ابن كيران: اتهام المغرب ب”التجسس” كذب بين والحموشي يتمتع بثقة الملك

ذكر عبد الإله ابن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، أن المزاعم والادعاءات الموجهة للمغرب بشأن برنامج التجسس”بيغاسوس” كذبة واضحة ومعلومات غير دقيقة.

وقال ابن كيران في بث مباشر عبر صفحته ب”فيسبوك”، مساء السبت،:”اتهام الأجهزة المغربية بالتجسس على الملك إما “كلخ” أو شيء مقصود، لأن من يعرف المغرب يدرك أن الأمر مستحيل الحدوث وذلك حسب تجربتي وممارستي لمختلف الأدوار كنائب برلماني وأمين عام للحزب ورئيس حكومة، الأمر حاليا بيد القضاء داخليا وخارجيا ولو لم تكن الدولة متأكدة من نفسها لما تابعت مروجي هذه المغالطات بالخارج وفي فرنسا خصوصا”.

وأفاد ابن كيران بعدم تدخله في علاقات الملك الخارجية إلا عن سبيل النصح أو ذكر وجهة نظره في قضايا، مشيرا إلى أن قضية الصحراء على سبيل المثال كانت مطروحة منذ الاستقلال وتوارثها الملوك منذ عهد الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، وكان يطرحها الصحراويون ويصرون على الملك لاتخاذ مواقف لاسترجاع الصحراء، وكان الملك يرتب القضية في الوقت المناسب بالطريقة المناسبة.

واعتبر الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية أن المخابرات تقوم بدورها بمنطق كوني، علما أن التجسس على الخارج لا يتوقف، لافتا إلى تجسس أميركا أخيرا على ألمانيا بتواطؤ من الدانمارك.

وقال ابن كيران:”المرحلة التي تعيشها البشرية تفيد بأن كل الدول مستهدفة وليس فقط المملكة، فما أدراك بالمغرب الذي لا يمثل دولة قوية كالولايات والصين، لكن بالمقابل لديه حضور وتاريخ ودور قام به عبر التاريخ بشرف وعليه الاستمرار فيه”.

وزاد مبينا:”المغرب مستهدف من طرف حكام جيراننا الذين لا يريدون مراجعة أنفسهم والإقرار بعدم صلاحية الطريق التي يتبعونها، خاصة أن المغرب كان دائما مساندا لحكام الجزائر حينما كانوا يصادفون المشاكل ويستنجدون بالمملكة، التي كانت دائما تستجيب، وأحيانا نخوض حروبا ننهزم فيها وندفع الثمن غاليا، الجزائريون إخوتنا، لكن حكامهم من الاستقلال إلى الآن يعادوننا لأسباب غير منطقية خصوصا في هذا الزمن الذي يتجه فيه الناس نحو التكتل، في ظل الأوضاع المتأزمة لدول عربية وإسلامية”.

وأشاد ابن كيران بكون المغرب دولة آمنة ومستقرة بها نوع من الديمقراطية ليست مطلقة، في ظل قوانين مجحفة مقصود بها حزب معين كالقاسم الانتخابي، لكن بالمقابل هناك حكومة وبرلمان وتصويت.

ونوه ابن كيران أيضا بعمل السلطات الأمنية في البلاد، وعلى رأسهم عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومدير مديرية مراقبة التراب الوطني ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، المعروفة اختصارا ب”لادجيد”.

وأضاف ابن كيران متحدثا عن الحموشي:”لا أقول إنه مثالي، لكن حسب قناعتي لحد الآن، فهو أحسن من تولى ملف الأمن في المغرب، أقر بوجود مسائل قد أخطأ بها، ولا مجال معرض للخطأ أكثر من الأمن والمخابرات، الأنظمة التي يشتغل بها لها منطق، وأقر بتوفر خمس شروط به، كرجل كفء ونزيه، منحه الملك الصلاحيات فهو يتمتع بثقة الملك الذي يدافع عليه وتريدونه أن يتجسس على الملك؟ هو من أكثر الناس وفاء للملك والوطن، فضلا عن كونه غاية في التدين”.

وتحدث ابن كيران عن الملكية، وقال إنها نظام اختاره المغاربة لقرون عديدة كأقدم دولة عربية وإسلامية تتميز به إن لم تكن أقدم دولة في العالم وربما سبقتها الصين واليابان.

وقال ابن كيران:”المغاربة يجتمعون على ملكهم، وهو أمر ليس وليد اللحظة، فحينما علمت سلطات الاحتلال الفرنسية بموعد  مغادرتها للبلاد،  استدعت الوطنيين وأرادت التفاوض معهم لكنهم اعترضوا على الأمر مشترطين عودة الملك من المنفى”.

وأشار ابن كيران إلى أن بلاده تتميز باجتهاد إسلامي خاص، حيث أنها لم تتبع الشرق، ونهجت مذهبا سنيا معتدلا ومجاهدا بطابع خاص، محذرا من التفريط في الدين في ظل ظهور دعوات تطالب بتفسخ الأخلاق والقيم والأسرة، وهو ما يهدد استقرار البلاد ويضر بها.

وقال ابن كيران:” الإسلام واللغة العربية والملكية من ثوابت المغرب، المغاربة يحبون ملكهم ولديهم أسباب، الملكية مؤسسة عليها البقاء على الدوام، دورها التحكيم والدفاع، كضامن للسير العادي للمؤسسات، كما أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد إلى جانب الأمازيغية، وهو ما ينبغي الحفاظ عليه، في مقابل دعوات تغليب الفرنسية، والتي يمثل انتشارها إضرارا بالدين، حيث تنقطع الصلة بالقرآن الكريم وتراث المسلمين والمحيط الذي نشكل امتدادا طبيعيا له”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى