كمال عقبة..ابن خريبكة الذي خبر أسواق الاتصالات في أفريقيا!

صحراء ميديا المغرب

تنمو القارة الأفريقية بسرعة قياسية، فأصبحت خلال السنوات الأخيرة محط أنظار جميع المستثمرين عبر العالم، وقطاع الاتصالات واحدة من أسرع وأكبر القطاعات نموا، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء، وخلال السنوات العشر الأخيرة، برز اسم شاب مغربي بقوة في هذا القطاع، متقلدا مناصب مهمة..إنه ابن مدينة خريبكة كمال عقبة.

هو المدير العام الحالي لشركة (Airtel Gabon)، يعد واحدا من أبرز خبراء البيئة الرقمية والاتصالات في أفريقيا، بفضل مسؤولياته المتعددة على رأس العديد من مشغلي الاتصالات في القارة السمراء، وهو واحد من الذين يحملون معهم مسارا طويلا في سوق الاتصالات بالمغرب وموريتانيا وتشاد والغابون.

ويعد عقبة، خبيرا رقميا يتمتع بتجربة كبيرة في تسيير شركات الاتصالات في أفريقيا، ما جعله واحدا من خبراء يعدون على أصابع اليد الواحدة المختصين في تحديات وديناميكيات أسواق الاتصالات في أفريقيا، وهي خبرة راكمها عبر مسؤولياته الإدارية المتعددة والمختلفة، وإدراته لمشاريع مهمة في المغرب، وموريتانيا، وتشاد، وأخيرا في الغابون.

عقبة هو ثمرة خالصة للمدرسة العمومية المغربية، فيها درس ومنها تخرج، وكانت بداياته المهنية في شركتي اتصالات المغرب وإنوي.

حصل على شهادة مهندس من المدرسة الوطنية العليا للمعادن في الرباط عام 1994، قبل أن يواصل دراسته في الجامعات الفرنسية ليحصل على ماستر من جامعة نيس صوفيا أنتيبوليس، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من مدرسة(Ponts et Chaussées) بالعاصمة الفرنسية باريس.

عند عودته إلى الوطن، التحق بالمشغل التاريخي شركة اتصالات المغرب سنة 1996 ليكون عضوا في أول فريق تقني سيشرف على تشييد وتطوير البنية التحتية للأنترنت في البلد، خاصة وأن المغرب كان قد ارتبط للتو بالشبكة العالمية.

سنة 2002، تمت ترقيته ليتولى الإدارة العامة لشركة”كازانت”، واحدة من الشركات الرائدة في محتوى وعروض الحلول الإبداعية عبر الأنترنت، استحوذت عليها”اتصالات المغرب” سنة 2000.

بعد تجربته الإدارية الأولى في فرع الأنترنت التابع لشركة اتصالات المغرب بمدينة الدار البيضاء، عاد إلى الإدارة المركزية مديرا جهويا مكلفا الأقاليم الجنوبية.

وفي عام 2011، بدأ التحول الجذري في مساره المهني، حين اختارته”اتصالات المغرب” ليكون مديرا عاما لشركة”موريتل موبايل”، بموريتانيا، وهي الشركة التي كانت جزءا من”اتصالات المغرب” منذ سنة 2001، بنسبة امتلاك تصل إلى 51 في المائة، مقابل 46 في المائة للدولة الموريتانية.

على امتداد خمس سنوات أشرف خبير الاتصالات المغربي على عملية اندماج وتعزيز مساهمة شركة”موريتل موبايل”، في عائدات شركة”اتصالات المغرب”، ليحقق نسبة نمو وصلت إلى 50 في المائة من رقم اعمال”موريتل موبايل” من 2011 حتى 2015.

كانت السوق الموريتانية بداية منعرج مهم في مسيرة كمال عقبة، ففتحت أمامه أبواب أسواق أفريقيا جنوب الصحراء، رغم سنة مليئة من الإنجازات قضاها مع شركة”إينوي”، كان خلالها نائبا لرئيس وحدة الاعمال (B2C)، تجربة قصيرة انتقل بعدها ابن خريبكة ليكون المدير العام لشركة(تيغو تشاد) التي تتبع لمجموعة”ميليكوم”، المجموعة الدولية التي يوجد مقرها في لوكسمبورغ المدرجة في بورصة ستوكهولم وناسداك.

لأكثر من عامين، نجح في حماية أصول الشركة في مناخ أعمال صعب تضربه الأزمة الاقتصادية ومستوى من الضرائب مرتفع للغاية، والأهم أنه في نفس الفترة سيشارك في عملية بيع”تيغو تشاد” لصالح مجموعة”اتصالات المغرب”.

جلوس المساهم المغربي الجديد إلى طاولة”تيغو تشاد” سيدفع كمال عقبة لاكتشاف آفاق جديدة، دوما في القارة الأفريقية، فالتحق بالمجموعة الهندية”بهارتي”، ثالث أكبر مشغل اتصالات في العالم عام 2020.

مغامرته الجديدة كانت إدارة فرع”بهارتي” في الغابون(Airtel Gabon) المختصة في اتصالات المحمول، و(Airtel Money) المختصة في تحويل الأموال عبر الموبايل في الغابون.

بالإضافة إلى التزاماته المهنية في أفريقيا، ظل عقبة ناشطا بارزا في مجال النظام البيئي الرقمي، عبر انحراطه في اتحاد تكنولوجيا المعلومات(Apebi)، والفرع المغربي لجمعية ترويج الأنترنت(MISOC)

شارك بفعالية أيضا في إطلاق(Afrinic) كعضو في مجلس إدارة المنظمة غير الحكومية، وكان في عام 2015 رئيس رابطة مشغلي الاتصالات في غرب أفريقيا (CTOA)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى