الحكومة، إلى الاتصال بالهند، لشراء جرعات اقتنتها الهند من سينوفارم، ناهيك عن حصة جرعات لقاح”أسترازينيكا” والذي صنع كذلك بالهند.

هذه العملية، دفع المغرب مقابلها”شيكا” باسم المملكة المغربية، ويحمل توقيع مدير الميزانية بوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، قبل أسبوعين، وذلك تزامنا مع إصدار وزير الصحة لقرار يقضي بالترخيص للقاح”أسترازينيكا”، في الوقت الذي ما زال لقاح”سينوفارم” ينتظر دوره من أجل الترخيص، علما أن وثائق لقاح سينوفارم توصلت بها مديرية الأدوية بوزارة الصحة قبل وثائق لقاح”أسترازينيكا”.

وحتى كتابة هذه السطور، لا أحد يعرف تاريخ وتوقيت وصول شحنة اللقاح المرتقب، بل إن مصدرا مطلعا قال إنه حتى وزير الصحة يجهل ذلك.

ويتوقع وصول مليون جرعة من لقاح”أسترازينيكا” إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، وهي ليست الشحنة الأولى، حيث تلقى المغرب وفي سرية تامة، شحنة تضم 5000 جرعة، اعتبرها مصدر مطلع”طلب خاص” لتلقيح بعض الشخصيات النافذة في هرم السلطة، كما هو الحال لبعض الوزراء المكلفين حقائب سيادية، غير أن آيت الطالب، ينفي هذا المعطى، لأسباب لا تزال مجهولة.

تبقى الخلاصة هي أن تأخر وصول اللقاح يعود لسوء تدبير الملف من طرف الحكومة، والتي تأخرت في الوهلة الأولى عن دفع مقابل الجرعات، لتدخل في متاهة لم تنته حتى اليوم، والأصعب من ذلك أن الوزير آيت الطالب يعيش ضغطا رهيبا غير مسبوق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى