بوريطة: قرار استئناف العلاقات المغربية-الإسرائيلية طبيعي..وقضية الصحراء مصيرية

قال إن إيران تهدد أمن شمال أفريقيا واستقرارها

كريم السعدي

شدد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة على أن استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب أمر طبيعي بالنظر للعلاقة الخاصة التي تجمع المغرب باليهود، معتبرا إياهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع المغربي.

وحل بوريطة اليوم ضيفا على منظمة”أيباك” في حوار مع رئيسة المنظمة، تطرق خلاله لعلاقات المغرب مع إسرائيل، وتطورات ملف الصحراء وارتباطه بالإدارة الأميركية الحالية إضافة إلى الملف الإيراني.

العلاقات مع إسرائيل

وقال بوريطة إن قرار استئناف العلاقات المغربية-الإسرائيلية جاء عن قناعة تامة بالنظر للعلاقة التاريخية التي تجمع اليهود بالمغرب، مذكرا بما حدث خلال القرن الخامس عشر الميلادي، عندما جرى طرد اليهود من الأندلس وحلو بالمغرب، مشيرا إلى أن الملك محمد الخامس منع تسليم اليهود لسلطات فيشي في فرنسا.

وأضاف بوريطة أن الملك محمد السادس يحرص حاليا على الحفاظ على الإرث اليهودي عبر تجديد حوالي 170 مقبرة ومكان مقدس في المغرب وأكثر من 20 كنيسا يهوديا.

وقال بوريطة:”المغرب هو البلد العربي والإسلامي الوحيد الذي لا تزال تعيش فيه الجاليات اليهودية مع معابدها، كما أن الدستور المغربي يعتبر الدستور الوحيد في العالم الإسلامي الذي يشير لليهود كجزء مهم من المجتمع المغربي”.

وأكد بوريطة أن المغرب سيذهب في التزاماته مع إسرائيل إلى أبعد حد، معربا عن الأمل في إجراء زيارات رفيعة المستوى بين البلدين بمجرد فتح الحدود الجوية.

وأضاف الوزير المغربي أن هناك ثمانية مجالات عمل منها الأمن والدبلوماسية والسياحة والفلاحة، كما أن هناك نية لتطوير التعاون الثنائي بين البلدين، بما يعود بالنفع على الشعبين والمنطقة.

واعتبر بوريطة أن اتفاق السلام الموقع في 22 ديسمبر الماضي ينص على خطوات عملية وهي وثيقة ملزمة قانونيا، ذلك أن مكاتب الاتصال جرى فتحها، وتعمل بشكل طبيعي.

التعاون بين المغرب والإدارة الأميركية

في غضون ذلك، أشار بوريطة إلى أن العلاقة بين المغرب والولايات المتحدة، تبقى جيدة، بوجود حوار سياسي استراتيجي قوي ومهام عسكرية تنسيقية، إضافة إلى اتفاق التبادل التجاري الحر، ذلك أن المغرب هو البلد الإفريقي الوحيد الذي يرتبط بالولايات المتحدة في هذا الاتفاق، موضحا أن المغرب يعد حليفا مهما للولايات المتحدة خارج”حلف الناتو”، وتجمعه بها اتفاقيات تعاون عسكرية وتنسيق في مجال محاربة الإرهاب، وبالتالي فهي”علاقة متجذرة ومتكيفة”.

وذكر بوريطة أن هناك تنسيقا مهما يجمع بين المغرب والولايات المتحدة في قضايا متعددة منها المناخ وإفريقيا والشرق الأوسط .

الملف الإيراني

وعاد بوريطة إلى الملف الإيراني وقطع العلاقات مع المغرب وإيران، موضحا بأن التنسيق مهم لمواجهة التهديدات الإيرانية، مشيرا إلى أن إيران ربما معروفة لدى العالم بأنشطتها النووية ولكن تقوم بزعزعة استقرار شمال وغرب أفريقيا.

وتحدث الوزير بوريطة عن قضية الصحراء وقال إنها تعد مصيرية لدى المغاربة، وتمثل خطا أحمرا، مشيرا إلى تهديد إيران وحزب الله لوحدة تراب المغرب عبر دعم جبهة البوليساريو بالسلاح والإشراف على تدريب أعضاء من مليشياتها.

الأمن والسلم بالشرق الأوسط

بخصوص ملف الأمن والسلم بمنطقة الشرق الأوسط، اعتبر بوريطة أن المنطقة تشهد ديناميكية مهمة لتحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز السلام بين فلسطين وإسرائيل، مشددا على أن المغرب كان له دوما دور ريادي في عملية السلام بالشرق الأوسط، داعيا إلى تعزيزه للتوصل لحل للقضية الفلسطينية مع ضرورة الدفاع عن مكانة القدس كما أراد ذلك الملك محمد السادس.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى