بوريطة: الاتفاق الثلاثي جزء من مشروع ملموس يعود بالنفع على الشعبين المغربي والإسرائيلي

بلينكن: هناك شراكة لتدريب 6 آلاف مدرس وتوفير 4 آلاف فرصة عمل في المملكة

أعرب ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عن شكره للولايات المتحدة كطرف في توقيع الاتفاقية الثلاثية الأطراف، حيث أعاد المغرب إطلاق علاقاته مع إسرائيل.

وقال بوريطة، في مؤتمر صحفي مشترك، الثلاثاء، رفقة وزير الخارجية الأميركي، أنطوني بلينكن، إن هذه الاتفاقية أسفرت عن نتائج إيجابية ، تمكن من تحقيق المزيد من الثمار كجزء من مشروع ملموس يعود بالنفع على الشعبين المغربي والإسرائيلي.

وزاد مبينا:”الاتفاقية الثلاثية الأطراف بين المغرب و إسرائيل والولايات المتحدة هي أيضًا رسالة وعلامة على الحاجة إلى حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، في سياق من التعايش بينهما، كجزء من رؤية الملك محمد السادس.

ونوه بوريطة بالعلاقات المغربية-الأميركية الطويلة الأمد والتي لطالما كانت قائمة على شراكة طموحة ومتطورة للغاية، وترتكز أيضًا على علاقة شخصية بين الملك محمد السادس والرئيس جو بايدن منذ لقائهما في مراكش في عام 2016.

وقال المسؤول الحكومي:”التقينا مع وزير الخارجية الأميركي أمس في النقب، في إسرائيل، للحديث عن كيفية دعم الديناميكيات الإيجابية في الشرق الأوسط. وها نحن نجتمع اليوم أيضًا كجزء من مساعينا لزيادة تعزيز علاقاتنا، لنجتمع مجددا في مايو المقبل كجزء من التحالف العالمي ضد داعش ولدعم مساعينا المشتركة لمحاربة التطرف والإرهاب في جميع أنحاء العالم، مسجلا إجراء المغرب والولايات المتحدة لمناورات الأسد الأفريقي في يونيو المقبل، كإحدى مرتكزات التعاون العسكري بين البلدين، إلى جانب التعاون الاقتصادي الذي يتجلى في عدد من الميادين، منها استضافة مراكش في يوليو المقبل للمنتدى الاقتصادي الأميركي الأفريقي. وكلها أحداث تشهد على ثراء علاقاتنا الأميركية والمغربية”.

وأضاف بوريطة:”وبفضل تنوعها في مجالات أخرى تهم الجانب السياسي والأمني أيضا، تتمحور هذه الشراكة أيضا حول رؤيتنا للقضايا المطروحة في مناطق أخرى، من ضمنها الشرق الأوسط وأفريقيا وأجزاء أخرى من العالم. هي علاقات قوية ترتكز على القيم والمصالح المشتركة وتبني رؤية موحدة حول عدد من القضايا الدولية والقضايا الإقليمية”.

وسجل الوزير رغبة الملك محمد السادس في تطوير هذه العلاقات بشكل متواصل خدمة لمصلحة الشعبين.

وأشار بوريطة إلى العمل في اتجاه نفس المنحى، من خلال عدد من المبادرات، تشمل الحوار الاستراتيجي الذي عقد قبل أسبوعين، فضلا عن الحوار حول حقوق الإنسان، واتفاقية التجارة الحرة التي أسفرت عن نتائج إيجابية للغاية من حيث تطوير وتعزيز العلاقات التجارية، على أمل  المضي قدمًا في تعزيز الاستثمارات الأميركية في المغرب.

وأشاد بوريطة بتعزيز التعاون الأمني والعسكري القوي والمثمر، مما أدى إلى العديد من المبادرات بين الولايات المتحدة والمغرب.

وأضاف وزير الخارجية:” تحدثنا حول كل هذه القضايا وكيفية تطوير علاقاتنا المتبادلة والعلاقات الثنائية بشكل أكبر حتى تكون هذه الشراكة قوية ومندمجة على أساس القيم التاريخية، وأيضًا بما يتماشى مع الطموحات والقيم الحالية، فضلا عن تناول شراكتنا في إفريقيا لمواجهة التحديات المختلفة وتحقيق الربح من الفرص العديدة التي لدينا في إفريقيا اقتصاديًا ، من حيث التجارة، وأيضًا من حيث التغيرات المناخية، وكذلك في مجال التجارة والبنى التحتية، والأمن والرعاية الصحية والعسكرية. فأفريقيا تعد أرضا خصبة للتعاون الأميركي المغربي، وكذلك شمال إفريقيا والساحل، هناك تحديات كثيرة؛ هناك العديد من التوترات التي يجب معالجتها، وأيضًا العديد من التحديات المتعلقة بالأمن والتي تحتاج إلى معالجة إيجابية وبناءة.

واعتبر وزير الخارجية أن رسالة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس والتي تعرب عن دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية كأساس لأي حل لقضية الصحراء هي تطور إيجابي للغاية، رحب به المغرب، وهو ما سيفتح فصلًا جديدًا في العلاقات الثنائية.

ومضى قائلا:”إن موقف إسبانيا ليس منعزلاً، فهناك ديناميكية على المستوى الدولي لدعم الخطة المغربية للحكم الذاتي كنتيجة جادة وذات مصداقية لهذا النزاع الإقليمي. هذا هو موقف الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والدول العربية والأفريقية وغيرها. لهذا السبب نعتقد أن الوقت قد حان لأوروبا بشكل أساسي – وقلت ذلك من قبل – للخروج من منطقة الملاحظ ودعم المبادرة المغربية”.

وحول الموقف المغربي من الحرب الروسية- الأوكرانية، شدد بوريطة على رفض استخدام القوة أو اللجوء إليها في تسوية الخلافات، مؤيدا علاقات الجوار البناءة والحوار والتفاوض لحل القضايا، وهو ما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.

من جهته، اعتبر بلينكن أن استئناف المغرب لعلاقاته مع إسرائيل له تأثير إيجابي، لكونه جهدا لم يكن ليكون ممكنًا لولا شجاعة ورؤية الملك محمد السادس لكسر الحواجز القائمة منذ فترة طويلة، لافتا إلى أنه ملتزم بالعمل مع وزير الخارجية المغربي وجميع الشركاء في جميع أنحاء المنطقة لجعل هذه الرؤية حقيقة وترجمتها إلى المزيد من الفرص للناس وتوسيع دائرة الصداقة.

وسجل بلينكن أن العلاقة الدبلوماسية بين المغرب والولايات المتحدة تعود إلى أكثر من 240 عامًا، حيث ينعكس عمقها واتساعها في كل ما تمت مناقشته مع المسؤول المغربي، والتطرق لكيفية الاستمرار في تنمية التعاون الاقتصادي لفائدة المواطنين.

وزاد مبينا:”على سبيل المثال ، نحن في العام الخامس والأخير من اتفاق بقيمة 460 مليون دولار تديره شركة تحدي الألفية الأميركية، والذي وفر الوظائف وفرص التعليم للشباب وعزز الإنتاجية الزراعية ووسع حقوق الأرض للنساء. ويتضمن الاتفاق شراكة مع وزارة التعليم المغربية التي تختبر نموذجًا يهدف إلى تحسين التعليم الثانوي في 90 مدرسة ثانوية في جميع أنحاء البلاد وتدريب حوالي 6 آلاف معلم وإداري وخلق الاستثمارات في البنية التحتية للمدارس وفي التكنولوجيا الخاصة بها”.

وأشار رئيس الدبلوماسية الأميركية إلى وضع الحجر الأساس لتوسيع المنطقة الصناعية في بوزنيقة الأسبوع الماضي، بدعم من القطاعين العام والخاص، حيث من المتوقع أن توفير حوالي 4 آلاف فرصة عمل.

وكشف بلينكن عن مشاورات خبراء من وزارة الخارجية ووزارة الداخلية الأميركية مع نظرائهم المغاربة بشأن الخطوات الفورية لتقليل تأثير الجفاف، على اعتبار أن المملكة تمر بواحدة من أسوإ موجات الجفاف منذ عقود، مما يؤثر على الإنتاج الزراعي ويرفع من تكلفة الغذاء، بسبب أيضا ما تسببه الحرب الروسية على أوكرانيا.

وثمن بلينك ريادة المغرب عالميًا في جهود مكافحة أزمة المناخ، حيث وضع هدفًا طموحًا لتحقيق 63 في المائة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2035. نظرًا لأن 45 في المائة من إنتاج الكهرباء في البلاد يأتي بالفعل من مصادر الطاقة المتجددة، إلى جانب توقيعه على التعهد العالمي بشأن الميثان في قمتي المناخ COP26 و COP22.

وسجل بلينكن عمل المغرب والولايات المتحدة جنبًا إلى جنب في مكافحة جائحة COVID-19.

وأضاف المسؤول الأميركي:” لقد تمكنا من التبرع بأكثر من 2.5 مليون لقاح آمن وفعال للمغرب من خلال مبادرة COVAX خلال الأشهر العديدة الماضية وحدها. ومنذ بداية الوباء، عملنا عن كثب مع وزارة الصحة المغربية وشركاء آخرين لتدريب العاملين الصحيين وتوفير معدات الوقاية الشخصية ومعدات المختبرات الأساسية ، وتعزيز سلسلة تبريد اللقاحات في المغرب ، وكلها عوامل ساعدت في المساهمة في استجابة فعالة للغاية بقيادة الملك محمد السادس على التصدي للوباء وتقديم الدعم لبلدان أخرى في نفس السياق، وهو أمر نقدره بشدة”.

وعبر بلينكن عن التزام بلاده بدعم أجندة الإصلاح الطموحة للملك محمد السادس لتعزيز المؤسسات المغربية وضمان استجابة الحكومة للشعب المغربي، بالإضافة إلى تعزيز الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات ، وإصلاح العدالة الجنائية وحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين وشفافية الحكومة.

ونوه الوزير الأميركي بدور المغرب في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، فضلاً عن مساهمته في السلام والازدهار في المنطقة، في إطار تعاون وثيق بين البلدين في معالجة القضايا الإقليمية مثل منطقة الساحل وليبيا ومكافحة الإرهاب.

وجدد بلينكن تأييد بلاده لعمل المبعوث الشخصي للأمم المتحدة للأمين العام ستيفان دي ميستورا في قيادة العملية السياسية لوضع حل للنزاع القائم حول الصحراء المغربية، تحت رعاية الأمم المتحدة، مسجلا أن خطة الحكم الذاتي تظل مبادرة جادة وذات مصداقية وواقعية.

وأشار بلينكن إلى دور المملكة في الدفع نحو إيجاد آفاق واعدة بالنسبة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية والتعايش جنبا إلى جنب في سلم وأمان.

وانتقد بلينكن ما وصفه بوحشية الحرب الروسية ضد أوكرانيا ومواصلة تهجير نصف أطفال أوكرانيا بالكامل من منازلهم، مطالبا إياها بإيقاف”العدوان”، والتوقف عن إطلاق النار وسحب قواتها، وبالطبع الدخول في محادثات.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى