وهبي: تجاوزنا صراع المواقع مع”الأحرار”..والانتخابات محطة مفصلية في تاريخ حزبنا

قال إن"العدالة والتنمية" سيظل مهما في التاريخ السياسي المغربي

ذكر عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أنه تجاوز صراع المواقع مع حزب التجمع الوطني للأحرار، ويعمل حاليا على دراسة الرسائل الإيجابية التي تلقاها أثناء مشاوراته مع عزيز أخنوش، رئيس”الأحرار”، وذلك خدمة للصالح العام، في إطار رسم معالم السياسة المستقبلية لحزبه في هذه الظرفية التي تعرف تسارعا للأحداث السياسية.

وعبر وهبي عن شكره باسم مناضلي حزبه للملك محمد السادس على إرادته الصلبة في احترام روح الدستور وصون الاختيار الديمقراطي للبلاد وسعيه القوي لوضعها على سكة الدول الديمقراطية العظمى التي استطاعت تنظيم الانتخابات في موعدها الدستوري رغم الإكراهات المرتبطة بكورونا الأمر الذي سيعزز لا محالة المكانة الديمقراطية للمملكة وصورتها المشرقة بين الأمم، كأحسن رد على أولئك الذين لا يريدون أن يفهموا أن الديقراطية المغربية تنبع من تمسك الشعب بملكيته ووحدته الترابية.

وقال وهبي، في لقاء تشاوري، اليوم الأربعاء، مع أعضاء فريق الحزب بمجلس النواب،:”أجدد باسمكم تقديم التهاني للتجمع الوطني للأحرار على فوزه بالمرتبة الأولى وتهنئة عزيز أخنوش على الثقة التي حظي بها من طرف الملك محمد السادس وتعيينه رئيسا للحكومة متمنيين له كامل التوفيق والسداد في المهام الموضوعة على عاتقه، وكذا ثقة المواطنين وفوزهم في هذه الاستحقاقات الانتخابية”.

وأبرز وهبي أن النتائج التي حصل عليها حزب الأصالة والمعاصرة ما كانت لتتحقق لولا مجهودات مناضليه الشخصية الذين تشبثوا بأخلاقيات التنافس الشريف.

وزاد مبينا:” وهي مناسبة لأعبر عن التقدير الكبير للمواطنين عموما وسكان الصحراء خصوصا على نسبة المشاركة التي عكست مدى انخراطهم موجهين رسالة للعالم مفادها التأسيس لملحمة ديمقراطية جديدة انتصرت على كل التحديات والظروف الوبائية ورسخت الصورة الديمقراطية للمملكة وما إشادة المنتظم الدولي إلا اعتراف جديد بذلك”.

واعتبر الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة أن نجاح الاستحقاقات الانتخابية يشكل نقلة نوعية في تعزيز صورة الديمقراطية والسير قدما نحو مصاف الدول الديمقراطية، ويوجه أيضا رسائل داخلية، تشمل وجود أغلبية مكونة من 3 أحزاب مما قد يشكل أرضية مواتية وغير مسبوقة لتشكيل تحالف سياسي مشروع منسجم.

ودعا وهبي جميع الأحزاب من أجل الحوار والتعاون وتغليب المصلحة العامة للدفع بها نحو الأدوار الطلائعية داخل المجتمع.

وذكر القيادي الحزبي أن العملية الانتخابية فرضت ضرورة تدشين مرحلة سياسية جديدة بإعلاء لقيم الديمقراطية مع إعلان نتائج الانتخابات، لينطلق التأسيس لمواقع جديدة بخريطة سياسية جديدة.

وأعرب وهبي عن شكره وتقديره لأصدقائه في حزبي الاستقلال والتقدم والاشتراكية، حيث كان التنسيق بينهما في موقع المعارضة مثمرا بفضل التصورات النبيلة التي لا يمكن نكرانها لمراقبة الحكومة واقتراح الحلول البديلة.

وقال وهبي:”اليوم سنواصل العمل من أي منطلق بعيدا للمنطق الضيق لمنطق الخسارة، فالأحزاب الجادة والمسؤولة ستظل مكانتها راسخة، وهنا أشير إلى أن تراجع مقاعد العدالة والتنمية لن ينقص من وطنيته وجديته وغيرته على مراجع الأمة المغربية، حيث سيظل حزبا مهما في التاريخ السياسي المغربي لحاجة بلادنا له وسنظل متعاونين معه، علما أن شرعية وجوده ستعيد له قوته لاحقا”.

وأوضح الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن الانتخابات لم تصنع حدثا تاريخيا فقط بل شكلت محطة مفصلية في تاريخ حزبه الذي برهن للجميع أن اختياراته التي دافع عنها كانت صائبة وشكلت بوصلة واضحة لخطابه السياسي، حينما قام بتصحيح المسار والتوجه الذي اعتمده بنفس تصالحي جماعي فكانت الحصيلة كسب الرهان الانتخابي بشرف.

وأضاف وهبي:”برهننا أنه حزب متجذر له مكانته الريادية بالمشهد السياسي والمؤسساتي وسنحرص على بلورتها في باقي المؤسسات الدستورية المنتخبة. ما حققناه يجب أن يتحول لمسؤولية تجاه وطننا ومن موقعنا في الحكومة أو المعارضة سنلعب دورنا كاملا مما يتطلب نكران الذات، فارتياحنا للنتائج نريده أن يكون حافزا قويا لإعادة بناء التنظيم الحزبي على جميع المستويات على أسس ديمقراطية، خاصة أن بلادنا مقبلة على تحديات وإكراهات صعبة تتطلب تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الصائبة، لذا، نعول على لقاءنا التشاوري هذا وباقي اللقاءات بالاستمرار في رسم معالم المحطة المستقبلية خدمة للمصالح العليا للوطن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى