بنعبد الله: الانتخابات المقبلة ستشهد نسبة مشاركة هي الأضعف في تاريخ المغرب
عد الأمر نكسة كبيرة
قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن الانتخابات المقبلة ستعرف نسبة مشاركة هي الأضعف في المغرب، مما يمثل انتكاسة كبيرة، يعود سببها إلى أزمة الثقة الحاصلة في الفعل السياسي.
وذكر بنعبد الله، في افتتاح سلسلة لقاءات برنامج”حوارات الجامعة”، الذي نظمته جامعة سيدي محمد بنعبد الله، في فاس، الأربعاء، أن غياب النقاش السياسي لأسباب كثيرة، هو ما دفع حزبي التقدم والاشتراكية والاستقلال للتأسيس لمبادرة قبل سنة وشهرين قبل أن يتم توسيع التنسيق ليشمل حزب الأصالة والمعاصرة.
وقال بنعبد الله:”توجهنا لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني وبعثنا رسالة كل على حدة وقلنا إننا بأمس الحاجة للاجتماع كأحزاب معه، مؤكدين أن الأمر يهم محطة أساسية للمحاسبة وإفراز التصورات والبرامج وطرحها النقاش العمومي، في ظل ما نعيشه من أزمة ثقة ومشكل مصداقية بالنسبة للفاعلين السياسيين والفضاء السياسي العمومي”.
وزاد مبينا:”بعدما استبشرنا خيرا بمبادرات الملك خاصة في بداية هذه الألفية بإعطاء الانطلاقة لعدد من الأوراش الكبرى، منها مسلسل الإصلاح والمصالحة، وتطوير حقوق الإنسان، وتحقيق مكتسبات على مستوى حقوق النساء، والخروج بقانون للأحزاب السياسية، حيث كان هناك غليان وتتبع بداية مصالحة بين المواطنين والشأن السياسي، فوجئنا بظهور معيقات وعدة أخطاء قوضت ثقة المواطنين في العمل السياسي، على 3 مستويات، تهم القول بأن الأحزاب الوطنية غير قادرة على مواكبة هذه الأمور، وهو ما يمثل خطأ كبيرا أثر بشكل سلبي على الساحة السياسية وأدى لنقص كبير في العلاقة بين المواطنين والشأن السياسي”.
وأفاد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن المسؤولية الثانية تعود للأحزاب، التي وافق بعضها على عدم استقلالية قرارها، فيما تشمل المسؤولية الثالثة، إشكالية عدم وجود ديمقراطيين في المجتمع من أجل بناء ديمقراطية حقيقية.
وبشأن عدم تحالف الحزب مع قوى يسارية، أشار بنعبد الله إلى هناك تعثرا بين مكونات فيدرالية اليسار الثلاث والتي تمتلك تصور مبنيا على الانفراد وكأنهم لوحدهم يمثلون اليسار في المغرب.
وانتقد المسؤول السياسي غياب النبرة الإصلاحية لدى الحكومة التي يحكمها الجدل العقيم والشتم والنميمة، وهو ما انتقده الحزب قبل أن يقدم على قرار خروجه منها.
وقال بنعبد الله:”أدينا الثمن على كثير من المواقف لأننا مستقلين ومحافظين على استقلاليتنا، وقرارنا بالخروج من الحكومة كان صائبا”.
وتساءل بنعبد الله عن حضور الحكومة السياسي إبان الجائحة، خاصة أن جميع بلدان العالم جندت وزراءها ومسؤوليها من خلال تأطيرهم للمواطنين وتواصلهم معهم لتناول الإكراهات والإجراءات الاستعجالية.
وأضاف بنعبد الله:”كيف يمكن للناس أن تبني اختيارات في الوقت الذي تغيب فيه القنوات التلفزيونية هذا النقاش كما غيبت الأحزاب السياسية أثناء أزمة كوفيد، وأين نحن من تداول نقاش جاد حول القضايا الحيوية التي تؤرق المواطنين، والتحديات التنموية من سكن وتعليم وصحة ونقل عمومي”.