انتقادات واسعة للحكومة بسبب قرار إغلاق 8 مدن جراء انتشار كورونا

أثار قرار السلطات المغربية الليلة الماضية، إغلاق 8 مدن كبرى بالبلاد لمحاصرة انتشار فيروس كورونا المستجد، موجة من الردود الغاضبة لدى سكان هذه المدن الذين فاجأهم القرار وأربك خططهم للاحتفال بعيد الأضحى والعطلة الصيفية.

ووجدت الآلاف من الأسر نفسها في موقف حرج من أجل الالتحاق بمدنهم التي جرى إغلاقها منتصف الليل، بعد 4 ساعات فقط من صدور البيان المشارك بين وزارتي الداخلية والصحة.

وحولت المهلة القصيرة التي منحتها السلطات للمواطنين من أجل العودة إلى مدنهم الطرق إلى ساحة مفتوحة لمسابقة الزمن من أجل بلوغ الوجهة المطلوبة قبل دخول القرار “المفاجئ” حيز التنفيذ، وهو الأمر الذي تسبب في وقوع العشرات من حوادث السير.

وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صور تبين الفوضى العارمة التي عمت الطرق السيارة ومحطات نقل المسافرين ومحطات القطارات التي قصدها مئات الآلاف من المواطنين سواء من أجل ولوج المدن المعنية بالقرار أو مغادرتها.

ونالت الحكومة قسطا وافرا من الانتقادات بسبب القرار الذي اعتبره الكثير من المغاربة “ارتجاليا” ويؤكد “فشلها في تدبير جائحة كورونا”، مطالبين بمحاسبة المسؤولين الذين ساهموا في وصول الأوضاع إلى هذا الحد بالمدن التي طالها قرار الإغلاق.

كتب الصحافي مصطفى الفن تدوينة في “فيسبوك” تفاعلا مع القرار الذي قضى بمنع التنقل من وإلى بعض المدن هو قرار “عشوائي وارتجالي ومتسرع. كان المفروض أن تمنح الدولة للمواطنين آجالا معقولة قبل تنزيل هذا القرار الذي أربك حياة الأسر المغربية وأربك حياة شعب بكامله في عز هذه الاستعدادات الجارية لعيد الأضحى”.

وأضاف الفن “المثير أكثر هو أن إصدار هذا القرار تزامن أيضا مع توجيهات رسمية دعت المغاربة الى تشجيع السياحة الداخلية وإنعاش الاقتصاد الوطني”، معربا عن أمله في “ألا يكون هناك تشدد أو صرامة زائدة أثناء تنزيل هذا القرار الذي اتخذ على عجل كما لو أن إدارة البشر لا تختلف عن إدارة غير البشر”.

وشدد على أن قرار منع التنقل بين بعض المدن “قرار عشوائي وغير مفكر فيه جيدا وغير مخطط له وسيخلق مآسي حقيقية لن يرممها إلا عنصر الزمن. كان الله في عون الغلابة من الناس في هذا الزمن الكوروني الصعب”.

من جهته، علق الناشط جواد الشفدي في تدوينة بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” على القرار قائلا: “فقدان ثقة المواطنين في الحكومة المغربية يرجع لكون الجهة التي تخرج لتفسير وتبرير القرار ليست نفس الجهة التي اتخذته..”.

أما الناشط عمر قيلاني فدعا الحكومة لتقديم استقالتها، وقال في تدوينة غاضبة من القرار “ما وقع يستوجب إستقالة الحكومة أو على الأقل وزيري الداخلية والصحة ..”، وهو المطلب الذي سايره فيه العديد من المغاربة الغاضبين من القرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى