بركة: التفاوتات الاجتماعية وصلت لمستوى قياسي في المغرب

قال إن برنامج"الاستقلال" سيخرج البلاد من الأزمة

قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، إن التفاوتات الاجتماعية وصلت لمستوى قياسي لم يعرفه المغرب منذ الاستقلال، وذلك منذ سنة 2015، أي قبل تفشي فيروس كورونا، مما يجعل البلاد على أبواب التطاحن بين الطبقات.

وذكر بركة، في حلقات حديث رمضان حول قضايا وانشغالات المجتمع، مساء الاثنين، والتي تنظمها مؤسسة الفقيه التطواني، بعنوان”برامج الأحزاب السياسية بين الرهان الانتخابي وانتظارات المجتمع”، أن الطبقة الوسطى شهدت تراجعا مما جعل الحزب يقترح مراجعة الضريبة على الدخل للتقليص من الضغط الضريبي وهو ما رفضته الحكومة.

واعتبر بركة أن الاستحقاقات المقبلة لها خصوصية لعدة اعتبارات، مرتبطة بالنجاح الدبلوماسي الذي حققه المغرب باعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء وكذا إحداث قنصليات لعدد من الدول في العيون والداخلة.

وقال الأمين العام لحزب الاستقلال:”أصبح واضحا أن سقف الحل السياسي لقضية الصحراء هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، في ظل من يدافع عن منطق الحرب وزعزعة المنطقة لذا ينبغي تقوية الديمقراطية خلال الاستحقاقات المقبلة التي تعد مرحلة أساسية لتقوية موقع المغرب وتوجهه نحو الحل النهائي لهذا النزاع المفتعل وبناء اتحاد مغاربي حقيقي”.

وزاد مبينا:”يرتبط الرهان الثاني بالخروج من الأزمة الحالية التي خلفتها جائحة كورونا، وكذا ارتفاع عدد العاطلين عن العمل الذين يفوق عددهم مليون عاطل مع توقف أنشطة 80 في المائة منهم، خاصة أن آلية التعويض عن فقدان الشغل لم تشتغل بالشكل الكافي، بتسجيل 350 ألف فقدوا عملهم، ليستفيد فقط 15 ألف منهم على التعويض، في ظل استمرار الجائحة وبروز سلالات جديدة، فيما يرتبط الرهان الثالث بكيفية استرجاع الثقة في العمل السياسي والمؤسسات المنتخبة، كرهان جماعي في تطبيق النموذج التنموي الجديد على أرض الواقع، لمواجهة غالبية السياسات المتبعة اليوم والتي أصبحت متجاوزة مما يتطلب قدرة إصلاحية كبيرة ونجاعة وانسجام في العمل الحكومي لتحقيق هذه الأهداف”.

وأشار القيادي الحزبي إلى وجود حاجة ملحة لمشروع يجمع كافة المواطنين وأن يكون التنافس الانتخابي لتعبئتهم من أجل مصلحة البلاد، مع إعطاء كل مواطن مغربي حقه في التنمية، وتوزيع الثروات بشكل عادل تكريسا الديمقراطية.

في غضون ذلك، اقترح بركة تدارس خمسة ركائز، تهم تعزيز السيادة الوطنية والإنتاج الوطني، مع إنعاش اقتصادي يعطي وسائل ارتقاء اجتماعي لكل المواطنين، فضلا عن تطوير الأمن الغذائي والمالي والطاقي والسيادة الصحية.

وطالب الأمين العام لحزب الاستقلال بإيقاف أي ممارسة يمكن أن تجعل البعض يطعن في المسلسل الانتخابي، في إشارة لعمل مؤسسة جود للتنمية التابعة لحزب التجمع الوطني للأحرار والتي أثارت جدلا كبيرا في الآونة الأخيرة، بسبب ما تقوم به من عمل إحساني على بعد شهور قليلة من تنظيم الانتخابات.

وقال بركة:” نحن مع الإحسان الذي يدخل في نطاق القيم الإسلامية وكذا الدعم الاجتماعي الذي من المفروض أن يكون مؤطرا، لكننا نرفض ربط الحصول على قفة رمضان بالتسجيل في حزب معين مما يطرح مشكلا وأمرا غير مقبول، علما أن تحصين الديمقراطية يمثل أمرا مهما بالنسبة للولايات المتحدة وإدارة بايدن والمغرب خطا خطوات مهمة في هذا الاتجاه”.

وانتقد بركة عمل الحكومة غير المنسجم والذي تسبب في حدوث تعثر للإصلاحات، وبالتالي فقدان الثقة من طرف المواطنين، في ظل حكومة لم يسبق للبلاد أن شهد مثلها منذ الاستقلال، والمتسمة بتعارك الوزراء وتراشق الأغلبية الحكومة، إضافة إلى إصدار الأحزاب لبيانات ضد وزرائها في الحكومة، في ارتباك شديد أفقدها نجاعتها.

ونفى بركة وجود أي طموح شخصي لرئاسة الحكومة بعد الانتخابات المقبلة، معتبرا أن حزب الاستقلال كفيل بإخراج المغرب من الأزمة التي يشهدها إذا ما تم تطبيق برنامجه الانتخابي.

وحول إمكانية وجود تيارات داخل”الاستقلال”، أوضح بركة أن الحزب يشتغل في إطار مقاربة مؤسساتية، مشيرا إلى أن الأمين العام السابق للحزب حميد شباط هو من قام بترويج كلام حول هذا الموضوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى