رياح”الصراعات الداخلية” تعصف ب “العدالة والتنمية”

أفتاتي: استقالة الأزمي لن تؤثر على الحزب

يعيش حزب العدالة والتنمية على وقع صراعات داخلية متصاعدة، برزت بشكل كبير، عقب استتئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وتوقيع الاتفاق الثلاثي المغربي- الأميركي- الإسرائيلي، فضلا عن طرح مشروع تقنين القنب الهندي على طاولة المجلس الحكومي أخيرا، والذي طالما رفضه الأمين العام السابق للحزب عبد الإله ابن كيران.

في غضون ذلك، أعاد ابن كيران، نشر فيديو سابق له، ينتقد من خلاله الداعين إلى تقنين القنب الهندي المعروف محليا ب”الكيف”، معتبرا أن تنمية الأقاليم الشمالية لا يمكن أن تتم من خلال”شرعنة المخدرات”.

وحذر ابن كيران من تنامي معدلات الجريمة بسبب المخدرات في البلاد.

وقال ابن كيران إن تقنين القنب الهندي يعد شرعنة للمخدرات ودمارا للأمة بكاملها، وخطرا يؤجج الفكر الانفصالي، داعيا الحزب والجمعيات إلى دراسة الأمر ومقاربته.

وتعمقت الصراعات الداخلية داخل الحزب، مباشرة بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، حيث عد عدد من أعضائه الأمر نزوحا عن مبادئ الحزب بشأن موقفه من إسرائيل والقضية الفلسطينية، قبل أن يتدخل رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ليعلن أن القرار يهم مصلحة البلاد العليا التي لا ينبغي الاختلاف حولها، فيما دافع ابن كيران في بث له، ب”فيسبوك” عن العثماني، في ظل تكرار دعوات تقديمه الاستقالة من الحكومة.

وقال ابن كيران إن قرار استئناف العلاقات المغربية-الإسرائيلية لم يتخذه حزب العدالة والتنمية، معتبرا أن تغيير موقف الحزب بشأن الكيان الإسرائيلي مرتبط بطريقة تدبير هذا الأخير للقضية الفلسطينية ونهجه مع الفلسطينيين.

وأثار تصريح سابق في هذا الشأن لمحمد أمكراز، وزير الشغل والإدماج المهني، جدلا كبيرا، في مواقع التواصل الاجتماعي، وصل حد المطالبة بإقالته من منصبه، وذلك عقب رفضه لقرار المملكة استئناف علاقاتها مع إسرائيل، أثناء استضافته في قناة إيرانية.

وعمقت استقالة كل  من وزير مصطفى الرميد، الوزير المكلف حقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان وكذا ادريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني للحزب، من”الشرخ” الحاصل، علما أن الأزمي طالب في استقالته بمراجعة مبادئ الحزب قبل فوات الأوان.

في سياق متصل، قال عبد العزيز أفتاتي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، ل”صحراء ميديا المغرب”، إن استقالة الأزمي لن تؤثر على عمل الحزب، الذي يسمح لأعضائه بممارسة حرياتهم بشكل طبيعي، كحزب حر مبني على التماسك والنزاهة.

وزاد أفتاتي مبينا:”الأزمي اقترح تقديم استقالته ومن حقه القيام بذلك، علما أنه لم يغادر الحزب فهو ما زال يناضل في بنيات الحزب”.

وانتقد أفتاتي دعوات قياديين في حزب العدالة والتنمية لمراجعته قبل فوات الأوان، مستعبدا تأثير ما يحصل حاليا على خول الحزب غمار الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

وقال أفتاتي:”فليقوموا إذن بهذه المراجعة التي يطالبون بها، ما الذي يمنعهم إذن؟ السياسة أمور ملموسة وموضوعية وليس عبارة عن طلاسيم وخزعبلات، إضافة إلى كوننا نمثل حزبا إصلاحيا هدفه معاكسة السلطوية والفساد”.

من جانبه، وصف عمر الشرقاوي، المحلل السياسي، استقالة الرميد ب”المزحة السياسية”، التي لا مفعول لها، ذلك أنه هدد منذ 2011 بأكثر من 8 استقالات تنديدا بأشياء متعددة، معتبرا أنها مفهومة أخلاقيا وواقعيا بالنظر للأوضاع الصحية، فيما اعتبر استقالة الأزمي بمثابة هروب من المساءلة قبل ساعات من نهاية ولايته.

وقال الشرقاوي، في تدوينة ب”فيسبوك”:”من الطبيعي أن يعيش بيت العدالة والتنمية رجة قوية وحالة من التيه سيكون لها ما بعدها، وذلك بسبب جمعه لتناقضات عديدة، بعيدا عن خطاب المظلومية واستراتيجية الهروب للأمام وحيل التباكي قبل الانتخابات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى