ورثة شبعة والمليحي يطالبون بمنع بيع لوحتين جداريتين للراحلين

أطلقوا عريضة للحفاظ على التراث المغربي الحديث

أطلق عدد من المهندسين المعماريين والمثقفين والفنانين وفعاليات المجتمع المدني، عريضة عبر موقع”أفاز”، موجهة لوزارة الثقافة، يدافعون من خلالها عن التراث المغربي الحديث.

وعبرت هذه الفعاليات التي تضم، أيضا، ورثة الفنانين التشكيليين الراحلين محمد المليحي ومحمد شبعة، عن اندهاشها من تنظيم عملية بيع للوحتين جداريتين لهما، في مزاد علني من طرف دار المزادات Artcurial (شركة فرنسية مقرها مراكش) بتاريخ 30 مايو 2021.

وأشارت العريضة إلى إزالة اللوحتين من موقعهما الأصلي في فندق”ورود دادس”، الذي جرى بناؤه في 1972، بقلعة مكونة، جنوب المغرب، من طرف المهندسين المعماريين الراحلين عبد السلام فراوي وباتريس دو مازيير، بتعاون مع فنانين من الدار البيضاء.

وقال الموقعون على العريضة”إنه لأمر مروع للغاية أن يتم السماح بتفكيك جوهرة فنية لأغراض المضاربة والتجارة البحتة؛ هاتان اللوحتان تمثلان رمزا للعصر الذهبي للفن المغربي الحديث، ولا سيما مع فناني مجموعة الدار البيضاء، الذين يجري الاحتفال بهم على الصعيد العالمي، مهما كانت دوافع مالك المبنى للتنصل من مسؤولياته، والتي تؤثر على الصيانة والمحافظة على هذه الأعمال، نجدنا أمام هول صدمة كبيرة، حيث لم يتم إبلاغ ورثة شبعة والمليحي حول هذا الأمر”.

وسجل الموقعون استغرابهم من إدراج أسقف مطلية وتركيبات من خشب الأرز المنحوت، كان المليحي قد صنعها لصالح هذه المؤسسة الفندقية سنة 1969 ، فضلا عن مصابيح خاصة بالأسقف للفنان شبعة.

واعتبر الموقعون على العريضة، أيضا، أن الفن والعمارة يشكلان مجالا متكاملا يشمل التعايش بين تخصصين يكمل بعضهما الآخر، في اندماج تام، سواء في نهاية العصور الوسطى وعصر النهضة في العالم الغربي وكذا كما أنتجته إبداعات الفنانين التشكيليين، وهو ما يجعل المغرب  بلدًا رائدًا للتعاون الفني والمعماري، من خلال الاستمتاع بأمثلة فريدة في العالم العربي والقارة الأفريقية.

وانتقدت العريضة قيام البعض بالتصرف بشكل أحادي الجانب ظنا منهم أنهم يتحكمون في تجزيء العمارة، وبالتالي تعريضها للإهمال وطمس ذاكرة الفن المغربي الحديث.

وذكرت العريضة أن من يعتزم بيع هذه الأعمال مطالب بالعودة لأساس الملكية الفكرية، على اعتبار أن الأمر يهم إنتاجات محمية بمنطق القانون ولمالكيها كامل الحقوق المعنوية التي بموجبها تحصل على الحماية والسلامة الكاملة لأعمالهم، وهو أمر غير قابل للتقادم وبالتالي التصرف بشكل اعتباطي، مما يمكن الورثة من الحصول على حقوقهم كاملة في حال وفاة صاحب العمل.

ودعا الموقعون على العريضة السلطات الوصية على قطاع الثقافة في البلاد، منها الوزارة ومؤسسة المتحف الوطني إلى التدخل بشكل مستعجل لإيقاف بيع أعمال شبعة والمليحي، ومن ثم منع أي تصدير للمصنفات المعنية خارج المغرب، سواء كانت مؤقتة أو نهائية، وذلك لتجنب تشويهها ونهبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى