سليمان العمراني: قلصنا في الماضي مشاركتنا الانتخابية إراديا بطلب من الدولة واليوم لا نرى سببا لذلك
قال ل"صحراء ميديا المغرب" إن الحزب يعيش قلقا وغضبا داخليين وليس انهيارا
كريم السعدي
يعيش حزب العدالة والتنمية، متزعم الائتلاف الحكومي، أزمة غير مسبوقة، بسبب تجميد الأمين العام السابق للحزب، عبد الإله ابن كيران، عضويته احتجاجا على مصادقة مجلس الحكومة على مشروع قانون يتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، وذلك بتزامن مع استقالة رئيس المجلس الوطني للحزب، ادريس الأزمي الإدريسي، إلى جانب عدد من المطبات السياسية من قبيل توقيع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بصفته الحكومية سعيد الدين العثماني، لاتفاق استئناف العلاقات المغربية-الإسرائيلية، فضلا عن تصويت الأغلبية البرلمانية لتعديل المعارضة وهو ما يعد انقساما واضحا في الأغلبية التي يقودها العدالة والتنمية.
“صحراء ميديا المغرب” التقت سليمان العمراني، نائب الأمين العام للحزب، وأحد قياداته، تحدث فيه عن علاقة حزب العدالة والتنمية بالدولة وتأثير القاسم الانتخابي، والأزمة الداخلية للحزب في أفق دورة استثنائية للمجلس الوطني للحزب، تعقد نهاية الأسبوع الجاري، لمناقشة عدد من التطورات واتخاذ المواقف السياسية المرتبطة بهذه التطورات، بالإضافة إلى مناقشة والتصويت على طلب استقالة الأزمي الإدريسي من رئاسة المجلس الوطني.
س: هل يمكن لحزب العدالة والتنمية أن يقلص تغطيته الانتخابية للدوائر باتفاق مع الدولة؟
ج: تاريخيا، الحزب كان دائما يتواصل مع وزارة الداخلية، وقلصنا مشاركتنا الانتخابية بإرادة من الحزب ومؤسساته، في سنة 1992. كنا نستعد لإنشاء حزب التجديد الوطني، غير أن الملك الراحل الحسن الثاني كلف مستشاره، أحمد رضا كديرة، بالاتصال بعبد الإله ابن كيران وأبلغه أن الظروف لا تسمح بإنشاء حزب جديد.
طرقنا باب حزب الاستقلال، كحركة إسلامية، اختلفنا في الرؤى، ودخلنا مع الدكتور عبد الكريم الخطيب قبل أن نشارك في تشريعيات 1997 باسم حزب العدالة والتنمية، وفي سنة 2002، قلصنا مشاركتنا إراديا بتوافق مع الدولة، ومنذ سنة 2007 لم نقلص مشاركتنا في الانتخابات التشريعية.
س: المصطفى الرميد كان قد لمح في اجتماع للأمانة العامة سابقا بضرورة التقليص، هل يمكن اعتبار أن حزب العدالة والتنمية ماض في هذا التوجه خلال انتخابات 2021؟
ج: الحزب قراره مستقل، في تشريعيات 2002 الدولة اجتمعت معنا وكانت لديها معطيات وقلصنا إراديا وحتى حدود الساعة الدولة لم تتكلم معنا في موضوع التقليص، صحيح أن الرميد طرح النقاش، وكان هناك نقاش داخلي ولم نر أي سبب للتقليص لعدد من الاسباب، نحن الحزب الأول في المغرب، نحترم الثوابت، نسير الحكومة لولايتين، وبالتالي لا أفهم لماذا ستطلب منا الدولة تقليص تغطية الدوائر الانتخابية في الاستحقاقات المقبلة.
س: رفضتم القاسم الانتخابي الجديد بشكل كبير، ألهذا الحد يخيف القاسم الانتخابي حزبكم؟
ج: القاسم الانتخابي على أساس المسجلين ليس له أي سند قانوني أو فقهي، بل لا توجد أي تجربة ديمقراطية مقارنة، نحن مع بقاء الأحزاب الوطنية ودخول الأحزاب الصغرى للبرلمان، ولكن ليس بهذه الطريقة، أحد الشعراء يقول”ليس هكذا تورد الإبل يا سعد”، ليس هكذا تدخل الأحزاب إلى البرلمان. القاسم الانتخابي الجديد سيحرمنا من 42 مقعدا، حذف العتبة سيكون له تأثير كذلك، هذه آليات وممكن أن تظهر آليات غدا مثل ما حدث سنة 2016 وكلها بغرض التضييق على الحزب، ولكل حادث حديث.
س: يعيش حزبكم أزمة غير مسبوقة، هل ستؤدي كل هذه التراكمات لانهيار الحزب؟
ج: حزب العدالة والتنمية عاش أزمة كبيرة سنة 2017 أيام”البلوكاج” جميع مؤسسات الحزب كانت لا تشتغل، كان هناك انقسام حقيقي بين مؤيد لولاية ثالثة لعبد الإله ابن كيران ورافض لها، ذهبنا للمؤتمر بانقسام حقيقي.
صحيح ما يقع اليوم له أثر كبير، تجميد عبد الإله ابن كيران لعضويته واستقالة الرجل الثاني في الحزب من منصبه(ادريس الأزمي الإدريسي) ليس حدثا عاديا، ناهيك من القنب الهندي والتطبيع قبله، الحزب توالت عليه مطبات كثيرة خلال الأربعة أشهر الماضية، هناك قلق وغضب داخلي ولكن الحزب قائم ولا ينهار.