لشكر يتهم ابن كيران بتمويل أنشطة للقضاء على”الاتحاد الاشتراكي”

اتهم ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة السابق، بمعاداة”الاتحاد الاشتراكي” والسعي وراء تدميره والقضاء عليه.

وقال لشكر، في لقاء، نظمته مؤسسة الفقيه التطواني، مساء الأربعاء، بعنوان”برامج الأحزاب السياسية، بين الرهان الانتخابي وانتظارات المجتمع”،:” كانت لدينا مشاكل من موقعه كرئيس حكومة، لكونه يأخذ في التصنيف بين من يعجبه وبين من يخالفه ويعتبره خائنا، ابن كيران غذى تناقضات داخلية بتمويل أنشطة معادية للقيادة الشرعية للحزب انطلاقا من صندوق رئاسة الحكومة، باسم مساعدة هذا الشخص أو ذاك أو هذا الفريق أو ذاك”.

وزاد مبينا:”تصور أن يقسم رئيس حكومة معين على ألا يشارك حزب معين في الائتلاف الحكومي، هذا هو الغلو والتجبر الذي كنا نخشى منه، ابن كيران كان يوما ما متعاطفا مع حزبنا ولما اختلف معنا اتسم سلوكه بنوع من الحدة كان الأساس فيها الموقف من اغتيال الشهيد عمر بن جلون، بمشاركته في مظاهرة مساندة لقتلته، وهو ما زاد من التباعد بيننا في وجهات النظر في محطات مختلفة”.

وأفاد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بحاجة البلاد على مدى العقود المقبلة في الاستمرار في تعددية متوازنة لأنها الضامنة للاستقرار وعدم الغلو.

وقال لشكر:”البلوكاج فرضته قواعد اللعبة الديمقراطية وتسييرها، بقينا لشهور ورئيس الحكومة يعتقد أن التعيين لوحده كافيا علما أن الديمقراطيات الغربية تشهد انسحاب الحزب الأول إذا لم يفلح في تشكيل أغلبية حكومية”.

وأشار لشكر إلى تصريحات بعض القادة السياسيين أثناء بداية أزمة كورونا والتي قللت من شأنها وكأنها سحابة صيف، في الوقت الذي نبه فيه إلى ضرورة مواكبة التطورات الحاصلة التي يشهدها المغرب ودول العالم.

وقال لشكر إن ما طرحه وقتها أثار لغطا سياسيا، خاصة حينما تناول خطورة الوضعية القائمة مما يستدعي الحفاظ على الجبهة الداخلية متماسكة مع جعل الأمن الغذائي من الأولويات وضرورة دعم الإنتاج المحلي وإعطاء الأولوية كذلك للصحة والحماية الاجتماعية.

وسجل القيادي الحزبي اعتزازه وفخره بالنموذج المغربي في مواجهة الجائحة، بفضل القرارات الملكية الاستباقية والثقة في المؤسسات ووعي وتضامن الشعب.

وبشأن البرنامج الانتخابي للحزب، استعدادا للاستحقاقات المقبلة، أوضح لشكر أن المجلس الوطني الأخير خرج بأطروحة متكاملة حول المستقبل، كنتاج تراكم فكري وسياسي وعملي تحت عنوان صريح وواضح”من أجل تناوب جديد ذي أفق اجتماعي ديمقراطي”، ببرنامج قائم على هذا التوجه والذي سيحدد طريقة عمله وبرامجه القطاعية والمجالية بتناوب جديد، بناء على نقاشات وعمل داخل الحزب.

وأشار لشكر إلى تقديم مقترحات تهدف لمحاربة العزوف وترسيخ النزاهة والشفافية استعدادا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة تنظيميا.

واعتبر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن برنامج الحزب الانتخابي ينطلق من المرجعية الملكية، التي تهم خطب وتوجهات ومبادرات الملك الهادفة لتطوير الأداء السياسي وتعزيز الحكامة وتحقيق التنمية، فضلا عن المرجعية الاشتراكية باعتباره حزبا ديمقراطيا اجتماعيا، ثم مقررات المؤتمرات الوطنية، وهو ما جعله يعتمد منهجية خاصة في صياغة هذا البرنامج الذي ما زال مفتوحا للنقاش قبل تبنيه، بعيدا عن القطائع، وتأسيسا على التراكم الذي حققته البلاد منذ الاستقلال إلى اليوم.

وكشف لشكر قيامه بتسجيل البرنامج الانتخابي السابق للحملة الانتخابية لدى حقوق المؤلف، بسبب وجود نسخ من طرف أحزاب، موضحا أن حزبه يعد الهيئة السياسية الوحيدة التي يمكن القول أن مرجعيتها الاشتراكية تجد سندها في التحالف التقدمي.

وحول الجدل القائم أخيرا بشأن اعتماد القاسم الانتخابي على أساس عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية، قال لشكر:”الجزم بإحداث بلوكاج قبل الانتخابات تأويل غير سليم للوقائع، قد تحاورنا كأحزاب للأغلبية مع الداخلية ثم كأحزاب ممثلة في البرلمان وكانت هناك مشاورات حول القاسم الانتخابي قيل بشأننا بأننا نحن أصحاب القاسم الانتخابي وذكر اسمي شخصيا، وهو أمر غير صحيح”.

واعتبر لشكر أن طريقة احتساب القاسم الانتخابي السابقة مثلت ريعا لصالح بعض الأحزاب، في إطار قطبية مصطنعة، ليحين الوقت لتحقيق نوع من العدالة والإنصاف، نافيا وجود أي تكثل أو مؤامرة ضد حزب العدالة والتنمية.

وأضاف قائلا:”لن نقبل بالاستصغار بأن أحدا من علينا بالقاسم الانتخابي لجعل المقاعد تتناسب مع عدد الأصوات، أرى أن القاسم الانتخابي الآن الأكثر إنصافا وعدلا، حصل حزب العدالة والتنمية على 60 مقعد في 25 دائرة والأصالة والمعاصرة على أكثر من 20 مقعد في 20 دائرة، هلا عاينتم كم الريع الذي أخذه هؤلاء الناس، هو آلية سياسية، ستمكن كل صوت ورأي في المجتمع من إيجاد نفسه، بعيدا عن البلقنة في النتائج الانتخابية المقبلة”.

وسجل لشكر تفاؤله بتحقيق الحزب لنتائج مرضية في انتخابات 2021، مستدلا بعمل أعضائه وتوحدهم وعدم ردهم على الترهات، آملا في حصول الحزب على المرتبة الأولى، من أجل أفق اجتماعي ديمقراطي.

وحول انتقاد أحزاب لاستغلال العمل الخيري في أغراض سياسوية، طالب لشكر بضرورة ممارسة هذه العملية بشكل حيادي بإشراف من السلطة لأنه عندما يتحول لرشوة ونوع من التدليس والتغليط فهذا أمر مستنكر.

ودعا لشكر الحكومة ولجنة اليقظة للتفكير بجدية في منح تعويضات للفئات المتضررة من الجائحة، علما أن مسلسل الحماية الاجتماعية لن يعطي أكله إلا بعد سنوات، وهو ما يحتم إيجاد صيغ تمكن من التوزيع العادل للثروة والإسراع في إغاثة المتضررين.

وذكر لشكر أن التعاقد أملاه وجود مدارس خالية من معلمين في مناطق عديدة من “المغرب غير النافع”، وهو ما يفرض التدخل بشكل مستعجل لإيجاد صيغة للتوظيف الجهوي بنفس حقوق الوظيفة العمومية، معربا عن دعمه لمطالب الأساتذة المتعاقدين، عن طريق توفير حل يضمن الحفاظ على مكاسب الجهوية وتمتيعهم بمكاسب الوظيفة العمومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى