“إيسيسكو” تطلق عام المرأة 2021

المالك: نسعى لتحويل محنة كورونا إلى منحة

أعلنت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عن تخصيص عام 2021 للاحتفاء بالمرأة وقضاياها، تحت شعار”المرأة والمستقبل”، بتنظيم عدد من البرامج والأنشطة، برعاية الملك محمد السادس.

وقال سالم بن محمد المالك، المدير العام للمنظمة، اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحفي، إن هذه المبادرة تأتي تعزيزا للدور الريادي للمرأة خلال السنة الماضية، التي تعرض فيها العالم لأزمة غير مسبوقة بسبب فيروس كورونا المستجد خلفت آثار قاسية عليها.

وأشاد المالك بدور المرأة تزامنا مع تفشي الجائحة، عن طريق عملها في قطاعات حيوية كالصحة والتعليم.

وقال المالك:” خطة المنظمة تروم بناء منظومة مبتكرة للعالم الإسلامي عن طريق تمكين النساء والشباب والأطفال من حقوقهم، لذلك ارتأينا أن تكون الانطلاقة الرسمية لعام المرأة يوم 11 مارس المقبل تزامنا مع الاحتفال بيومها العالمي”.

وأشار المالك إلى أن محاور هذا الحدث ترتكز على أربعة جوانب، تهم تنظيم المؤتمرات والندوات والبرامج والجوائز والدراسات والمبادرات، بعقد 20 مؤتمرا شهريا تؤطره قيادات نسائية، تتناول مواضيع عديدة، منها تكنولوجيا المستقبل والتحولات الحضارية الكبرى وتعزيز حضور القيادات النسائية في المحافل الدولية ومحو الأمية.

وبشأن البرامج المعتمدة، أفاد المدير العام للمنظمة بتقسيمها لفئتين، داخلية تركز على تكافؤ الفرص، حيث تطمح”إيسيسكو” لبلوغ نسبة  50 في المائة من النساء في المناصب التي توفرها نهاية هذا العام، مع صنع قيادات تتولى مناصب عليا في بلدانها ومنظمات دولية، والزيادة في إجازة الأمومة للمرأة من 10 إلى 14 أسبوعا مع تخصيص حاضنة للأطفال الرضع وتهيئة مكان للرضاعة، وكذا استقطاب كفاءات عالية المستوى للرفع من كفاءة المرأة.

وزاد مبينا:”سننشئ إدارة خاصة للمرأة تهدف إلى تدريب أكبر عدد من الفتيات في مجال التكنولوجيا، علما أننا نتوفر على أكثر من 30 متدربة ومتدرب، وأملنا أن يفوق عدد المتدربين عدد موظفي المنظمة لهذا العام، فضلا عن تكريم المرأة من خلال برنامج الموظفة المثالية”.

وعلى المستوى الخارجي، تسعى المنظمة لدعم برامج المرأة بتخصيص ميزانية لدعم رائدات الأعمال المبتدئات وإنشاء شبكات نسائية مختصة كشبكة للشاعرات والصالونات الأدبية وطباعة الأعمال النسائية المتميزة ومنح 100 منحة دراسية للموهوبات، إلى جانب برامج لحماية المرأة من العنف ومقاومة الهدر المدرسي وتقليص الأمية بتوزيع مابين 25 إلى 50 ألف جهاز حاسوب في أفق الوصول إلى مليون حاسوب موزعة على العالم الإسلامي بالتعاون مع الشركات الكبرى.

وبشأن الميزانية المعتمدة لفعاليات عام المرأة 2021، أفاد المالك بتخصيص ميزانية لبرامج تنظمها إيسيسكو، مع تسجيل دعم آخر تقدمه منظمات دولية وإقليمية ودول مانحة.

وحول الموارد البشرية والوسائل التقنية الموظفة لإنجاح هذه الفعاليات، قال المالك:”إيسيسكو بطاقمها الحالي قادرة على القيام بغالبية هذه البرامج باستعانة عدد كبير من الخبراء واللجان الوطنية في 54 دولة عضوا مما سيساعدها في القيام ببعض البرامج والأنشطة. ونعمل على أكثر من 1000 فيديو قصير مسجل من قبل رؤساء دول وعالمات ومثقفات وأمهات يتحدثن عن كيفية مساعدة النساء وتمكينهن في ظروف الوباء في مدة زمنية تتراوح من دقيقة إلى خمس دقائق”.

واعتبر المدير العام لمنظمة”إيسيسكو” أن المرأة كان لها النصيب الأكبر من الآثار والتحديات التي طرحتها كورونا، وهو ما دفع المنظمة للاشتغال في هذا السياق لتحويل هذه المحنة إلى منحة، بدعمها ماديا في التمكين الاقتصادي وتطوير الحس المقاولاتي، وذلك اعتمادا على اللجان الوطنية التي يرأسها وزراء التعليم والثقافة في الدول الأعضاء لاختيار المستفيدات.

وأوضح المالك أن محاربة الصور النمطية للمرأة المسلمة في دول المهجر تستوجب استعراض جوانب من الهوية الإسلامية والحضور المكثف في الملتقيات والمنظمات الدولية لتبديد أي لبس حاصل من طرف الآخر.

وقال المالك:”2021 سيكون عام خير للمرأة، هي إذن إشارة لتعزيز مكانة المرأة، ودعوة موجهة للدول الأعضاء في المنظمة والمؤسسات والمنظمات الدولية لبذل جهود مكثفة لتنفيذ الاتفاقيات الدولية بشأن تطوير وضعية النساء، هدفنا ليس فقط التدريب وعقد مؤتمرات، بل نطمح أن تترك المنظمة أثرا كبيرا في هذا الشأن”.

من جانبه، ذكر عبد الإله بن عرفة، المستشار الثقافي للمدير العام للمنظمة، إن الرعاية الملكية الاستثنائية لهذا الحدث تعد أول رعاية من نوعها لعام كامل.

وقال بن عرفة:” الملك محمد السادس لا يعتبر أن تكريم المرأة محطة مناسباتية كما تدأب على ذلك الأعياد، بل رهان ورسالة استراتيجية وبرنامج عمل، لطالما كانت المرأة في الصفوف الأمامية لمواجهة الأزمة الوبائية في الصحة والتعليم، و نريد لها أن تكون القاطرة التي تقودنا نحو التنمية في عام التعافي والأفق المستقبلي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى