المغرب يندد بمناورات جنوب إفريقيا بشأن قضية الصحراء
في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة
عبر المغرب عن تنديده بمناورات جنوب إفريقيا بشأن قضية الصحراء المغربية، وذلك في رسالة وجهها عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وكذا رئيس وأعضاء مجلس الأمن.
وتأتي رسالة سفير المغرب عقب المراسلة التي بعث بها السفير الممثل الدائم لجنوب إفريقيا في 29 ديسمبر الماضي، إلى غوتيريش، ينقل إليه ما أسماه “قرارات الدورة الاستثنائية الرابعة عشرة لقمة الاتحاد الإفريقي، بشأن موضوع إسكات البنادق، بينها قرار بشأن قضية الصحراء المغربية”.
وذكر هلال أن مراسلة جنوب إفريقيا تشير بشكل مضلل إلى أن القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي حول “إسكات البنادق” كانت مخصصة حصريا لقضية الصحراء المغربية، لافتا إلى أن الحقيقة هي مختلفة تماما، وأن مقاربة جنوب إفريقيا في إفراد (القمة) لقضية الصحراء المغربية تكشف عن محاولة مزدوجة، على المستويين الإجرائي والموضوعي، لتضليل الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وقال الدبلوماسي المغربي إن قرار وإعلان القمة الاستثنائية الرابعة عشرة للاتحاد الإفريقي بشأن “إسكات البنادق” يتكون من 57 فقرة، غير أن قضية الصحراء المغربية لم يتم تناولها سوى في فقرة واحدة، مضيفا أن لغة الفقرة بشأن قضية الصحراء المغربية هي ذات طابع توضيحي، وليست عملية بأي حال من الأحوال.
وأفاد السفير هلال بتجاهل جنوب إفريقيا، على المستوى الموضوعي، عن قصد التهديدات والنزاعات التي تعرقل التنمية في القارة الإفريقية، والسياسات الجريئة والتقدم الاقتصادي الهيكلي، مثل منطقة التبادل – الحر القارية الإفريقية، والتي نوقشت خلال القمة الاستثنائية وأدرجت في قرارها وإعلانها.
وذكر سفير المغرب أن هدف جنوب إفريقيا غير المعلن هو توجيه انتباه الأمين العام ومجلس الأمن حول قضية واحدة من بين 40 موضوعا تمت مناقشته خلال هذه القمة، وذلك على حساب الانشغالات الكبرى للقارة، وتوقعاتها وآمالها.
وأعرب الدبلوماسي المغربي عن أسف المغرب العميق لكون جنوب إفريقيا، التي تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن، وقت بعث رسالتها، ابتعدت عن الحياد الذي تفرضه عليها مهامها، بتخصيص قضية الصحراء المغربية، والتضحية بالتحديات المشتركة لإفريقيا، فضلا عن استخدامها للاتحاد الإفريقي كأداة لتحريف قراراته وتصريحاته، خدمة لأجندتها الإيديولوجية والسياسية، والتي تتعارض بشكل صارخ مع الحقائق التاريخية والسياسية والقانونية لمغربية الصحراء.
وأوضح هلال أن الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي لا تشارك بتاتا جنوب إفريقيا في موقفها بشأن قضية الصحراء المغربية، وهو موقف مخالف تماما لقرارات مجلس الأمن المتعاقبة.
وأكد السفير المغربي على تشبث بلاده بالعملية الحصرية للأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى حل سياسي، وواقعي، وبراغماتي، ودائم ومتوافق بشأنه لقضية الصحراء المغربية، وفقا لقرارات مجلس الأمن، التي كرست سمو وجدية ومصداقية المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تظل الحل الوحيد لهذا النزاع الإقليمي، في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية.