إعلامي موريتاني يكشف تفاصيل مناورات “البوليساريو” للتأثير على موقف نواكشوط من قضية الصحراء
صحراء ميديا المغرب
كشف الإعلامي الموريتاني، سيدي الرشيد، عن تفاصيل المناورات التي تخوضها جبهة البوليساريو الانفصالية للتأثير على موقف موريتانيا بشأن قضية الصحراء المغربية، والعمل على إحداث شرخ بين البلدين اللذين يشهدان علاقات ثنائية متطورة.
وقال الرشيد في مقال له، نشره موقع”الحياد” الموريتاني”، تحت عنوان”فتنة الجبهة والشاعر والمحامي والرئيس السابق”، إن جبهة البوليساريو تخوض حربا دعاية إعلامية مكثفة، تسعى من خلالها إلى جر موريتانيا نحو صراع إقليمي، وذلك منذ خسارتها لرهان إغلاق معبر الكركرات الحدودي، مشيرا إلى موقف بلاده المتسم بالحياد الإيجابي، والابتعاد عن تأجيج الصراع، وهو ما أكده الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
وذكر المقال أن موريتانيا واعية بصعوبات الوضع الإقليمي، مشيرا إلى أن جر المنطقة إلى صراع مسلح ليس من مصلحة أي طرف، خاصة أن موريتانيا تقود عربة مجموعة دول الساحل الخمس، وتدرك التحدي الأمني في شبه المنطقة، وهو ما عبرت عنه الدبلوماسية الموريتانية، من خلال رفضها لإقحامها في أي فتنة وتشبثها بعلاقات أخوية مع كل من المغرب والجزائر، ورسم ملامح دبلوماسيتها وفق ما تمليه مصلحتها الخاصة، وليس حسب أهواء أي جهة خارجية مهما كانت، وهو ما لم تتفهمه الجبهة الانفصالية لتستمر في محاولاتها للتأثير على الموقف الموريتاني من ملف الصحراء، مستخدمة خلاياها النائمة من شعراء ومدونين ومتعاطفين.
وأفاد المقال ذاته بظهور كتابات بأسماء موريتانية تسيء إلى المغرب، بهدف إحداث الشرخ بين البلدين، ودفع موريتانيا إلى التورط في صراع وهمي وحرب دعائية، لتبرز لاحقا أسماء معروفة بسوابقها، مثل الشاعر عبد الله ولد بونا، الذي حولته الصحف الموالية لجبهة البوليساريو من شاعر متوسط المستوى إلى «باحث استراتيجي»، وهو الذي لم يرتد أي جامعة، ولم يقدم أي بحث، ولا خبرة لديه تمكنه من فهم المعادلات الجيوسياسية في أي منطقة من العالم، وإنما عُرف في موريتانيا باستغلال الشعر للخوض في أعراض الناس، وابتزاز السياسيين ورجال الأعمال، مقابل مكاسب مادية آنية.
وأشار المصدر ذاته إلى اختطاف ولد بونا من طرف الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، ووضعه في أحد معتقلاته السرية بنواكشوط، ليخرج بعد أيام يمدحه بقصائد قبل أن يعرج على تناول نواكشوط والرباط، خدمة لمصالح البوليساريو وسعيا نحو إشعال الفتنة في المنطقة، وذلك حينما اقترب عرض ملف الفساد على القضاء الموريتاني.
وتساءل كاتب المقال عن السبب وراء محاولات الزج بموريتانيا في هذا الصراع، وإفساد علاقاتها بجيرانها، علما أن هذا الأمر يتكرر كثيرًا كلما حدث أي تطور في ملف فساد العشرية الأخيرة.
وزاد الرشيد مبينا:”وجه آخر من وجوه الحرب التي تخوضها البوليساريو للتأثير على الموقف الموريتاني من قضية الصحراء، هو المحامي تقي الله ولد أيده، ذلك المحامي الذي يقدم نفسه على أنه موريتاني، والذي برز اسمه أول مرة للرأي العام المحلي كعضو في لجنة الدفاع عن الرئيس السابق، وهو العائد قبل سنوات من كندا التي يحمل جنسيتها، بعد أن وصل إليها قبل عقود شابا نشطا في صفوف جبهة البوليساريو، وأحد مقاتليها المخلصين”.
وأشار كاتب المقال إلى استفادة ولد أيده من الحق في ازدواجية الجنسية خلال حكم الرئيس السابق، ليظهر معه في العديد من الصور في بيته بنواكشوط، حين كان ولد عبد العزيز يرفض المثول أمام لجنة التحقيق البرلمانية، ليقوم ولد أيده بتوظيف صفحته على “فيسبوك” للدفاع عن ولد عبد العزيز، والهجوم على العدالة والبرلمان الموريتانيين، والدفاع عن جبهة البوليساريو الانفصالية، فضلا عن محاولة التأثير على الموقف الموريتاني من قضية الصحراء، وذلك من خلال إشعال فتيل الخلاف الوهمي بين نواكشوط والرباط، وفاء منه للقادة الانفصاليين الذين أشرفوا في سبعينيات القرن الماضي على تدريبه عسكريا وفكريا، ثم تجنيده في سن صغيرة.
وتناول الرشيد نشر صحيفة جزائرية تحمل اسم (Algérie Patriotique) لتصريحات”خطيرة” نسبتها إلى مسؤول موريتاني “وهمي”، في إطار الأجندة الدعائية الرامية للإضرار بالعلاقات بين البلدين، مفادها أن الموريتانيين لا يرحبون بزيارة الملك محمد السادس لبلدهم، متجاهلة أن قائدي البلدين وافقا على تبادل دعوات الزيارة، التي يتم التنسيق لها عبر القنوات الدبلوماسية، إضافة إلى أن العاهل المغربي كان أول زعيم في العالم يهنئ الغزواني بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، وكذا أول من هنأ الموريتانيين بمناسبة تحقيق التناوب الديمقراطي على السلطة، ذلك أن العلاقات بين البلدين قائمة على أساس الأخوة وحسن الجوار.