وهبي: الشعب المغربي يريد منا أن ندخل مرحلة سياسية جديدة

أفاد أن تجربة الحزب في المعارضة كان لها دور كبير في صقل نضاله السياسي

قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن حزبه على دراية كافية لفهم كلمة الشعب المغربي التي أقرها في الانتخابات الأخيرة والتجاوب معها، لما فيه الصالح الوطني العام.

وأضاف وهبي، في كلمة له، اليوم الجمعة، في الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للحزب،:”إنها كلمة شعب واع بمصلحته، ويريد منا أن ندخل مرحلة سياسية جديدة، بمواصفات حددها عبر نتائج اقتراع الثامن من شتنبر، بعدما أعلنا له مرارا قطعنا مع جميع الخطوط الحمراء، وبضرورة احترام نتائج الانتخابات دون غرور أو مزايدات لن تفيد الوطن بشيء”.

واعتبر وهبي أن المكانة “المحترمة” التي فاز بها الحزب من خلال العدد الهائل من الأصوات، لا تطرح أمامه مناقشة  أمر مشاركته في الحكومة وما يحمله من شروط وإمكانيات فقط، وإنما تطرح عليه كذلك أمر بناء حزبنا وتقويته وتنمية قواعده، ليبقى دائما في مستوى الثقة التي وضعها المغاربة في عمله وأخلاق مناضلاته ومناضليه.

وزاد مبينا:”إن احتلال المرتبة الثانية في منافسة شديدة أثناء انتخابات في ظروف غير عادية، هو رسالة شعبنا لنا وتحملنا مسؤولية الاضطلاع بعمل حزبي يقود إلى بناء مؤسسة حزبية ديمقراطية، متجدرة في أوساط عموم المجتمع المغربي. لذلك فإننا مطالبون بأن نضاعف الجهود للاستمرار في بناء أداة حزبية تطور أدوارها وتوسع شعبيتها، وتفتح لنضالها آفاق رحبة للدفاع عن مصالح وحقوق المواطنات والمواطنين. إن نجاحنا في هذه الانتخابات هو أكثر من نجاح في عدد من المقاعد التي حصلنا عليها، إنه أيضا نجاح لاختياراتنا السياسية، ولنهجنا في العمل التشاركي والتشاوري لتصورنا الفكري لقضايا مجتمعنا. لقد أثبتنا أن الديمقراطية كأسلوب تنظيمي وخطاب سياسي ومسؤولية أخلاقية، هي الطريق الوحيد لنيل ثقة مواطنينا”.

وذكر القيادي الحزبي أن مستقبل”الأصالة والمعاصرة” السياسي في التحالفات يحمل عدة إمكانيات، تفرض ضرورة اهتمامه بتقوية الحزب وتعميق حضوره في الأوساط المختلفة داخل المجتمع المغربي.

واعتبر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن العمل السياسي يقتضي الإنصات لكل مرحلة في خصوصيتها، لافتا إلى أنه سيظل منتصرا لقضايا الوطن، والاستجابة لهموم المواطنين، كيفما كانت نتائج مشاوراته حول الدخول في المسؤوليات الحكومية لاسيما بعد العرض الجيد الذي تلقاه من رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها.

وقال وهبي:”لقد كانت لتجربتنا في المعارضة داخل المؤسسات وفي الحياة السياسية المغربية دور كبير في صقل نضالنا السياسي وإغناء لفكرنا الديمقراطي، ومدتنا بمعرفة علمية بواقعنا المغربي. واستطعنا أن نكون صوت من لا صوت له، أمام سياسات حكومية سجلنا اختلافنا معها بالتحليل وبالحجج، الأمر الذي أعطى لحزبنا خبرة ميدانية من جهة، وصورة محترمة داخل المجتمع من جهة أخرى. كنا حزبا معارضا من أجل الوطن، وقوة اقتراحية بناءة لخدمة مصالح المواطنين ومن أجل التنمية والتقدم، وعملنا بمعية حزبي التقدم والاشتراكية والاستقلال في تنسيق سياسي أساسه الغيرة الجادة عن مصالح الوطن. واليوم ونحن مقبلين على مرحلة جديدة مفتوحة على كل الاحتمالات السياسية الممكنة، فإننا غير مستعدين للتفريط في رصيدنا السياسي، الذي به منحنا جزء مهم من الكتلة الناخبة ثقته، وبوأنا المرتبة الثانية في نتائج الانتخابات”.

وعزا وهبي انتصار الديمقراطية في البلاد إلى تشبث المغاربة بالاختيار الديمقراطي المؤسساتي الدستوري وعلى رأسهم الملك محمد السادس، مشيرا إلى ان انتصار حزب الأصالة والمعاصرة في التنافس الانتخابي تم بفضل نضال أعضائه، في أوساط المجتمع المدني والمؤسسات التمثيلية الدستورية وتحليهم بالمسؤولية أثناء تدبيرهم للشأن العمومي المحلي في مجالس عدة جهات.

وعبر وهبي عن شكره وامتنانه للملك محمد السادس بالعملية الديمقراطية، وإصراره على تعميق الاختيار التحديثي المؤسساتي الذي يحتل فيه صوت المواطن مكانة أولى لبناء المستقبل.

وأضاف وهبي:”إن إجراء انتخابات لثلاث مؤسسات تمثيلية دستورية في يوم واحد، وفي موعدها الدستوري، وبنسبة مشاركة شعبية عالية وتعددية حزبية واحترام للقوانين، تدل على واقع واحد هو أن الديمقراطية المغربية قد انتصرت، وأصبحت حالة تاريخية قدوة لشعوب العالم التواق للحرية والديمقراطية. وأن نجاحها هو نتيجة عمل دؤوب وإيمان راسخ لكل المغاربة الغيورين على تقدم الوطن وازدهاره، وعلى رأسهم الملك محمد السادس الذي حرص حرصا شديدا على تجديد المؤسسات الدستورية في موعدها، وبكل شروطها الديمقراطية”.

وذكر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن المؤتمر الرابع للحزب شكل محطة سياسية ناجحة في الحياة الحزبية المغربية، بفضل وعي مناضليه بأهمية تجديد حزبهم ومراجعة خطه السياسي والإيديولوجي الذي كلفهم تقديم نقد ذاتي مؤلم، لكنه شجاع أعطى بارقة أمل لكل الديمقراطيين بالمغرب.

وأضاف وهبي:” منذ هذا المؤتمر التاريخي الذي ظن أمامه خصومنا أننا انتهينا كتنظيم وكخطاب إلى اليوم الذي نلتقي فيه ونحتفل بنجاحنا في الفوز بثقة الناخب المغربي التي بوأتنا المرتبة الثانية في المشهد السياسي المغربي، طيلة هذه الفترة ظلت إرادة اللقاء بكم تشكل فينا عواطف النبل التي تجمعنا، وقيم الإخاء الديمقراطي التي قوت ضميرنا الحزبي المشترك من أجل أن نظل أوفياء لبعضنا، رغم ظروف الجائحة التي أرغمتنا على التباعد وحرمتنا من حياة حزبية داخلية ملئها النقاش والتشاور وتبادل الآراء والمواقف”.

وأفاد القيادي الحزبي بمحاولة بعض الخصوم استغلال استحالة اجتماع الحزب احتراما لقانون الطوارئ لمحاربة انتشار الوباء، لدس خطاب الشك والتفرقة بيننا، وللنيل من وحدته وعزيمته لبناء حزب عتيد قادر على رفع التحديات، لكن النتائج أظهرت العكس، بعد احتلاله لمكانة محترمة في نتائج الانتخابات، كحزب قوي يحتل القوة السياسية الثانية في الوطن، معول عليه بشكل كبير للعب دور محوري في العملية السياسية والديمقراطية الراهنة والمستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى