العمراني: الدبلوماسية الرقمية مكنت من تجاوز التدابير الصحية لكورونا

قال يوسف العمراني، سفير المغرب لدى جنوب إفريقيا، إن الدبلوماسية الرقمية مكنت من “تجاوز” التدابير الصحية التقييدية المرتبطة بفيروس كورونا الذي حد بشكل كبير من إمكانيات التفاعل البشري الذي يعد أساسيا للغاية في ممارسة دبلوماسية الفعل.

واعتبر العمراني، في مداخلة له، أمس الثلاثاء، ضمن البرنامج الحواري “إنسايد ستوري” الذي تبثه قناة “الجزيرة” الإنجليزية الإخبارية، أن الدبلوماسية تمثل الكلمة والاتصال والثقة التي لا يمكن أن تنسج إلا حول طاولة المفاوضات، حيث يتفاعل الدبلوماسي بكل جوارحه من أجل الإقناع والتأثير والمناقشة.

وأوضح العمراني أن الوباء أفرز واقعا جديدا في العلاقات الدولية والتفاعل على المستوى الدولي، حيث وجد الدبلوماسي نفسه في مواجهة تمرين يسائل بشكل بنيوي وعميق الكيفية التي يتمثلها لممارسة مهنته على نحو أشمل، وخطط التعاون لدبلوماسية لا مجال فيها للتراجع.

وقال الدبلوماسي المغربي:”لا شيء يمكن أن يحل محل الاتصال المباشر أو قاعات الاجتماعات في نيويورك أو أديس أبابا أو فيينا أو جنيف، حيث يمكن التوصل من خلال المفاوضات إلى أفضل توافق ممكن، ولا يمكن للرقمنة أن تحل محل الإنسان، بل يجب أن تكون أداة للتقارب لا بديلا”، مشيرا إلى المفاوضات الليبية التي عقدت في الصخيرات تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمم المتحدة برناردينو ليون، ليبرز محدودية دور التكنولوجيا الرقمية، على اعتبار أن هذه الاجتماعات ما كان لها أن تنجح أو حتى أن تعقد بشكل افتراضي نظرا للطابع المعقد للمفاوضات وحساسية القضايا التي تم تناولها وهشاشة الثقة القائمة بين أطراف النزاع.

وحذر العمراني من استخدام التكنولوجيا الرقمية كأداة سطحية تفضل الآني على المستقبل، مع ضرورة التحكم فيها. وقال:”تدبير هذا الخطر يوازيه التحكم في هذا الفضاء الرقمي الجديد الذي إذا لم يستطع أن يحل محل الأشكال الأكثر كلاسيكية للدبلوماسية، فإنه يشكل مع ذلك، مجالا متميزا يسمح للدبلوماسي بالتخلص من الأغلال للانفتاح على العالم الخارجي، كما يتعين على الدبلوماسي أن يثبت نفسه كفاعل محوري ومُحاور ينقل المعلومات ويتفاوض ويؤثر في اتخاذ القرارات، في مواجهة طيف واسع من الفاعلين الدوليين”.

وأشار العمراني إلى توفير وزارة الشؤون الخارجية المغربية، في خطوة استباقية، تكوينات لدبلوماسييها الشباب لتملك وفهم هذا الفضاء الجديد للعمل الدبلوماسي لكسب رهان الكفاءة والنجاعة.

وأشاد السفير المغربي بالدور الطلائعي للقارة الإفريقية في هذه الدبلوماسية المرتكزة على القيم الأساسية للمشاركة والتضامن، مسجلا أنه مع ذلك لا ينبغي أن تكون الدبلوماسية “الافتراضية” على المستوى القاري ذريعة للاستغلال السياسي كما لوحظ في بعض الأحيان، خلال اجتماعات الاتحاد الإفريقي الأخيرة، حيث لم يتم التحكم في المعلوميات كأداة وتم استخدامها للالتفاف على المساطر والقواعد التنظيمية.

وشهد البرنامج مشاركة خبراء دوليين مرموقين، من بينهم توم فليتشر ، مدير هيرتفورد كوليدج أكسفورد والمستشار لثلاثة رؤساء وزراء بريطانيين، وتيريزا فالون، رئيسة مركز الدراسات حول روسيا ،أوروبا و آسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى