ابن كيران: أخنوش لا يصلح لرئاسة الحكومة لأنه شخصية غير نزيهة تحوم حوله الشبهات

عد قيامه ب"البلوكاج" ضربة قاسية للديمقراطية

على بعد يومين من تنظيم الاستحقاقات الانتخابية، خرج عبد الإله ابن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عن صمته بشأنها، ليهاجم عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، معتبرا أنه لا يصلح لرئاسة حكومة المغرب المقبلة.

وعلل ابن كيران، في بث مباشر، عبر صفحته الرسمية بموقع”فيسبوك”، مساء الأحد، رأيه، بكون أخنوش شخصية غير شريفة ونزيهة تحوم الشبهات حول ثروته، فضلا عن كونه يفتقد لحس الثقافة والتواصل والسياسة والإيديولوجيا والحزب الحقيقي.

واعتبر ابن كيران أن رئاسة الحكومة تحتاج لشخصية سياسية نظيفة ليس حولها شبهات لا حول قضية 17 مليار التي لم تحسم مؤسسة المنافسة فيها بعد والتي بقيت طي الانتظار بدون سبب مقنع، وكذا فيما يخص الكاريزما والقدرة على أن التواصل مع الناس وشرح مختلف القرارات المتخذة من طرف الحكومة والتي قد تكون قاسية لكنها في مصلحة الشعب والمجتمع.

وذكر القيادي الحزبي أنه لا يقيم تجربة أخنوش كوزير في قطاع الفلاحة وما إذا كانت وزارته فاشلة، رغم تسجيل نقص واختلالات في هذا المجال.

وقال ابن كيران:”الوزير ليس هو رئيس الحكومة الذي يفترض أن تكون لديه شخصية سياسية، وهنا أشير إلى أن أخنوش لم يسبق له أن ناضل أو تربى في كنف حزب سياسي ولا خبر كيفية حل المشاكل السياسية، هو رجل أعمال تحيط به شبهات، تعرض للتغرير به، لنرى اليوم “نكافات” الإعلام تحتفل به، والحال أن هذه الاحتفالات ستنتهي وسيجد نفسه وجها لوجه مع شعب ودولة، وهو أمر ليس بالسهل”.

وأضاف ابن كيران مخاطبا أخنوش:”أنت اليوم عجزت عن الترشح كنائب برلماني وذهبت لمدينة أكادير للترشح كرئيس جماعة لأن لوائح البرلمان أصعب، دائما تظهر عجزا في الدفاع عن سياساتك، وإذا ما تدخلت تتفوه بكارثة سياسية، من ضمنها كلامك عن إعادة تربية المغاربة، فهل تريد أن تضربهم بالتأكيد أنت لست مخولا لذلك ولا تملك الحق أساسا في فعله، والدولة إذا أرادت أن تضرب مواطنيها فلن تكون بحاجتك”.

وزاد ابن كيران متسائلا:”كيف ستقوم بتربيتنا، وكيف ستواجه المجتمع لاحقا، هل من خلال المواقع الاجتماعية التي اشتريتها؟”.

وأشار ابن كيران إلى أنه لا يعاتب الناس الذين يصنفون أخنوش ضمن إطار الأثرياء، لأنه لا يملك شيئا يؤهله سوى النقود.

وقال ابن كيران:”الدولة لا تحتاج لك ياعزيز ولا لأمثالك، وجود وزراء من طينة بنشبعون والعلمي أمر جيد، شخصيا، أثني على عملهم لكن رئاسة الحكومة تفرض نوعا آخر من الناس، سياسيين يتحملون المسؤولية ينصتون ويتجاوبون مع الناس”.

وأفاد ابن كيران أن احتكام أخنوش لمنح الأموال من أجل تصدر الانتخابات عيب وسيبقى وصمة عار تلاحقه دائما، مشيرا إلى أنه لم يسبق لرئيس حكومة أن تبوأ هذا المنصب بهذه الطريقة، بوجود رؤساء حكومة منبثقين من أحزاب إدارية لكن سلوكهم وقيمهم لا تسمح لهم بالنجاح باعتماد أساليب الفساد والرشوة.

وانتقد ابن كيران استقطاب حزب التجمع الوطني للأحرار لفنانين كنوع من استغلال حالتهم المادية في الظرفية الراهنة.

وقال الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية بنبرة ساخرة:”هل تبيع “المربى” حتى تجلب الفنانين، هذه ليست طريقة للإقناع، ثم هل ستصل لرئاسة الحكومة بوعود مالية للأساتذة والمعلمين، وهنا يطرح التساؤل بما أنك متفق على الدعم المباشر، فلماذا رفضته قبلا حينما اشترطت عليا عدم إقراره ودخول حزب الاستقلال أثناء تشكيل الحكومة التي عرقلتها سابقا ب”البلوكاج”.

وذكر ابن كيران أنه لم يصطدم مع أخنوش طيلة الخمس سنوات من عمر الحكومة السابقة إلا خلال مرتين، حينما أتى بطريقة غير شرعية وأخلاقية هو و الوزير السابق بوسعيد واحتكروا التوقيع على برنامج القرى الذي أقره الملك محمد السادس، وهو ما لم يفهم لحد الآن السبب الحقيقي وراءه، وثانيا، حينما قام ب”البلوكاج” وهي ضربة قاسية للديمقراطية، يتحمل مسؤوليته فيها، بعدما قام بجلب “بلطجي” لإنجاح هذا الأمر، لافتا إلى أنه يشكل إساءة بالغة لحزبه، كحزب محترم كادت قيادته أن تضرب تاريخه في الصفر.

وسجل ابن كيران رفضه للوعود التي قطعها أخنوش بشأن الزيادة في الأجور والتي من المفترض أن تذهب لتوظيفات جديدة ولناس في وضعية سيئة اجتماعيا.

وقلل القيادي الحزبي من قيمة أعضاء”الأحرار” الذين يتشكلون في الغالب من أشخاص التحقوا حديثا بصفوفه.

واتهم ابن كيران أخنوش بعزمه على إحداث مواجهة بين الدولة والشعب والعودة لحركة 20 فبراير.

وقال ابن كيران:”لا نريد الثورة وسنواجهها لأن بلادنا آمنة ومستقرة ومرت بمراحل تاريخية قاسية ولم تقم بثورة وانقلاب، وحتى حينما أرادوا البعض القيام بها “ربي ماباركش ليهم”. نحن مطبعون على الوفاء كمغاربة ومسلمين ولن نفرط في نظامنا الذي عشنا معه، هناك دول فقدت صوابها ولم تعد تعرف رأسها من رجلها، لكن نحن أنقذنا بلادنا في 2011 في وقت كانت فيه دول أخرى تعاني من الارتباك وفقدان التوازن، لنبقى نحن الدولة الوحيدة التي ظلت منيرة على العالم العربي”.

وأشار ابن كيران إلى أنه لم يرغب في الخوض في نقاشات حول الانتخابات لكن الأحداث الأخيرة دفعته للتدخل والمشاركة، بعد إلحاح البعض وتواصلهم معه.

وأوضح ابن كيران أن الانتخابات شيء أساسي، حيث تعطى الفرصة للمواطن مرة في خمس سنوات، ليختار الجهة التي ستتولى المسؤولية، وبالتالي فالمسؤولية تقع على عاتق الناخبين بشكل كبير.

وأفاد ابن كيران بوجود شيء يتم حبكه في الخفاء ليس في صالح المغرب كدولة.

وقال ابن كيران:”رغم أنني من وسط اجتماعي متوسط أحب الشعب وأدافع عنه، لكني إنسان مهووس بالدولة وقوتها، لأنها إذا ضعفت ذهب كل شيء معها”.

وسجل ابن كيران استغرابه لمقاطعة مواطنين في السابق لشركات تعود لأخنوش، في مقابل الدعوة للتصويت على حزبه حاليا ليكون رئيسا للحكومة بين عشية وضحاها، مشيرا إلى أن اتهام حزب العدالة والتنمية بالوقوف وراء حملة المقاطعة مزاعم مغرضة لم تفلح في الإساءة له.

ودعا ابن كيران المواطنين لضرورة التصويت بكثافة على الأحزاب التي يرونها مناسبة لتمثيلهم عوض خيار المقاطعة غير المجدي.

وقال ابن كيران:”خذوا الاحتياط في تصويتكم لأنه غدا لا قدر الله إذا كانت رئاسة الحكومة غير مناسبة للطموحات والانتظارات، لا يمكنكم حينها معرفة ما يخبؤه لكم المستقبل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى