شهادات صادمة لمغربيات في سجون العراق وسوريا

تضمن تقرير لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس النواب، الثلاثاء، شهادات صادمة لمواطنات مغربيات عالقات ببيعض بؤر التوتر، منهم عالقات في سجون العراق.

واستمع أعضاء اللجنة البرلمانية إلى تسجيل لمغربيتين معتقلتين في العراق، جرى إرساله إلى التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق‎، إحداهما تبلغ من العمر 26 سنة، مسجونة في سجن الرصافة في العراق منذ 6 سنوات، والتي ناشدت الملك محمد السادس والحكومة المغربية قصد ترحيلها لبلادها.

وأفادت المواطنتان بمعاناتهما لسنتين مع تنظيم”داعش”الإرهابي الذي استخدمهما كدروع بشرية، قبل أن يجري اعتقالهما من طرف الحكومة العراقية، حيث تعرضتا لأزمات صحية ونفسية، بسبب الإهمال.

وقالت إحداهما والبالغة من العمر 24 سنة، إن وزارة الخارجية العراقية تهددها بحرمانها من ابنتها وإدخالها لدار الأيتام، معتبرة أنها من ضحايا الأزواج المغرر بهم، علما أنها ضد الفكر المتطرف.

بدورها، حكت كريمة فطري، من مواليد 1986، عن تجربتها المريرة في سوريا، عقب التحاقها بزوجها الذي قتله تنظيم”داعش” لاحقا.

وقالت فطري:”بدأت أتساءل وأخاف على أبنائي من أن يقتل أحدهم الآخر عندما يتفرقون بين الجماعات، حاولت الفرار طيلة 9 أشهر بعدما طلبوا مني الزواج والبقاء بسوريا، حيث كانوا ينظرون إلي كسلعة، كنا نمشي 12 ساعة للخروج من البلاد وكان لدي أطفال صغار سنهم يتراوح ما بين 2 و5 و 7 سنوات، عانيت بشكل كبير للخروج من سوريا”.

من جانبه، اعتبر عمار أونجار( أب لفتاتين محتجزتين في مخيم “الروج” بسوريا)، أن قصة بناته تلخص الوضع البائس لكل الأيتام المغرر بهم، فبعد فترة من مجزرة الباغوز التي كانت اَخر جيب للدواعش، استقرت كل منهما في خيمة من مخيمات الأكراد والمعروف بسمعته السيئة، حتى أصبحتا عدوتين تكفر إحداهما الأخرى.

وطالب أونجار بالتعجيل في استرجاع ابنتيه وتقديم الخدمات الطبية العاجلة لهما من اَثار الحرب، ومدهما بالدعم النفسي والاجتماعي، وإنشاء برنامج تمدرس يمكن كل الأعمار من الالتحاق بالمدارس العادية في فترة وجيزة، وإنشاء صندوق وطني يتكفل بكل ما هو مادي خصوصا يتامى الأب أو الأبوين.

بدورها، تناولت والدة شاب مغربي جرى اعتقاله في أقصى الشمال السوري الظروف المأساوية التي يعيشها الشباب المعتقل في سجون الميليشيات المسلحة بانعدام القانون وانعدام أبسط قوانين الاعتقال، فضلا عن مظاهر القهر والبؤس.

وأفادت الأم التي تنشط في صفوف “التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق‎” بتواصلها مع مغربيات من مختلف الأعمار في سوريا، قاسمهن المشترك معاناتهن من العبودية والإذلال والاستغلال والاستعباد؛ منهن من التحقن بأزواجهن، ومنهن من رحلن مع الأسرة لصغر سنهن، وقليل منهن من رحلن إلى هناك بمحض إرادتهن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى