وهبي:”الاتحاد الاشتراكي” تنين يئن..والديمقراطية المغربية لا تقبل”الاسترزاق” و”المحاباة المجانية”

قال إن"الأصالة والمعاصرة" لن يكون تجار مشاكل المجتمع بخطاب شعبوي يتلذذ بكسل المعارضة

هاجم عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وذلك ردا على تصريح كاتبه الأول أخيرا، بشأن هيمنة الأغلبية الحكومية على عدد من المؤسسات، معتبرا أن الأحزاب المشكلة لها لا تهيمن بل تمثل تحالفا ضمن شرعية منحتها لها نتائج الانتخابات الأخيرة.

وقال وهبي، في الجلسة الافتتاحية للدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب، اليوم السبت، بمراكش،:”قيادة الحزب كان عليها صون أمجاده وتاريخه عوض جعله تنينا يئن، مضيفا:”الديمقراطية المغربية لم تعد تقبل أساليب سياسوية للاسترزاق والمحاباة المجانية ولأن الحكومة ليست ناد للأصدقاء بل أداة بمصداقية شعبية، فقد خابت انتظارات من كانوا يراهنون على مستقبل حزبنا كمؤشر على إفلاس الاختيارات بالمغرب، علما أن نجاحنا يتمثل في حزب قوي والدخول لحكومة في برنامج اقتصادي واعد هو نجاح للديمقراطية المغربية بتجربة جيل جديد من بناة الوطن”.

وأفاد وهبي بخوض حزبه، منذ المؤتمر الرابع، لمعارك سياسية ومناقشات إيديولوجية عززت مواقعه داخل المجتمع والمؤسسات وكان قوة للصف الحداثي في الساحة السياسية والثقافية باحترام حقوق الإنسان والمساواة وربح احترام الرأي العام الوطني لمناضليه، مما مكنه من اكتساب قاعدة جماهيرية من المحبين والمتعاطفين في أوساط الشباب والنساء والمثقفين ورجال الأعمال وكل أنصار الحداثة والديمقراطية.

وزاد وهبي مبينا:”الأنظار تتابعنا منقسمة بين نظرية الفشل والانبعاث، واليوم نحن أمام وحدة الحزب الوطنية ومكانته الوطنية المرموقة ودوره الديمقراطي الفعال، و لن نعير الاعتبار لمن كانوا يراهنون أن تتحول خلافاتنا ونقاشاتنا لانشقاق تنظيمي بل اندثار بالكامل للفكرة “البامية”، لأن الرهان على الحزب في الحياة السياسية وإفقار الديمقراطية في بلادنا نعتبره بؤسا حقيقيا وهشاشة في الثقافة الحديثة لا يستحقان الانتباه”.

واعتبر القيادي الحزبي أن اجتماع اليوم تأكيد لقيم”الأصالة والمعاصرة” التي تؤمن أن الاختلافات الجدية تبني التماسك والتعددية وتعبر عن الواقع وتصب في الوحدة وحرية الموقف مسؤولية أمام المجتمع والتاريخ.

وأضاف وهبي:”اجتماعنا اليوم يجسد الإرادة في بناء تنظيم سياسي لكل الديمقراطيين، فالجهد السياسي والتنظيمي الذي بذلناه تمثل أساسا في إعطاء نفس جديد في الفكرة المؤسسة لحزبنا والتي تشكل نبراسا لنضالاتنا على كافة المستويات وتدشين اختيار سياسي نقدي يقوم على الانطلاق لخصوصيتنا كأمة تندرج في إطار النموذج الديمقراطي، وهو ما يفسر قدرتنا على استقطاب المغاربة بمختلف طموحاتهم. حزبنا اليوم يعد عنصرا أساسيا في المعادلة السياسية والديمقراطية ويتمتع بحضور وازن لدى الحلفاء والخصوم على حد سواء، بفضل مناضلينا الذين منحهم شعبهم الثقة لتحمل المسؤولية ليكونوا على موعد مع النزاهة والفعالية التي تأتي بإصغائهم للمشاكل الحقيقية للمواطنين”.

وسجل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن الحزب حقق النجاح في عملية تحول تنظيمي يحافظ على التأسيس دون السقوط في تشتت و انشقاق، ليمثل صوت الحقيقة والحقوق كما يطالب بها المواطنون ويحقق التزاماتهم داخل المؤسسات المحلية والجهوية، واليوم يعقد العزم على رعاية المواطن المغربي في مختلف القطاعات التي يتحمل فيها مسؤولية القرار داخل الحكومة، لافتا إلى أن المرتبة المحترمة التي منحها الناخب لحزبه كانت ثمرة كل المسار النضالي لجميع الباميين ولم تكن هبة من أحد.

وذكر وهبي بعمل الحزب على تشييد عصري له كل المقومات، بانطلاق من إدارة الحزب ومدها بكل الإمكانيات البشرية والمالية اللازمة لتكون في مستوى مشروعه التحديثي، و بانخراط موظفيه في الضمان الاجتماعي، وتسوية وضعيتهم الإدارية والعمل على إدارة عصرية في الأقاليم والجهات إيمانا منه أن قوته تنبني على نجاحه على المستوى المحلي والإقليمي لتحقيق تواصل دائم بين قيادته ومختلف فروعه.

واعتبر وهبي أن إكراهات حالة الطوارئ الصحية لم تمنع الحزب من العمل بأسلوب تشاركي وتطوير المناضلين لأدائهم السياسي وخلق التشاور لاتخاذ القرارات الضرورية وتطبيق البرامج المتفق عليها من طرف المكتب السياسي.

وقال وهبي:”أهم إنجاز حققنا به القطيعة البناءة هو الخطاب الجديد الذي تبنيناه، فهو خطاب سياسي ديمقراطي مكننا من إعادة تشكيل مواقفنا وكل الخريطة السياسية لبلادنا لأننا جئنا بمرجعية ديمقراطية دون افتعال قضايا لا صلة لها بمشروعنا التحديثي الديمقراطي، وبهذا صار لحزبنا مكانة ضمن الأحزاب الديمقراطية سواء الحليفة أو الخصم لنا في الصراع السياسي والمؤسساتي، كما أننا لم نعد نتخذ مواقف وفق الأحكام المسبقة بل أصبحنا نحتكم لخصوصية الفاعلين في الحياة السياسية المغربية ومدى التزامهم بقوانيننا الوطنية ومدى قربهم أو بعدهم من مشروعنا السياسي الرامي لخدمة التقدم في بلادنا، خاصة أننا لسنا مبرمجين لمعاداة جهة دون أخرى لفائدة جهة معينة أو لمحاباة جهة لخدمة مشروع جهات أخرى، نحن جئنا للتعبير عن جيل جديد من الديمقراطيين منشغلين بتاريخنا الوطني ومصلحة وطننا بقيادة الملك محمد السادس”.

وذكر وهبي أن الحزب لا يشتغل عند أحد أو لفائدة أحد بل لفائدة ضميره ومناضليه، فمنذ اللحظات الأولى للانطلاقة الجديدة التي دشنها المؤتمر الرابع، عمل على تأسيس منبر إعلامي ناطق باسم الحزب “تراكتور” باللغة العربية والفرنسية ليشكل منصة لمواقف الحزب الخاصة، ويعبر عن العديد من أفكاره.

وسجل القيادي الحزبي أن النموذج التنموي حامل لعدد من أفكار حزب الأصالة والمعاصرة ومقترحاته، وهو ما أشار إليه من خلال إصدار عدد من المنشورات عبر فيها عن بدائل إزاء قضايا تهم البلاد سواء إثر الجائحة أو مرحلة ما بعدها وسبل الخروج من أزمتها.

وقال وهبي:”حزبنا قوة ديمقراطية صاعدة بهوية متميزة وإضافة جديدة للحياة السياسية المغربية، عملنا على صياغة مرجعية فكرية تشكل الأرضية الإيديولوجية لمختلف المواقف، كما أصبح للحزب فهم خاص لتاريخية مجتمعنا وقراءة لتناقضات الديمقراطية المغربية التي ندافع عنها بمرجعية فكرية سياسية واضحة، فهو لأول مرة يعبر عن تصوره من قضايا التاريخ والمجتمع وصار لزاما على كل من يخاطبنا أن يقرأ أدبياتنا إذا كان مخاطبا جادا”.

وزاد وهبي:”الحزب له مكانة تاريخية غير مسبوقة ودخوله للحكومة تم بوزن سياسي ثقيل ومكانة محترمة، إلى جانب أنه لم تعد تسوده فئات اجتماعية متجاورة مفصولة بل صار وحدة ديناميكية اقتصادية وثقافية لتنمية المجتمع والخروج من حالة التأخر التاريخي التي فرضت على بلادنا من خلال الاستعمار، وشكلت الانتخابات فرصة لنؤكد نهج القطيعة وتصحيح المسار فانفتحنا غلى المجتمع لاستقطاب مرشحين بقيم النزاهة وكانت النتيجة أننا قدمنا تشكيلة متنوعة من الكفاءات، فالمرتبة الثانية لم تكن صدفة بل نتيجة مسار من التحديات وقهر الصعاب بعد سنوات من المعارضة البناءة والحضور العقلاني، لنوجد اليوم في حكومة أمامها مهام إنجاز نقلة نوعية في الاقتصاد المغربي، قبولنا العمل داخلها جاء بقرار من الناخب المغربي، الذي دفع بأفكارنا إلى سدة القرار الحكومي”.

وأشار وهبي إلى أن حزبه لا يريد أن يكون تجار مشاكل المجتمع المغربي ويكتفي فقط بتشخيصها في خطاب شعبوي يتلذذ في كسل المعارضة بل يسجل حضوره كقوة اقتراحية تقدم البدائل، وتترجم أهدافها اليوم لواقع يخدم المواطن، وليس بتبني خطاب بكائي تشاؤمي يسترزق بهموم المواطنين ويركن في أقبية المعارضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى