العثماني: تقدمنا خطوات مهمة في قضية الصحراء لكن لا يزال أمامنا أشواط

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إن قضية الصحراء المغربية تمثل معركة مصير وجب عدم الاستهانة بها، خاصة أنه مازال هناك أشواط أخرى، وجب خوضها، على الرغم من التقدم الملحوظ الذي حققته البلاد التي تسير في الاتجاه الصحيح.

وأشار العثماني، في جلسة الأسئلة الشهرية، بمجلس النواب، زوال الاثنين، لاستعراض الحصيلة الدبلوماسية بشأن ملف الصحراء المغربية، إلى ضرورة العمل على عدة مستويات وفق رؤية تكاملية لتعزيز مكتسبات البلاد في هذا الشأن، ومواصلة الجهود الدبلوماسية للمملكة للطي النهائي لهذا النزاع المفتعل.

وذكر العثماني أن الأمر يهم معركة وطنية بامتياز ضحت في سبيلها الأجيال قبل وبعد الاستقلال وبذل فيها الملك محمد الخامس تضحيات كبيرة ثم أعطاها الحسن الثاني نفسا قويا بإبداع المسيرة الخضراء كما عمل الملك محمد السادس من خلال سياسته الحكيمة والمتبصرة على تكريس مغربية الصحراء باعتبارها قضية مصيرية.

ووصف العثماني الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء بالمحطة الكبرى الفاصلة في سلسلة الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب بقيادة الملك محمد السادس.

وقال العثماني:”يحق لنا أن نفتخر بالمنجزات المحققة، انطلاقا من تقديم مبادرة الحكم الذاتي وتنويه المجتمع الدولي بهذا المقترح مرورا بقرار عودة المملكة للاتحاد الإفريقي واعتراف أميركا بمغربية الصحراء على أن تتواصل الانتصارات مستقبلا”.

وأفاد العثماني بتحقيق الدبلوماسية المغربية التي تعد قضية الصحراء على رأس أولوياتها انتصارات ومنجزات مهمة وملموسة خاصة خلال السنة الحالية، مما يؤكد فعاليتها وقدرتها على التأقلم مع المتغيرات الدولية والإقليمية.

في غضون ذلك، أشاد العثماني بجهود وزارة الشؤون الخارجية وكافة مسؤولي وأطر الدبلوماسية التي تشتغل بجد ونجاعة.

وأوضح العثماني أن تكريس مغربية الصحراء شهد دفعة قوية بتحقيق مكتسبات وإحراز مكاسب دبلوماسية بافتتاح 19 قنصلية عامة في العيون والداخلة تمثلا دولا إفريقية وآسيوية وأميركية كاعتراف بمغربية الصحراء، وكترجمة فعلية للمبادرة الملكية للحكم الذاتي لحل النزاع، في ظل إعلان دول أخرى عزمها على فتح قنصليات في القريب، مما يساهم في تنمية وجعل مدينتي الداخلة والعيون قطبين لاحتضان مؤتمرات دولية.

وأكد العثماني عمل المغرب المتواصل لتنمية الأقاليم الجنوبية لجعلها منارة عمرانية وحضارية وتنموية وتنزيل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، والذي تجاوز 70 بالمائة من المشاريع المخطط لها في هذا النموذج.

وأشار رئيس الحكومة إلى إبرام اتفاقيات مع قوى وازنة يمتد تطبيقها للأقاليم الجنوبية منها اتفاقية الشراكة بين المغرب وروسيا والمغرب والمملكة المتحدة، فضلا عن تنزيل ورش الجهوية المتقدمة وسحب الاعترافات بالكيان المزعوم من طرف 164 دولة، وكذا تصحيح الوضع بمعبر الكركرات لتأمين الحركة المدنية والتجارية بين المغرب وموريتانيا، وهو ما ثمنته أزيد من 75 دولة، مما يشكل انتصارا للمسعى المغربي.

وقال العثماني:”في مقابل ذلك، لم يؤيد أي بلد في العالم أعمال زعزعة الاستقرار من طرف جبهة الانفصاليين باستثناء الجزائر التي جندت أجهزتها الإعلامية لنشر أخبار زائفة في إطار حملة ممنهجة يتم التصدي لها عبر الجهاز الدبلوماسي المغربي.

وأشاد العثماني بنتائج القرار الأميركي الذي جاء بفضل الاتصالات المكثفة للملك محمد السادس مع القيادات الأميركية، والتي توجتها المكالمة الهاتفية الأخيرة بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مما أدى إلى الاعتراف بمغربية الصحراء وتغيير الخريطة المعتمدة سابقا من لدن الإدارات الأميركية بإزالة الفاصل بين الصحراء وباقي التراب المغربي وبدء إجراءات تطبيق اتفاقات التبادل الحر لتشمل الأقاليم الجنوبية، ثم إعلان وزير الخارجية الأميركي عن فتح قنصل افتراضي بالصحراء يركز على دعم التنمية يليه افتتاح قنصلية تعمل بطاقتها الكاملة.

وأفاد العثماني بأن هذا التطور الدبلوماسي أربك خصوم الوحدة الترابية، وهو ما تسبب في لجوئهم لأساليب مغرضة ومضللة، عن طريق التبخيس والتقليل من أهمية الإنجاز كآلية التشويش عبر الترويج لسهولة تراجع الإدارة الأميركية المقبلة عن هذا الاعتراف.

وقال العثماني:”تأكد بالملموس أن جزءا كبيرا من هذه الأساليب المغرضة مدفوع الأجر ثم الضغط من خلال تحريك لوبيات لشن حملات مضادة لدفع الإدارة الأميركية المقبلة للتراجع عن القرار، وكلها أساليب لن تفلح في زحزحة القرار، الذي لم يأت من فراغ بل شكل تتويجا لتراكم لجهود الدبلوماسية المغربية في الساحة الأميركية بالذات، مما سيدفع بدول أخرى للسير في نفس الاتجاه على المستويين السياسي والدبلوماسي والاقتصادي”.

واعتبر العثماني أن الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء يشكل ضربة قاسية لأطروحة الانفصال وتتويجا لسلسلة من المحطات التي دشنها المغرب لترسيخ السيادة الوطنية على كامل ترابه تحت قيادة الملك.

وبشأن تطور ملف الصحراء على مستوى الأمم المتحدة، أشار المسؤول الحكومي إلى أولوية المسلسل السياسي عبر الموائد المستديرة وهو ما ذكره القرار الأخير لمجلس الأمن والذي دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي وصفا إياها بالجادة وذات مصداقية، داعيا إلى ضرورة التحلي بروح التوافق والتخلي عن المقترحات المتجاوزة والنظر بجدية في المبادرة المغربية.

وأفاد العثماني بتحذير مجلس الأمن للانفصاليين من انتهاكاتهم مطالبا إياهم بالامتناع عن أي عمل من شأنه زعزعة الاستقرار وعرقلة المسلسل السياسي، داعيا في السياق ذاته إلى إحصاء سكان مخيمات تندوف.

وحول آفاق قضية الصحراء، قال العثماني:” المغرب يواصل جهوده لإعادة إطلاق العملية السياسية، فهو على قناعة أن هذه العملية لن تنجح من دون المشاركة الجدية للجزائر، علما أن استمرار العملية السياسية مرهون باحترام الأطراف الأخرى لوقف إطلاق النار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى